المواطن نت- تعز
تمكنت العديد من النساء مؤخراً في محافظة تعز، من إقتحام سوق العمل في مجالات غير تقليدية، وخارجة عن تلك الدائرة المغلقة التي ظلت طوال الفترات الماضية محصورة فيها وغير قادرة على كسر ذلك الإطار ومشاركة الرجل العمل بمختلف المهن ومجالات الحياة الإجتماعية والسياسية والادارية والقضائية والعسكرية والأمنية وهلمجر.
وأصبحنا اليوم نجد عدد لا بأس به من النساء يعملن في الجيش والأمن والتجارة والإعلام، والمبادرات المجتمعية التي تفرض عليهن السفر والتنقل من منطقة إلى أخرى والاحتكاك بالجنس الآخر، وهذا قد يكون بسبب زياد الوعي الإجتماعي نسبياً عن ذي قبل، أو بفعل الحرب وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي لدى الأسر الأمر الذي اجبر الكثير على تقبل عمل المرأة في تلك الأعمال الغير تقليدية، ودفع بالمرأة إلى تحمل مسؤولية أسرتها بعد أن فقدت المعيل أو خسرت الأسرة مصدر دخلها أو ضعف وأصبح لا يكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية والضرورية لها.
نموذج فريد
سمر القاضي واحدة من تلك النساء العاملات في مجالات نوعية، أفتتحت لها مكتباً لتصبح أول إمرأة تملك وتدير مكتباً للمقاولات والخدمات العقارية والاستشارات والتوريد في محافظة تعز.
أفتتحت سمر القاضي مكتبها “استار فيوتشر” مطلع العام 2024م، متخصصاً في المقاولات والخدمات العقارية، بالإضافة إلى تقديم استشارات هندسية في البناء والإنشاء، كما يعمل في الاستيراد بمجال الطاقات الشمسية ومواد البناء، مشيرة إلى أن الدافع من اقتحامها لهذا المجال هو رغبتها الانفراد بعمل غير اعتيادي بالنسبة للنساء في المجتمع اليمني، ولتثبت للمجتمع على أن المرأة اليمنية قادرة على ممارسة مختلف الأعمال مثلها مثل الرجل.
![](http://almoaten.net/wp-content/uploads/2025/02/img-20250210-wa00058422896556214029561-1024x1024.jpg)
أعمال منجزة
وفي مقابلة لها مع موقع “المواطن” أفادت سمر القاضي مدير مكتب استار فيوتشر، أن مكتبها تمكن خلال الفترة السابقة من الفوز بمناقصات عدد من المشاريع وإنجازها على أكمل وجه، منها مشروع صيانة آبار مياه في مديرية التعزية، ومشروع صيانة بئر مياه مع تركيب منظومة طاقة شمسية في مديرية الوازعية، ومشروع تشييد جدران ساندة في طريق طالوق صبر، ومشروع تركيب نظام التحكم المرئي عن بعد التابع للمجلس المحلي بمديرية المظفر، بعضها ممولة من منظمات مانحة وبعضها من الصندوق الإجتماعية للتنمية، والبعض الآخر من قبل السلطة المحلية.
معوقات
وخلال المقابلة ذكرت سمر، بعض من التحديات التي واجهتها وتواجهها في مجال عملها أهمها عدم وجود مهندسات من النساء في هذا المجال، واختلاف طبيعة حياة الرجل عن المرأة الأمر الذي يجبرها أحياناً التعامل مع ظروف عمل صعبة، فضلاً عن أن مستوى الوعي لدى المجتمع بخصوص عمل المرأة وخاصة في مثل هذه المجالات النوعية لايزال متدني.
وأضافت: من التحديات أيضًا عدم ثقة بعض الجهات بقدرة المرأة على إنجاز مثل هذه الأعمال، وبالنسبة للجهات الحكومية التحدي قد يكون في تاخرهم عن صرف المستحقات، مشيرة إلى أن بعض الجهات الغير حكومية الممولة للمشاريع تقل عندهم الثقة بقدرة المرأة على إنجاز هذه الأعمال بالشكل المطلوب فتطلب توصية من أكثر من جهة وأيضاً تطلب مبلغ الضمان بشكل مضاعف عن ذلك الذي تأخذه من المقاول الرجل.
وأستدركت القول: حتى الجهات الحكومية مع الأسف لا تزال لا تؤمن بالشراكة الحقيقية للمرأة، بالرغم أن المرأة أكثر شفافية وبعداً عن الفساد وحريصة على سمعتها وتعمل جاهدة على تحقيق النجاح حتى تجد لها موطئ قدم في سوق العمل، مطالبة مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية منح المرأة الثقة واشراكها الشراكة الحقيقة في سوق العمل، وتمكينها من مختلف مجالات العمل.
ضرورة تقديم المزيد من الدعم والتشجيع
أكدت سمر القاضي على أن المرأة لا تزال بحاجة ماسة إلى الدعم والتشجيع المجتمعي والاسري والقانوني، وكذلك دعم المنظمات المادي والتدريب والتأهيل الوظيفي والاداري في مجالات عملهن المختلفة، مؤكدة في نفس الوقت على أهمية دعم وتعاون الجهات الحكومية المختلفة مع المرأة العاملة ومنحها الثقة في إنجاز الأعمال.
وأشارت إلى أنها لم تتلقى الدعم والتشجيع من أي جهة غير اسرتها وبعض الأصدقاء ومدير مديرية المظفر الأستاذ محمد الكدهي، مؤكدة على أنها تطمح أن تنال من الدعم والتشجيع ما يجعلها تصل إلى المستوى الأول في التصنيف وتتمكن من أخذ وانجاز مشاريع كبيرة على مستوى المحافظة وبقية محافظات اليمن بشكل عام.
وفي ختام المقابلة تمنت سمر القاضي، أن يحصل مكتبها على فرص للتاهيل في مجال التوريد، وبناء الشراكات مع القطاع العام والخاص، متمنية الحصول وتنفيذ مشاريع أكبر وأكثر، سواء تلك التي تمولها المنظمات المانحة المحلية والدولية أو المشاريع الممولة من السلطات الحكومية، في محافظة تعز وخارجها.