تقرير / فهمي علي
المواطن-تقارير
في الوقت الذي تغرق فيه معظم أحياء ومديريات مدينة تعز المحررة في مستنقع الفوضى والإنفلات الأمني .
شهدت مديرية المعافر ( ٣٠ ك.م جنوبي غرب تعز ) مؤخرا اختلالات أمنية متسارعة وخطيرة ‘كشفت عن هشاشة الوضع الأمني في المديرية رغم كل الجهود التي بذلتها السلطة المحلية بالمديرية على مدى عام ونيف في تطبيع الحياة وتفعيل مؤسسات الدولة وتعزيز دور وحضور الأجهزة الأمنية فيها والتي جعلتها في نظر مراقبين من أفضل المديريات أمنا واستقرارا في المحافظة.
ففي الثامن من شهر مايو 2018 تعرض مدير عام مديرية المعافر عادل المشمر لإطلاق نار على السيارة التي كان يستقلها وسط مدينة النشمة (مركز المديرية) من قبل جماعة مسلحة تابعة للواء ٣٥ بقيادة (عصام السبئي ) كانت قد استولت في وقت سابق من الشهر نفسه على ايرادات اسواق القات في مركز المديرية وفرضت نفسها بديلا عن مؤسسات وأجهزة السلطة المحلية الرسمية ‘ وذلك أثناء عودته من مقر قيادة اللواء ٣٥ مدرع في العين برفقة حملة أمنية بقيادة العقيد محمود القدسي (ركن سيطرة اللواء ٣٥) يفترض أن مهمتها القاء القبض على هذه الجماعة ومنعها من التدخل في صلاحيات السلطة المحلية.
الامر الذي أثار سخط وغضب المواطنين في المديرية وهو مابدى واضحا من خلال الدعوات التي تناقلها عدد من الناشطين والناشطات وممثلي منظمات المجتمع المدني في المديرية لتنظيم مسيرات احتجاجية لرفض انتشار المظاهر المسلحة والممارسات والانتهاكات التي يتعرض لها أبناء المديرية و التي وصلت حد الاعتداء على رأس السلطة المحلية فيها أمام مرأى ومسمع قيادة اللواء ٣٥ مدرع والحملة الأمنية التي لم تحرك ساكنا .
وكشف بيان منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمديرية المعافر الصادر بتاريخ ٩ مايو ٢٠١٨ عن ( ١٨ ) ثمانية عشر جريمة .وانتهاك ارتكبتها جماعات مسلحة معظمها محسوبة على الجيش الوطني في المديرية واخرى متطرفة تتخذ من احياء مدينة تعز منطلقا لتنفيذ عملياتها داخل مديرية المعافر خلال الاشهر القليلة الماضية توزعت بين جرائم قتل وجرح مواطنين ابرياء وسرقة محلات صرافة واختطاف رجال اعمال وتهديد ناشطين وسطو على اراضي وممتلكات وموارد عامة واشتباكات بالاسلحة المتوسطة والثقيلة واقلاق السكينة العامة . بالاضافة الى التقطع لسيارات تابعة للمنظمات الدولية .وخطفها الى داخل مدينة تعز وغيرها من الجرائم والانتهاكات بحسب ما ورد في بيان المنظمة.
فيما جاءت الاشتباكات التي اندلعت صبيحة اليوم التالي ١٠ مايو ٢٠١٨ بين جماعة حمدي السوائي (قيادي في كتائب أبو العباس) من جهة والذي ادعى في توضيح تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي انه تدخل بطلب من مدير صندوق النظافة والتحسين توحيد الصبري ومتعهد سوق القات وبين جماعة عصام السبئي التابعة للواء ٣٥ من جهة اخرى والتي ادت الى مقتل عصام السبئى واصابة اخرين بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير .
حيث وجد ابناء مدينة النشمة والقرى المجاورة لها انفسهم بين عشية وضحاها منذ ذلك التاريخ تحت رحمة جماعات مسلحة منفلتة توافدت من كل مكان بقيادة موفق السبئي اخو القتيل عصام السبئي وعدد كبير من اقاربه وانصاره وابناء قبيلته مدججين بمختلف الاسلحة ومن مختلف الألوية . بغرض الثآر والانتقام وتمركزوا في كل الجبال المطلة على المدينة وقطعوا الطرقات الرئيسية وانتشروا في كل الشوارع والاسواق واشتبكوا مع احد الاطقم التابعة للقوات الخاصة واصابوا جنديين من افراد الامن الخاص احدهما اصيب بجروح خطيرة ادت الى استئصال كليته وداهموا منازل المواطنين بما فيها منزل المدير العام عادل المشمر بحسب ما ورد في بيان صادر عن القوى السياسية بالمديرية عقب الحادثة و الذي لم يكن متواجدا في منزله كونه ذهب الى مدينة تعز لمقابلة محافظ المحافظة بعد تعرضه للاعتداء مباشرة ولايزال فيها حتى الان ‘ بل واهدروا دمه على الرغم من انه اصدر توضيحا مفصلا عن الاحداث من ٣ الى ١٠ مايو 2018 استنكر فيه كل الممارسات الخارجة عن النظام والقانون التي حدثت وشدد على ضرورة محاسبة كل المتورطين فيها .واكد بالدليل والبرهان عدم علاقته بها مطلقا .
وبدوره اصدر مدير امن مديرية المعافر العقيد الركن مختار التميمي توضيحا مقتضبا عقب مغادرته المدينة قبيل مداهمتها اوضح فيه ان السلطة المحلية بالمديرية ممثلة بالمدير العام وادارة الأمن سبق وان ارسلت عدد من المذكرات لقيادة اللواء ٣٥ مدرع وعمليات امن المحافظة حذرت فيها من مؤشرات وقوع اشتباكات مسلحة بين هذه الجماعات اذا لم يتم معالجة المشكلة لَـگِنْ لاحياة لمن تنادي.
وعلى الرغم من قيام حمدي السوائي بتسليم نفسه طواعية الي القوات الخاصة التي نقلته بدورها الي البحث الجنائي بالمحافظة . وماتلتها من توجيهات محافظ المحافظة الدكتور امين احمد محمود لقيادة اللواء ٣٥ بضبط افرادهم
بالاضافة الى توجيهاته بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة مدير استخبارات المحافظة والتي باشرت عملها والتقت بجميع الاطراف ورفعت تقريرها حول الواقعة .
وكذا توجيهاته بتشكيل لجنة امنية برئاسة وكيل المحافظة الاستاذ محمد عبدالعزيز الصنوي وعضوية كلا من قائد القوات الخاصة العميد جميل القدسي ومدير امن الشمايتين العقيد عبدالكريم السامعي واخرون والتي لاتزال تمارس عملها داخل المديرية حتى الان ‘ الا ان المظاهر المسلحة باقية على حالها اذ لٱ تزال جماعة السبئي تتمركز في الجهة الشمالية من مدخل مدينة النشمة على بعد ٥٠ متر فقط من نقطة تمركز قوات الامن الخاص وتتجول في اسواق وشوارع المدينة بين الفينة والاخرى وتتحصل ايراداتها فيما تتمركز جماعة حمدي السوائي في المدخل الجنوبي للمدينة .
الامر الذي يبقي باب السؤال ( المعافر .. الى اين ؟!!! ) مفتوحا على مصراعية .. خصوصا اذا ما فشلت اللجنة الامنية في انجاز المهام الموكلة اليها ‘ و اعلنت انتهاء مهمتها مع بقاء الحال على ما هو عليه !! أو قرر مدير عام المديرية العودة لمزاولة عمله قبل انتهاء اللجنة الامنية من انجاز مهامها !!
و الايام القليلة القادمة هي وحدها الكفيلة بالاجابة على كل هذه التساؤلات.