المواطن/ تعز ـ مختار الفهيدي
“ببندقيتي السبتمبرية أسقطت المسيرة”، بهذه الكلمات استهل الجندي البطل في اللواء 22 ميكا محمد أحمد سعيد العماري حديثه لـ”المواطن”، سارداً قصة جديدة لخذلان الأبطال المتكرر من قيادة لا تفقه شيئًا في مفاهيم القيادة.
يقول العماري: “صباح الـ18من سبتمبر 2020، كانت هناك ثلاث طائرات مسيرة تابعة للمليشيا الانقلابية تحلقن في سماء مواقع الجيش الوطني في صبر، فقمت بملاحقتهن وأطلقت النار عليهن، أصبت واحدة وأسقطتها وقمت باﻹحتفاظ بها”.
ويتابع: “طلب مني تسليمها لقيادة اللواء ووعدت بصرف مكافئة لي مقابل هذا الانجاز وكذلك وعود بإطلاق راتبي العسكري الذي تم صرفه لشخصٍ آخر بحجة التشابه بالالقاب بين العماري والنهاري”.
أوامر صرف معلقة
وفي حديثه عن راتبه العسكري الذي لم يصرف يقول العماري: “هناك العشرات من التوجيهات العسكرية من قبل قيادة محور تعز العسكري وقيادة اللواء بصرف الراتب لكن هذه التوجيهات تقابل بالرفض الشديد من قبل شؤون أفراد المحور بالحجة ذاتها أن الراتب والرقم العسكري تم صرفه لشخصٍ آخر بسبب التشابه بالالقاب”.
أربع أصابات لا تشفع
ليس العماري حديثاً على السلك العسكري، إذ قاتل منذ اللحظة الأولى لإندلاع المواجهة مع المليشيا الانقلابية، يقول العماري: “منذ إنطلاق الشرارة الأولى للمقاومة الشعبية في تعز لمواجهة الانقلابيين الحوثيين أواخر 2014م، حملت بندقي وذخيرتي للقتال في صفوف المقاومة الشعبية وللدفاع عن تعز من الهجمات البربرية لجماعة الحوثي اﻹنقلابية”، مضيفًا: “شاركت في أغلب جبهات المدينة وتعرضت للإصابة أربع مرات ولم يتم صرف المستحقات العلاجية لي اثناء فترة اﻹصابة”.
ويواصل العماري حديثه لـ”المواطن” قائلًا: “تلك اﻹصابات لم تشفع لصرف مستحقاتي العلاجية ولم تشفع لي أيضًا عند قيادة محور تعز العسكري لإطلاق راتبي ورقمي العسكري الذي تم صرفه لشخصٍ آخر لم يكن في الجبهة حتى ليومٍ واحد”.
مطالبات ومناشدات
ووجه العماري رسالة إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة واﻷمن المشير الركن عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية يناشده فيها بإنصافه، حيث قال: “أطالب وأناشد الرئيس عبد ربه منصور هادي ووزير الدفاع بالعمل بالعهد الذي قطعوه في اﻹنتصار لتضحيات الشهداء والجرحى واﻷبطال في الجبهات في بناء الدولة وإستعادة مؤسساتها الرشيدة والعادلة وبناء دولة الحقوق والحريات وأول تلك القضايا التي ستثبت انتصارهم للتضحيات هي اطلاق راتبي واستعادة رقمي العسكري”.
مضيفًا: “كما اناشد القيادة العسكرية والسياسية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة الشرعية في إعادة النظر في تشكيل وهيكلة الجيش الوطني على أسس وطنية خالية من الفساد والعبث والمحسوبية لما تمثله هذه المؤسسة من مكانة في الحفاظ والدفاع عن الوطن والمواطن، وتغيير القيادة الحالية للجيش وخصوصًا المؤسسة العسكرية في تعز التي ينخرها الفساد والعبث الممنهج”.
تفاعلات الناشطين مع العماري
تفاعل العديد من ناشطي ورواد موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك مع قضية العماري مطالبين بصرف راتبه وإيقاف الفساد الذي ينهش مؤسسة محور تعز العسكري.
وعلق المحامي والناشط السياسي في الحزب اﻹشتراكي اليمني صلاح أحمد غالب على صفحته في فيس بوك، قائلًا: “الرفيق البطل أحمد محمد سعيد العماري يصطاد طائرة مسيرة للحوثيين كانت تحلق فوق جبل صبر”.
ويضيف: “للعلم تم إسقاط اسمه من كشوفات بشرية محور تعز وصرف رقم هذا المناضل الذي أصيب أكثر من مرتين في الجبهة لصالح شخص آخر يعمل مدرسًا في الشمايتين ورغم كل التوجيهات لم يعاد رقمه وراتبه”.
وأختتم صلاح منشوره بالقول: “هذا نموذج بسيط للفساد في محور تعز”.
وكتب الناشط السياسي فاروق السامعي على حائط صفحته في فيس بوك، معلقًا عل اسقاط العماري الطائرة المسيرة، ومضيفًا: “البطل العماري عرف جسده الإصابة أكثر من مرتين وعرفته عدة جبهات لكن هناك من ﻻ يريد الاعتراف به وإنكار نضاله ومصادرة رقمه العسكري وحقوقه ويحول كل الأوامر إلى مجرد أحبار لا تعنيه أمرها”.
لم تكن قصة الجندي البطل العماري الوحيدة من قصص الخذلان، بل هناك العشرات من القصص لمن تم سلب أرقامهم العسكرية في عملية ممنهجة لاستمرار الفساد والعبث الذي ينهش مؤسسة محور تعز العسكري، وفي ظل هذا الإصرار على الفساد يتسأل الجميع: متى سيجد الأبطال حقهم؟!.