المواطن/ خاص
اتسع حديث الشارع العام بمحافظة تعز حول ظاهرة تفويج الشباب نحو الحدود السعودية اليمنية والتي أصبحت تتزايد بشكل مخيف، اعداد كبيرة تسقط بشكل يومي في سبيل المجهول الذي رسمته عصابات الاتجار بدماء الشباب دون رحمة، يأتي ذلك في ظل مغبة ممتعة تقضيها الحكومة الشرعية، وتفريغ تعز ومناطق أخرى من طاقة شبابية هائله.
شبكة التفويج تستخدم مصطلحات تسويقية لبضاعتها القاتلة، وتشيع مقدار المبالغ التي تدفع لمن يذهب يقاتل في جبهة الحدود، وتحاول اشعار كل من حولها بان الفرد الواحد يتعاطى مبلغ 2500 ريال سعودي في الشهر ويقرر للفرد المشاركة في العمليات العسكرية على الحدود السعودية اليمنية فترة محددة تصل إلى ثلاثة أشهر وبعد ذلك يتم الاستغناء عنه، وهذا من أجل أن لا يكون له حق في المطالبة بالحصول على درجة وظيفية كجندي يتبع الشرعية، فيتم استخدام الشباب كمرتزقة فقط بمعنى انهم سلعة ربحية تذهب عائداتها الى أرصدة شخصيات عسكرية وسياسية ودينية وقبلية .
شخصيات عسكرية وسياسية ودينية وقبلية لها ضلوع في عملية تفويج الشباب بتجاه جبهات الحدود، وكذلك جبهة البقع ومناطق اخرى، ومقابل الجهد الذي يبذله أفراد شبكة التفويج يتم دفع نسبة محددة لكل شخص ينجز المهام الموكلة إليه وتتفاوت النسب بحسب المهمة، وتحصل الشبكة على نسبة (1000) ريال سعودي تدفع من الجانب السعودي لحساب الشبكة، مقابل الدفع بفرد بتجاه الحدود، وكذلك ترقية كل شخص يدفع بعدد (20) فرد، و تسير العملية وفق عمل منظم كشبكة متسلسلة من الاعلى الى الأدنى والعكس، ولها ارتباطات بقيادات كبيرة في الدولة والمؤكد أن هذه القيادات المسؤولة لها علم بعملية المتاجرة بالشباب القادمين من محافظة تعز وكذلك ريمة، والزج بهم في المعارك بجبهات الحدود.
يتم دفع الشباب في مقدمة الصفوف وبسلاح متواضع دون أي تنسيق عملياتي أو تغطية نارية وجوية وهذا يكون بإيعاز من القيادات العسكرية السعوديه، وخلال تلك العمليات يسقط اغلب الشباب بين قتيل وجريح في معارك هزلية ولكل من يسقط قتيلا يدفع لأسرته مبلغ 25000 ريال سعودي، ويصبح مجرد سلعة دفع ثمنها دون ضمان اي حقوق أخرى ولا حتى شهيد في كشوفات المؤسسة العسكرية أو رقم عسكري .
تعمل قيادات جبهات الحدود بمصطلح الارتزاق بالشباب و بمصطلح شعبي عرفي (فزعه) يعمل اللواء 102 قوات خاصة واللواء 63 على تجنيد الشباب ورفد جبهات الحدود، وبدون أي ارقام عسكرية تتبع المؤسسة العسكرية في الشرعية، حيث أن الضحايا وصلت أعدادهم إلى نسبة كبيرة فلا يوجد اي رقم دقيق يوضح العدد، هناك اعداد مهولة من المفقودين الذين لا تعلم أسرهم عنهم شئ، اما من تبقى تفرض عليه إجراءات تقييد حريته ومنع من يريد العودة بعد أن تكشفت له حقيقة ما يدور من متاجرة بأرواحهم.
أحد الأفراد العائدين من جبهة علب تحدث عن كيفية استخدام الشباب و الإجراءات التي تفرض عليهم من قبل القيادات اليمنية التي تبرم اتفاقيات مالية مع الجهات السعوديه لتنفيذ هجمات على مواقع الحوثيين الممتدة على الشريط الحدودي، وبحسب ما أفاد بعض من تم الاستغناء عنهم.
ويضيف انه في نهاية العام 2017م، قام مسؤول في هرم الدولة بزيارة ميدانية من ضمن عدة زيارات لجبهات الحدود، كما أن أسماء عسكرية كانت لها دور في عملية الاستخدام ثم الاستغناء، ومن هذه الشخصيات و التي تعمل تحت إمرة المسؤول، شيخ قبلي من محافظة صعدة يدعى الشيخ/ مجلي، والعميد/ هاشم الأحمر، والعميد/ مهران القباطي قائد اللواء الرابع حماية رئاسية، وكذلك العميد/ بسام المحضار، وجميع هذه الشخصيات تعمل تحت إمرة .
شبكة تفويج الشباب بتعز المكونة من شخصيات عسكرية وسياسية ودينية والتي تملك نفوذ كبير داخل الالوية العسكرية التابعة للجيش الوطني بتعز تستخدم شعارات دينية و عصبوية وكذلك الاغراء المالي الذي يعتبر السبب الرئيسي لنخراط الشباب في عملية التكسب التي ترفد أرصدة شبكة تفرغ تعز من الشباب، وأصبحت هذه الأسماء معروفة لدى الشارع وتشتغل في كل مكان توجد فيه دون أي تحفظ.
أفواج تمتد على طول الطريق العابر للعديد من المحافظات والمدن القابعة لسلطة الشرعية وحتى منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية تتقاطر اعداد كبيرة من الشباب ذاهبة تبحث عن مصير مجهول، مقابل ريالات من العملة الصعبة تضاف إلى أرصدة بنكية بأسماء وصفات تدعي أنها أصل الشرعية ومؤسستها العسكرية، فمن سيوقف الاتجار بأرواح الشباب.