جلال الصوفي
“اخاف تجيني الولادة وأنا في المختبر”. بهذه العبارة بدأت الدكتورة منى الحجري حديثها، واصفة المعاناة التي تعيشها كحامل في شهرها التاسعة بينما هي مجبرة على العمل.
تعمل الدكتورة الحجري، في قسم المختبر بمستشفى الثورة العام بمحافظة الحديدة، غرب البلاد، وذلك بشكل تعاقدي؛ وهو ما يجبرها على الاستمرار في العمل حتى لا يتم الخصم من راتبها، ولكي تستفيد من إجازتها السنوية بعد الولادة.
أخاف كثيرًا من ضعف الاجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس
تقول منى: “يمنحون الحوامل إجازة ساعة واحدة في اليوم فقط، وبعد الولادة، يمنحونها إجازة شهرين إذا ولدت بشكل طبيعي، وثلاثة أشهر في حالة الولادة القيصرية؛ وهو ما يضطرني إلى تأجيل استخدام إجازتي السنوية لما بعد الولادة”.
كورونا.. تهديد أضافي
في ظل تفشي جائحة كوفيد 19 تزايدت مخاوف الدكتورة منى الحجري؛ ما اضطرها إلى التعامل بحرص أكبر مع المرضى، ملتزمة بإتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، كما أن التعاون الذي تبديه إدارة المستشفى معها يساعدها على مواجهة تلك المخاوف؛ حيث لا يتم تكليفها بالعمل في قسم الاستقبال؛ لتجنيبها الاختلاط المباشر والكثيف بالمرضى القادمين للعلاج.
“أخاف كثيرًا من ضعف الاجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس، ورغم موافقة إدارة المستشفى على عدم تكليفي بالعمل في قسم الاستقبال إلا أن مخاوفي لا تهدأ”، تقول الدكتورة الحجري وتضيف: “لا خيار أمامي، التوقف عن العمل ليس حلًا، ولذا أجدني مجبرة على التحمل والعمل بحذر مضاعف”.
الحوامل في خطر
وإلى جانب مخاطر الاصابة المرتفعة التي تتهدد العاملين في القطاع الطبي، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، هناك الكثير من المخاطر التي تهدد المرأة الحاملة، بشكل عام، والتي تزايدت مع تفشي جائحة كوفيد19، تقول اخصائية النساء والولادة د. سميرة الرداعي: “المرأة العاملة في القطاع الصحي بالتحديد تكون مهددة بالعدوى في أي لحظة أكثر من غيرها، كونها تختلط مباشرة بالمرضى”.
المرأة العاملة في القطاع الصحي بالتحديد تكون مهددة بالعدوى في أي لحظة أكثر من غيرها، كونها تختلط مباشرة بالمرضى
وتضيف: ‘المرأة الحامل يتزايد التهديد عليها نظراً لأن الحمل يثقل من حركتها وهو ما يزيد من احتكاكها بالمرضى الذين قد يكون أحدهم مصابًا، واضافة إلى ذلك، يؤثر الإجهاد عليها بشكل مضاعف؛ ولهذا ينصح بتفريغها من العمل في أشهر الحمل الأخيرة، ناهيك عن جميع المخاطر الأخرى التي تتهدد المرأة الحامل منذ الشهور الأولى والتي منها النزيف،”.
“امرأة تموت كل ساعتين”
ومن جهتها ترى مسؤولة الاعلام في صندوق الأمم المتحدة للسكان فهمية الفتيح أن المخاطر المهددة للنساء الحوامل تضاعفت في ظل كوفيد 19، مؤكدة أن “امرأة تموت كل ساعتين، في اليمن؛ نتيجة لمضاعفات الحمل والولادة”.
وعن تدخلات الصندوق قالت الفتيح: “يهتم الصندوق بأقسام الطوارئ التوليدية، وتأهيل الكادر الطبي، وإعطاء الأطباء والممرضات الدورات التأهيلية في كيفية التعامل مع الأم الحامل، وتقديم خدمات صحة إنجابية آمنة في ظل جائحة كورونا، وقدمنا أدوات لكل الأطباء في أكثر من 200 مرفق صحي، كما أطلقنا دليلًا وطنيًا متخصصًا بذلك”.
امرأة تموت كل ساعتين، في اليمن؛ نتيجة لمضاعفات الحمل والولادة
المصدر: صندوق الأمم المتحدة للسكان
ومؤخرًا تضاعف الخطر المهدد للنساء العاملات في القطاع الصحي، مع انطلاق الموجة الثانية من الجائحة، وفي ظل هشاشة القطاع الصحي وضعف الأمكانيات المتاحة لمواجهة الفيروس.