ياسين الزكري
المواطن- كتابات
اهتمام الرئيس بمحافظة تعز أمر بدهي فهي محافظة يمنية وهو رئيس الدولة الذي لابد وان يكرس وقته وجهده واهتمامه لكل اليمن ولأن تعز ليست كل اليمن فمن الطبيعي أن تأخذ مساحتها المناسبة ضمن مساحة الاهتمام العام بحسب حاجتها الواقعية في كل مرة.
مشكلة تعز في انها ظلت هي ذاتها عاجزة عن تغطية مساحة الاهتمام المخصصة لها في جدول اعمال الرئيس طوال الفترة السابقة منذ بدء الحرب والحصار المضروب عليها من قبل الانقلابيين
بمعنى اخر ظلت هذه المحافظة لوقت ثقيل،تفتقر الادوات اللازمة لتحقيق نتائج ملموسة ولأن الامر كذلك ،فقد اتجهت جهود الكثير من سياسيي وقيادات المحافظة خلال تلك الفترة الى احتراف العمل ضمن مسارين متوازيين هما بيع الانجازات الوهمية على صفحات التواصل الاجتماعي ، والشكوى المستمرة من تقصير السلطة الشرعية والتحالف العربي تجاه المحافظة وتلك لغة العاجزين.
الامر ببساطة انك حين لاتستطيع شرح قضيتك فلن تحصل على حلول ..عليك ان تجيد تشخيص وعرض المشكلة اولا وهذا بالضبط مافشلت فيه تعز طوال الفترة السابقة.
اليوم تغير الأمر ومعه تجلَّت الحقيقة المرة المتمثلة في أن تعز ظلت لأربع سنوات خلت لا تجيد طرح الرسالة ولا تجيد اختيار الرسول.
اليوم اجادت تعز اختيار الرسول الذي اجاد بدوره طرح القضية
ماحققته تعز بقيادة محافظها الدكتور امين احمد محمود خلال النصف الاول من العام الجاري 2018 ليس حبرا على ورق ولا منشورات على صفحات الفيس بل واقعا على الارض وهنا يكمن الفرق.
اجتماع الرئيس بقيادة السلطة المحلية للمحافظة على مدى ساعات يكشف أن الخلل لم يكن يوما في مساحة اهتمام السلطة الشرعية وانما في من يطرح؟ وماذا يطرح؟ وكيف تطرح؟ السلطة المحلية قضايا المحافظة في حضرة القائد الاعلى
عندما تتمحور مطالبك حول امر شخصي او حزبي ضيق أو مشروع صغير، أو حين تتقدم بملف يحتوي على جملة مطالب وامكانيات عالية السقف وتخلو اوراقه من الفكرة والخطة وملامح القضية فأنت لاتمثل قضيتك لانك من الاساس لاتدرك بالضبط ماهي القضية،وحين تحشد اعلامك لاجبار السلطة الشرعية او دول التحالف العربي على تأييد عريضة “النهب” المكشوف التي تقدمت بها فإنت تحاول الابتزاز ليس اكثر.
انصات الرئيس لمحافظ تعز الدكتور امين محمود في الاجتماع المطول الثلاثاء الماضي يعني فيما يعنيه حضور العامل الغائب ربما للأول مرة ..ذلك العامل هو وبكل بساطة “المسئولية”
أن ينصت الرئيس يعني ان القيادة المحلية اجادت عرض القضية وأن يتفاعل الرئيس يعني أن القيادة المحلية كانت واقعية او بشكل اكثر وضوحا كانت مسئولة.
حين تقف في حضرة قائد مسئول فإن اول شيئ يجعله ينصت اليك هو أن توصل اليه بالدليل القاطع أنك تتصرف بمسئولية تجاه ما اوكله اليك من مهام وأنك تستطيع الانجاز على الارض لا على صفحات التواصل الاجتماعي ،”اخبرني ماذا انجزت لكي ادعمك في استكمال ماتبقى” .. “اخبرني انك قد شخَّصت المشكلة بدقة ووضعت مقترحات الحلول والبدائل المتاحة وانك قادر على تنفيذها بشكل قابل للقياس والتقييم وانك فقط تحتاج الى تلك الادوات المحددة بوضوح والامكانيات الواقعية اللازمة للتنفيذ وستحصل عليها لأن ماهو متوقع منك هو ان تنجز.. تلك هي القضية
الصور التذكارية والتعيينات التي تعيق مشروع الدولة والامكانيات الخيالية غير المدعومة بالخطط التنفيذية ليست قضية تعز ولأنها كذلك فهي لاتحتاج لأكثر من دقائق لفهم ابعادها والرد عليها من قبل رئيس الدولة وهذا ماظل يحدث لوقت طويل.
يدرك الرئيس جيدا تفاصيل القضية التي تتحدث بشأنها قيادة المحافظة في حضرته غير أن السؤال يتعلق بتلك القيادة التي تستطيع التعامل مع تلك التفاصيل بحنكة ومسئولية ..وسينصت اليها ويدعم خطتها هذا مايقوله منطق العقل وهذا مايحدث.
يقود الرجل معركتين كبيرتين في آن معا معركة التحرير و دحر الانقلاب و معركة أخرى تتعلق باقامة الدولة وصناعة التحولات التي من شأنها وضع اليمن في مكانة لائقة على الخريطة
الامر يمكن قراءته ببساطة من خلال توجيهات فخامة الرئيس هادي للحكومة بشأن محافظة تعز والمتمثلة بتوفير الموازنة التشغيلية للمحافظة واعتماد 30 ميجا وات من الطاقة الكهربائية وانتظام صرف مرتبات الموظفين وهذا في حد ذاته دعم لتوجهات المحافظ المبنية على اساس خطة عمل واضحة المعالم
هناك موازنة لأن هناك قيادة مسئولة ،هناك طاقة لان اقتصاد المحافظة يحتاج الى بنى تحتية لكي يبدأ التعافي ،وهناك مرتبات منتظمة لأن عملية اعادة تفعيل مؤسسات الدولة تمثل حاجة وضرورة لا عادة تطبيع الحياة ولان الجهود التي بذلتها السلطة المحلية بقيادة المحافظ في هذا الاتجاه باتت تحقق نتائج ملموسة على الارض.