المواطن/ تعز – خاص
لمع نجمه مع انبلاج فجر جديد للأرض التي يحلم أن تستوعب أحلامه التي جسدها بلغة ثورية لا تحتمل سوى الحياة الكريمة التي ذبلت في غيابه.
ومع اندلاع الشرارة الأولى لثورة فبراير الشبابية في عام 2011م كان الشاب اكرم حميد قد قدم من الجراحي التابعة لمحافظة الحديدة إلى مدينة تعز للبحث عن فرصة عمل يعيل من خلالها اسرته الفقيرة، وكان واحدًا من الشباب الذين اشعلوا شرارة فبراير وعمل على توثيق كل محطات المسيرات الثورية عبر كاميرته المتواضعة.
عبد الوارث العبسي أحد رفاق المختفي قسرًا أكرم حميد، قال إن صديقه “كان صاحب مشروع مدني سلمي يرفض الخضوع والاستسلام”، مشيرًا إلى انه كان مناضلًا ومرابطًا حيث كانت بدايته في خيمة البوعزيزي في ساحة الحرية بتعز وشارك في مسيرات الثورة وتصدر مواقف كثيرة منها التصوير واسعاف رفاقه الجرحى أو من يتعرضون لقنابل الغاز المسيل للدموع”.
معتكف حتى الاخفاء
ظل الثائر أكرم حميد متمسكًا بطموحه الذي ترسخ في ذهنه رغم ما تعرضت له ثورة فبراير من اجهاض من قبل هواة مشاريع انصاف الحلول، وظل اكرم معتكفًا في خيمته بساحة الحرية، فكان من أوائل الشباب الذين انضموا إلى المقاومة الشعبية واللواء 22 ميكا، أبان الانقلاب الكهنوتي الذي قاده تحالف الحوثي صالح في 21 سبتمبر الأسود.
وفي 3 يونيو من العام 2016م وبشهادة الخيام وساحة الحرية تعرض الثائر اكرم حميد للاختطاف من قبل مسلحين تابعين للحكومة الشرعية واقتياده إلى مكان مجهول، بسبب دفاعه عن الممتلكات العامه ورفضه اعمال النهب والفيد.
ظلام يداهم ضوء فبراير
ووفق لجنة المخفيين قسرًا (منظمة حقوقية غير حكومية) فقد تم اعتقال الشاب اكرم واخفائه من قبل افراد من اللواء 22 ميكا وذلك اثناء تواجده في خيمة الاعبوس مع اصدقائه، مشيرة إلى أنه تم اقتياده إلى مكان مجهول.
وأشارت اللجنة الى أنه وفي صباح اليوم الثاني صادفه الصحفي (ت ، غ) ومعه أثنين مسلحين وسأل أكرم إلى أين ذاهب، ليرد عليه بأنه تم استدعائه من قبل القيادة للتحقيق معه، مؤكدة أن مصيره لم يعرف من حينها.
وبحسب المسؤول التنفيذي للجنة متابعة المخفيين أحمد طه فقد تعرض المخفي أكرم حميد (الزبيدي) للإخفاء بسبب رفضه اعمال النهب والسرقة التي يقوم بها بعض افراد الجيش التابع للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وقيامه بالكشف عن فساد داخل الجيش ومن تلك الاعمال نهب أجهزة طبية تابعة للهلال الاحمر وتحويلها إلى مستشفى خاص.
في زنازين متسلقي الثورة
تفتق وعي اكرم وأصبح في ذروة النضج، فقد تقلد حراسة الأدوات والأجهزة الطبية التابعة لجمعية الهلال الأحمر اليمني ورفض تسليمها لأفراد في الجيش الوطني حينها إلا بمذكرة رسمية من السلطة المحلية بالمحافظة بالإضافة الى الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي عن ممارسات اجرامية، ونتيجة ذلك فقد دفع الثمن واصبح في قائمة المخفيين قسرًا .
رغم أن أكرم من الشباب الذين ضحوا في العمل الثوري منذ فبراير وصولًا الى مقارعة الانقلاب الأسود الذي ظهرت بوادره في نهاية العام 2014م، إلا انه أصبح في المعتقلات تتناقله السجون السرية، حيث يضيف “احمد طه”: قيادة اللواء 22 ميكا تراجعت عن اعترافها بأن أكرم محتجز لديها، مشيرًا إلى أن اسرة المخفي أكرم حميد لم تتمكن من التواصل معه وكذلك لم يسمح لأي جهة حقوقية.
وقال طه أن اللجنة تلقت معلومات من جهة قضائية تؤكد أن اكرم لدى اللواء 22 ميكا وتم نقله إلى معتقلات كثيرة، ولا يزال في غياهب السجون السرية الخارجة عن القانون والدولة والتي يديرها نافذون في الجيش الوطني بمحور تعز العسكري.
وبالتزامن مع الذكرى العاشرة لثورة فبراير يتسائل رفاق أكرم: هل ستبادر سلطات الاخفاء والقمع إلى اطلاق سراح الثائر أكرم حميد وباقي رفاق ثورة الشباب القابعين في زنازين عسكر الشرعية في تعز؟!.
رقم مرعب
وبحسب لجنة متابعة المخفيين قسرًا فإنه “تم رصد 70 مخفياً في المناطق الخاضعة للشرعية، وأنها ليست إحصائية نهائية، فليس كل من هم في سجون خارجة عن القانون موثقة أسماؤهم لدى اللجنة، مؤكدة إن المخفيون يعانون من وضع صحي كارثي”.