المواطن/ كتابات – فهمي محمد
بين الحين والآخر نقراء شيء من التراشق الإعلامي والصحفي أو حتى الجدل السياسي ، الذي يتم فيه توظيف قصة الذهاب الى جبال مران من بعض قيادة الاحزاب السياسية وإعتبار ذلك واقعة تدين هؤلاء الساسة الذين ذهبو للجلوس او للحوار مع عبدالملك بدر الدين الحوثي ، وفي مقابل ذلك يتم الحديث عن بعض الساسة الذين رحبوا يومها بصعود الحركة الحوثية او كتبوا وتحدثوا عنها بشيء من الإيجابية قبل أن تنقلب الحركة على مخرجان الحوار وتسيطر على مؤسسات الدولة ،
ومع أن ذلك شيء طبيعي ومشروع للجميع ويجب أن يكون منهج للعمل السياسي ، وهو يعبر في أحد مظاهره عن إستعداد الذات للإعتراف بوجود الآخر والحوار معه وتلك قيم يفتقدها المناخ السياسي في اليمن منذ عصور فإن المشكلة تكمن بتوظيف هؤلاء المتراشقين وبشكل إرتدادي للوقائع التي اتت يومها في ظل سياقات طبيعة او لها ما يبررها سياسيا ومحاولة اسقاطها في واقع الحال وبدافع المناكفات السياسة بهدف إدآنت قوى وشخيصات تقف اليوم جميعاً في وجه الانقلاب وتقاتل بكل الأدوات المتاحة في وجه مشروعها الانقلابي .
لست معني هنا بالدفاع عن بعض القوى او الشخصيات بقدر ما اجد نفسي معني بالدفاع عن الفكرة ذاتها ، أي عن فكرة الذهاب للحوار حتى لو كان المقابل لك في الطاولة هو عبدالملك الحوثي وفكرة الترحيب التي تعني الإعتراف بوجود الآخر ولو كانت الحركة الحوثية هي ذلك الآخر الموجود .
في تقديري المشكلة ليست فيمن ذهب للحوار او فيمن رحب او كتب، بقدر ما هي في الحركة الحوثية نفسها وفي تركيباتها البنيوية والفكرية والثقافية التي لم تقدر ذلك ولم تعترف بالحوار ولم تؤمن بمخرجاته ولم تعترف بوجود الآخر حتى اليوم .
مشكلتنا في اليمن منذ ثورة سبتمبر واكتوبر تكمن بشكل أساسي في عدم إيمان القوى الحاكمة والنخب السياسية بالحوار وعدم الاعتراف بوجود الآخر لذلك نذهب دائماً للقتال والحرب .