المواطن/ ثقافة – رضا السروري
عند بزوغ أول خيط من خيوط الصباح الجميل ،وبداية نشاط الطيور بتغاريدها وتسابيحها، قلت لنفسي عليا أن استمتع بهذا الجمال والسحر الطبيعي، نهضت بخفة إلى أمام النافذة واخرجت رأسي منها كانت أمامي مباشرة لوحة فنية رائعة جداً، لم استطع وصف كل تفاصيلها لكن كان هناك شئ يستحق التركيز.
ذلك الطائر الصغير أصفر اللون حرك مشاعري وحفزني بصوته من اجل النهوض في هذالوقت المبكر _الأكثر من رائع_ وهو يغرد على شرفة النافذة ويتنقل بين أغصان الشجرة الخضراء المقابلة للنافذة، وينتقل ليفرك جسده في ضفة النهر الصغير ،ثم يحلق في السما مع صديقه وكأنهما يتشاجران ويلعبان او يتداعبان حتى يسقطان على الأرض ويتدحرجان على عُشب واحجار التل الصغير _الموجود في الجهة الشمالية على ضفة النهر _ في مشهد جمالي عظيم.
تلك التغاريد الصباحية مع خضرة المكان وصوت خرير الماء ونسمات الهواء الباردة، مع لمعان قطرات الندى التي تتساقط من الاعشاب الارضية ، مع أول شعاع من اشعة الشمس ،مع دخان يتصاعد من مطبخ أمي، و رائحة طعام الافطار الذي تصنعه امي الحبيبة يفوح في المكان سابقا صوت امي الغالية بلحظات قليلة وهي تنادي بنا من اجل النهوض والاستعداد ليوم جديد، شعرت بالبرد عدت إلى الفراش احتضن وسادتي بقوة طلبا للدفى وغفوه صغيرة.
بعدها بلحظات يبدأ الناس بالحركة و العمل ،فلاحين و مزارعين وطلاب العلم ،
هوالريف وصباحه الجميل المليئ بالحيوية الهادئة .