المواطن/ كتابات – فهمي محمد
عندما بدأت تحركات العساكر المؤدلجين للبحث عن مطلوبين أمنياً في التربه كان اللواء 35 مايزال بدون قائد عسكري منذ أن تم إغتيال قائده عدنان الحمادي في منزله بعد أن تعثرت محاولة اغتياله خلال تحركاته العسكرية، وحتى يسهل حشر هذا الفعل الذي جمع بين الغدر والخيانه في دائرة الجريمة الجنائية كان لابد أن يكون القاتل اخ القائد عدنان الحمادي، ما يعني خلق حالة من الجدل والغموض حول حقيقة الجريمة السياسية التي راح ضحيتها قائد عسكري بحجم عدنان الحمادي، لاسيما وأن هذا القائد المعجون من طينة الوطنية الخالصة قد لعب منذ بداية الهجوم والحرب على تعز دوراً لايقل أهمية عن الدور الذي لعبه ابن قضائه الملازم والمناضل اليساري عبدالرقيب عبد الوهاب حين رفع من داخل العاصمة صنعاء شعار الجمهورية أو الموت بعد أن اطبقت القوات الملكية بكل إحكام حصارها على العاصمة صنعاء في عام 1968/ م ={ حصار السبعين يوماً }
وبغض النظر عن الجهة التي يصعب علينا تحديدها والتي اتخذت قرار الإغتيال وعملت على توظيف الحاله النفسيه لأخ القائد عدنان بما يحقق هدفها، فإن رحيل الحمادي لم يكن سوى رحيل القائد المهنى المعول عليه في جيش الشرعية، لاسيما من طريق العساكر المؤدلجين الراغبين وفق مفهومهم وحساباتهم السياسية بتوحيد ثنائية السلاح وقرار استخدامه في تعز بغض النظر عن مهنية البناء في مؤسسة الجيش والأمن أو الهيمنة السياسية عليهما والتي شكلتا مفاهيم جدلية داخل الوسط الشعبي وبين المكونات السياسية في تعز انطلاقاً من حقيقة كانت ومازالت تميز بنية هذه الألوية العسكرية وقاداتها عن بعضها البعض خصوصاً وقد أصبح أحد طرفي الثنائية في تركيبة سلاح جيش الشرعية يتموضع بكل ترحاب وانسجام مع حاضنته الجيوسياسية كما هو حال اللواء 35 وقائده عدنان الحمادي مع منطقة الحجرية، وتلك ميزه افتقدتها جميع الألوية الأخرى وحتى قادتها العسكرين في تعز الشرعية، بمعنى آخر لم يوجد لواء عسكري في تعز تحولت المناطق الخاضعة لمسرح عملياته ومحيطها الجغرافي إلى حاضنة شعبية وحتى سياسية داعمه له ولدوره ولقائده العسكري باستثناء اللواء 35 الذي تميز بذلك، وتلك خصوصية أصبحت بلاشك مخيفة وغير مقبولة في حسابات العساكر المؤدلجين، في حين قد تبدو تلك المخاوف أكثر إلحاحاً في ضغطها اذا ما تم في الحسبان قراءة المشهد السياسي والعسكري في اليمن منذ بداية الحرب من زاوية أن السلاح ومنطق القوة وحدهما حين تمكن من السيطرة على الواقع أصبحا يستقطعان الأرض ثم يبنيان عليها سلطة سياسية تصبح مقبوله في حكم الواقع كما هو حال السلاح مع الحركة الحوثية في صنعاء ومع المجلس الانتقالي في عدن .
العمل على تفكيك خصوصية اللواء 35 مع الجيوسياسيه التي بدأت حاضنة له، لم يكن وليد الاحداث الجاريه في هذا العام أو الذي قبله، أو نتيجة من نتائج غياب القائد، بل بداء مع بداية تشكيل معادلة هذه الخصوصية، التي تزامنت منذ العام الثاني للحرب في تعز، لكن طبيعية الأحداث وكل محاولة الاصطياد في الكواليس، أثبتت أن تفكيك هذه الخصوصية لا يمكن حدوثها في حضرت هذا القائد الاستثنائي، لذى فمن الطبيعي أن يكون إزاحة هذا القائد أو تغيبه هو المدخل السليم في نجاعة التفكيك والسيطرة على الجيوسياسية لاسيما وأننا نعيش في مجتمع مازل القائد الفرد وليس المؤسسة هو القادر على صناعة التحولات والأدوار التاريخية، كما أنه في حال غيابه تتغير الموازين، وينقلب الكثيرين لذا بدأت آلية التشهير والتحريض ضد الحمادي تتحرك وتمهد لجريمة الإغتيال السياسي منذ العام الثاني للحرب، يومها كتبت مقاله من عدت حلقات تحت عنوان رسالة من الملازم عبدالرقيب عبدالوهاب الى العميد عدنان الحمادي كانت فكرتها تقول إن الحمادي سوف يتم إغتيال بمنطق الجريمة السياسية التي اغتالت الملازم عبد الرقيب عبد الوهاب وقد حدث ذلك .
يتبع …..