المواطن/ كتابات – عبدالحفيظ حمدين
خمس سنـــــواتِ مرت منذ أن فقدت منطقتنا أحد رواد الحركة التعاونية عزلة الكلائـبــــة المناضل الوطني الصلب محمد عبدالله صالح “غضبان”. وأحد نشطاء الحركة الوطنية التي اضطلعت بأدوار سياسية واجتماعية في الكلائبة، ومناطق كثيرة في مديرة المعافر، وصبر.
لقد مثل رحيله خسارة كبيرة للمنطقة ولرفاقه الذين كان يمثل بالنسبة لهم أحد الشخصيات الاجتماعية المحورية، والتي اتصفت بالشجاعة والحكمة والصواب في مواجهة الكثير من القضايا السياسية والإجتماعية التي واجهت رفاقه وحركتهم النشطة أثناء العمل السياسي السري التي شهدتها الساحة الوطنية آنذاك.
لقد جسد الرجل بما أتصف به من القيم الإنسانية النبيلة – قل أن تتكرر في واقع تفسخت فيه القيم والمبادئ الرفيعة- التي حافظ عليها طوال عمره معلما مثاليا ما زالت مواقفه وأرائه ماثلة عند العديد من أبناء المنطقة، ولها حضور ملفت في حياتهم اليومية ولقاءاتهم الإجتماعية.
كما أتسمت شخصيته كحالة ثقافية وطنية مواجهة للظلم والتعسفات والاستقواء الإجتماعي مجسدا بأخلاقه صورة مغايرة لما تمارسه شخصيات ظلت تعمل مع النظام الرجعي المتخلف، وتفرض هيمنتها عبر ممارسة الظلم والقمع في المجتمع.
في ذكرى رحيله الخامس الذي حل علينا، وما زال وطننا وشعبنا اليمني يخوض معركته الوطنية الكبيرة، وهو مستمر في نضالاته واصراره على المضي قدماً حتى تحقيق كامل الإرادة الوطنية، وبناء الدولة اليمنية الديمقراطية الحديثة، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في نيل حريته وكرامته الإنسانية؛
لقد فرضت الثورة المضادة خيار الحرب على اليمنيين بعد ثورة سلمية كانت قد نجحت في إسقاط نطام “صالح” الاستبداد ومنظومة تحالفاته، وإزاحته من السلطة، وتصدر شباب ثورة فبراير مرحلة الكفاح المسلح في إطار المقاومة الشعبية إذ لم يكن أمامهم خيارا آخر، وضمن قوات الجيش الوطني ” المشكل حديثا” إذ ينظرون للمقاومة بإعتبارها إحدى أدوات الثورة وإمتدادا لها ووسيلة لتحقيق أهدافها المرجوة؛ وهو ما يؤكد على أن الشباب هم الحامل الحقيقي لحركة التغيير والتحديث التي يتطلع لها كل اليمنيين، وأنهم القوة الحقيقية التي تجسد الخط النضالي لتاريخ الحركة الوطنية وهي الفكرة النضالية السامية التي يستلهمون من حركتها ونهجها المتجسد ب” جيل النضال السابق” ويترجمونها واقعا نضاليا وتضحيات حقيقية يقدمونها في كل ميادين الشرف والبطولات. في حين تمثل لهم زادا وطنيا للتعامل مع ما تتطلبه المرحلة الكفاحية اليوم، والتي أكسبتهم قدرا عالي من المسؤولية الوطنية في مواجهة مخاطر الارتدادا الثوري والسياسي التي فرضت إستمرار النضال والكفاح المسلح كمرحلة ثانية، لتحقيق الإنتصار وإنجاح الثورة الوطنية ثورة 11 فبرايـــــر الشبابية الشعبية.
يتصدر اليوم رفاق المناضل وأبناء وشباب الوطن جموع الحركة الوطنية اليمنية مشروع المقاومة والكفاح المسلح لإسقاط الإنقلاب واستعادة الدولة، ويتصدر شباب الكلائبــــة والحجرية بشكل عام قوائم الشهداء والجرحى والملتحقين جبهات القتال في إطار قوات الجيش الوطني ” المشكل حديثا” مؤكدين أن لا سبيل أمامهم غير هزيمتْ قوى الهيمنة والنفوذ الإنقلابية، واستعادة الدولة الوطنية الضامنة لنيل الحرية والكرامة الإنسانية، وتحقيق العدالة والمساواة والإنتصار للإرادة الوطنية الشعبية الجامعة.
____
الرفيق غضبان في سطور
– التحق المناضل محمد عبدالله صالح بصفوف الحركة الوطنية بمنطقة الكلائبة وصبر عام 1979 م كعضو في خلية سرية في المنطقة، وتحت اسمه الحركي (غضبان) الذي عرف به بين رفاقه وخليته.
– عضوا فاعلا ونشيطا على طول المرحلة النضالية، كما قام بتنفيذ الادوار والمهمات الوطنية التي كانت تعمل عليها الحركة الوطنية في تعز والمنطقة المحيطة.
– أنيط به مهمة العمل الجديد “كشخصية إجتماعية” في المنطقة في نفس العام 1979 م الذي كانت قد رسمت له الحركة هذه المهمة ضمن مجموعة الشخصيات الوطنية الجماهيرية، وقد برز في هذا الإتجاه الحركي وحقق حضورا جماهيريا واجتماعيا كان له أثره آنذاك.
– ساهم بنشاط كبير بين الجماهير لحل وإنها العديد من المشاكل الإجتماعية التي كانت تثار داخل المجتمع نتيجة قوى الظلم والهيمنة المفروضة في العديد من مناطق اليمن.
– كان له أدوار معروفة في مساعدة المناضلين من رفاقه الذين كانوا مطاردين ومطلوبين لجهاز الأمن الوطني آنذاك.
– مواجها جسورا لمقارعة الظلم، ومجسدا بأخلاقه وثقافته صورة مغايرة لما تمارسه الشخصيات الاجتماعية التي كانت تعمل لصالح النظام الرجعي المتخلف وتفرض هيمنتها عبر ممارسة الظلم والقمع في المجتمع.
– له العديد من الإسهامات أيضا في دعم وتشجيع الشباب لمواصلة تعليمهم وحثهم على التحصيل العلمي والمعرفي.
– لم يتلكأ يوما في تنفيذ المهمات التي توكل له ولم يعتريه الخوف أو التراجع لذلك.
– تجسد حضوره الإجتماعي كشخصية تعاونية ومساهم مقدام وتحديدا في فترة الثمانينات، كما تقلد العديد من المواقع القيادية في هيئة التعاون الأهلي للتطوير.
– ساهم في بناء منظمة الحزب بمنطقة الكلائبة والمواسط في سنوات ما بعد الوحدة وإعلان التعددية 1990 م.
– ضمن القيادات التي صمدت ووقفت ما بعد حرب 1994 م الضالمة التي أريد منها محو الحزب عن الخارطة السياسية، فكان له دور بإعادة ترتيب صفوف الحزب وقواعده الحزبية في المنطقة، ودعمه المتواصل لذلك.
– ظل يمارس الدور الإجتماعي بشخصيته الثابتة والقريبة من كل التوجهات، وصاحب مواقف صلبة لا تلين، والتواصل مع الرفاق والشباب لمواصلة النضال والتضحيات كمسار متواصل للحركة الوطنية حتى تحقيق المشروع الوطني، وتتويج كل النضالات والتضحيات التي قدمت.