بشير عزوز
مستشفى حريب العام عنوان صمود لم تنهكه الحرب بقدر ما أنهكه الإهمال والتهميش من قبل الجهات الحكومية.
في ظل الحرب والظروف المعيشة الصعبة التي تمر بها البلاد بشكل عام ومديرية حريب بشكل خاص حيث مرت هذه المديرية منذ عام 2016 م بمواجهات مسلحة متعددة الأطراف واحكمت السيطرة على هذا المديرية الهامة أربع مرت خلال ست سنوات من قبل قوات عسكرية مختلفة حيث كان آخرها السيطرة عليها نهاية فبراير 2022 م من قبل قوات العمالقة الجنوبية؛ أثرت هذا المواجهات العسكرية والإضطربات على اداء هذا المرفق الحكومي الهام والوحيد بالمديرية لكن ورغم كل ذلك فأن المستشفى لم يغلق أبوابه في وجه المرضى من المواطنين حتى في أشد المواجهات المسلحة التى دارت في المديرية بل ظل يقدم خدماته الطبية ودوره الإنساني بكل مسؤولية وإخلاص كما وتشهد المستشفى توسع وتطوير كبير في تقديم الخدمات بمختلف الاقسام رغم الامكانيات البسيطة المحدودة المقدمة من الجهات الرسمية.
إلا أن الموظفين بمستشفى حريب العام اليوم يعانون من عدم إعتماد ميزانية تشغيلية لمرتباتهم بشكل شهري ومنتظم كبقية المستشفيات الحكومية بالمحافظة بل يتم صرف رواتبهم كل ثلاثة اشهر أو اكثر وبشكل مبالغ بسيطة جـداً عن طريق السلطة المحلية بالمحافظة وظلت إدارة المستشفى تتحمل العجز و الديون المتراكمة خلال هذه الفترات الصعبة.
كان من المفترض على الجهات الحكومية المسؤولة حشد دعم كبير لهذا المرفق الحكومي الهام وكل المرافق الصحية بهذه المديرية باعتبارها منطقة تعرضت للصراع بشكل واسع تضررت كثيراً بالحرب والأزمة ولكن ظلت الجهات الرسمية تتعامل مع مديرية حريب وكانها قطاع منفصل.
*دور المنظمات الإنسانية في دعم المستشفى
التدخل الإنساني للمنظمات الدعمة ياتي بشكل محدود وبسيط كترميم المستشفى ودعم المستشفى بالأدوية والمستلزمات الطيبة ولم يتطرق الدعم لحل الإشكاليات المتعلقة برواتب موظفي المستشفى ومع ذلك إنسحبت العديد من المنظمات الداعمة للمستشفى خلال الثلاث السنوات الماضية مما أدى وقوع الإدارة في إشكاليات تغطية الفجوات الناتجة عن هذا الانسحاب.
*سياسية المستشفى
إستمرت إدارة المستشفى خلال فترات الحرب والمواجهات في العمل مع الجميع من أجل مصالحة المواطنين في حريب
وتقديم الرعاية الصحية لهم خصوصاً الفئات الفقيرة ومحدودة الدخل؛ كما ظلت إدارة المستشفى تعمل بشكل مستمر على متابعة الجهات الداعمة سوا كانت الحكومية او المنظمات الإنسانية العاملة في هذا المجال.
إن أهالي مديرية حريب يعبرون عن استياءهم الشديد من الإهمال المتعمد والتهميش الغريب والعنصرية الذي تمارسها الجهات الرسمية مع هذا المرفق الحكومي الهام ويطالبونها بأن تتعامل مع مستشفى حريب العام كبقية المستشفيات الحكومية في المحافظة فهي لا تقل عنها بل أن التحديات التي واجهتها هذه المستشفى والمشاكل التي تعرضت لها خلال سنوات الحرب لم تتعرض لها بقية المستشفيات.
كما يطالب الموظفون بمستشفى حريب العام الجهات الرسمية ممثلة بنائب رئيس المجلس الرئاسي محافظة المحافظة الشيخ سلطان بن علي العرادة بوزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح ومدير مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور احمد العبادي بوضع حلول جذرية لمشكلة المرتبات وإنهاء معانات الطاقم الطبي والإداري العامل في المستشفى وإعتماد ميزانية تشغيلية للمستشفى لأن الوضع المعيشي أصبح صعب للغاية خصوصاً مع ترجع قيمة العملة المحلية فموظفوا المستشفى بحاجة ماسة لمرتبات تصرف بشكل شهري ومنتظم …..