المواطن/ كتابات – محمد عبده سعيد.
ما إن حملت حرب صيف 1994 اثقالها رحلت واعتقد التحالف الثلاثي القبيح الدين والقبيلة والعسكر انهم بإنتها الحرب يكون قد انتهى مشروع الحزب والدولة التي كانت قائمة في الجنوب، واعلن الانتصار حسب زعمهم في يوليو الاسود.
ضنو بانهم اخمدو ذلك الوهج الثوري والتقدمي المسمى الحزب الإشتراكي اليمني، واطفاؤ فتيله وانتصرت مشاريعهم، ومات الاشتراكي حد زعمهم.
لم تكن تلك القوى تعلم ماذا سيحدث خارج حسابتها المعتبرة والمرتبة من قبل، ولم تكن تعلم بان هناك من سيتكفل بإعادة الروح الحزبية والثورية للوطن.
من بين ركام الحرب المتراكمة فوق كاهل الوطن والحزب، خرج ذلك البدوي البسيط الذي ارعب عتاولة الفيد والنهب، وواجههم ببساطته البدوية، وحول ليليهم السعيدة كوابيس، خرج وبداء يلملم جراحات وانات الحزب والرفاق، ضمد جراحهم وشد بايديهم وقادهم من جديد نحو الفجر والامل الذي لايموت في قلوبهم رغم كل تلك الانتكاسة.
فتاح يولد من جديد ولكن بشكل صالح عباد، والحزب يولد من جديد، عاد مقبل وحمل على عاتقه ذلك الحلم القديم الجديد ، عاد وبعودته عاد الحزب وعادت كل تلك الجماهير تهتف ابتسم حزبناء من طراز جديد وعاد بجانبه حلم كان يراد لهُ الزوال.
ببساطة ذلك البدوي عاد الحزب وبداء يشق طريقه من جديد وخاض اعظم معارك التضحية والنظال والصبر وتعرض للمضايقات والاستفزازات التي ارادت ثنيه عن مواصلة مشواره الوطني، كل ذلك لم يكسره، بل زاد من عزيمته.
دخل إناخابات 1999م الرئاسية وكان المنافس الاشجع للطاغية عفاش، وكان يعلم نتائج تلك الانتخابات وهزليتها، ولكن اراد ان يكسر ذلك الخوف وذلك التردد في مواجهة الطاغية والمستبد.
تولى قيادة الحزب في احلك الاوقات واصعبها وقدم الانجازات والخدمات لرفاقه، ناظل وبصلابة، ولم يكن يبحث من كل تلك التضحيات عن منصب او جاه او مال، بل كان يبحث عن وطن.
غادر موقعه كامين عام للحزب ولم يمتلك ارصدة او حسابات بنكية او فلل فخمة او سيارات فارهة، او منصب في الدولة رغم كل المغريات التي تلاقاها.
غادر ومزال يمتلك ذلك المنزل البسيط في محافظته ابين الذي اثار إستغراب الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر في احد زيارته له في قريته.
صالح عباد مقبل بكل تفاصيله يعد احد ثوار 14 أكتوبر وقادتها وابن القبيلة الاقطاعية التي تمتلك الاراضي والمال، تركها وترك كل ذلك وعمل على دعم الثورة وشارك فيها بكل شجاعة واستبسال ، وعمل على نزع سلاح ابناء عمومته بعد نجاح الثورة ،وتاميم ممتلكاتهم من اجل الوطن.
صحيح لم التقي به في يوم من الايام ولم اجالسه ولم اكن احد تلاميذه الذين رباهم في يده، ولكني تلميذ لمشروعه وهدفه ونضاله.
مقبل اخر امالنا ومشروع البلد من اجل الحداثة والعدالة الاجتماعية والتحديث، وانت على فراش المرض نعدك يارفيقي ان نكون كما كنت وان نسير على سيرتك ونكمل مشروعك وتضحياتك كما علمتنا يارفيقي.
نتمنى لك الشفاء العاجل ياوطن