تقرير /أسامة الفقيه
في محافظة ذمار وضع المزارعون لا يسر وذلك بسبب موجات الصقيع التي ضربت البلاد خلال الأيام الماضية، وترتفع حوالي 2.500 مترا عن مستوى سطح البحر، وتعتبر من أكثر المناطق برودة في البلاد.
اشتكى العديد من المزارعون عدم مقدرتهم على حماية محاصيلهم من الصقيع وكيف يقفون مكتوفي الأيدي وهم ينظرون لمحاصيلهم تهلك واحدة تلو الأخرى.
محمد سعيد وهو مزارع يبلغ من العمر 42 عاما يقول لـ “المواطن ” نتكبد خسائر بسبب الصقيع (الضريب ) ، جهود أشهر في الزراعة والري وشراء الأسمدة تذهب سدى في ليلة وضحاها. هذا هو حال من لا يمتلك الوسائل اللازمة للحماية.في ضل تردي الوضع الإقتصادي في البلاد منذ نشوب الحرب بين أطراف الصراع.
تجارب ناجحة.
في محاولة لمواجهة آثار الضريب على بساتين الفاكهة خلال الموجات المفاجئة التي بدأت في عدة دول أوروبية في عام 2021 م. اتجه بعض المزارعين من الألمان إلى إشعال مئات الشموع لتدفئة البساتين من الصقيع مع الإنخفاض الشديد في درجات الحرارة في بلدة فيستهوفن في إقليم باس_راين.
حسب فيديو مصور لـ يورو نيوز.
وفي العام 2023 المنصرم نشرت القناة نفسها مقطع فيديو مصور لعمّال في بستان فواكه في سلفاكيا يقومون بتوزيع مدافئ وشموع مصنوعة من البرافين تحت أشجار الكرز كجزء من معركة حماية البراعم من الصقيع.
ولـ يحافظوا على درجة حرارة لا تتجاوز الواحدة تحت الصفر يستخدمون المدافئ والشموع وآلات صنع الدخان التي يتم توزيعها في المزرعة في عدة نقاط،وذلك بمعدل 400شمعة على الأقل لكل هكتار.
في فرنسا أيضا يكافح المزارعون الصقيع بحرق أكوام من القش لـ يحافظ الدخان المتصاعد من القش على جفاف الجو وعدم تشكل الصقيع.بالإضافة لإيقاد مئات المشاعل جوار النباتات. حسب تقرير مصور لقناة. العربي.
محاولات.
في ذمار فشل المزارعون حماية محاصيلهم من الصقيع سواء الخضروات أو شجرة القات التي انتشرت بشكل لافت منذ مطلع العام 2009م حيث تحول معظم المزارعون لزراعته كبديل للمحاصيل الزراعية التي لا تتحمل البرد ، الا أن في الأسابيع القليلة الماضية إنتشرت مقاطع فيديو على منصة فيس بوك تضهر كمية المزارع التي ضربها الصقيع وما خلفت من خسائر أنهكت المزارعين وأضهرتهم بحالة يرثى لها .
المزارع محسن محمد 43 عاما يقول لـ “المواطن ” . هذه الأيام أقوم بتدبيل الطرابيل لتغطية القات من البرد الا أن ذلك لا يكفي لمواجهة موجات البرد.وحمايتها من الصقيع.
وأضاف: في الليالي شديدة البرودة نقوم بشراء الشموع لتدفئة أغصان القات. لكن ذلك مكلّف بشكل باهظ وهو السبب الذي يجعل الكثير من المزارعين يقفون مكتوفي الأيدي أمام الصقيع، نظرًا للعائد الضئيل المردود من بيع القات.
في العام 2016 ضربت موجة صقيع شبيهة خسر فيها آلاف المواطنين محاصيلهم بسببها. علي حسن الجامد ، وهو مزارع قات يبلغ من العمر 25 عاماً، قال في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنذاك. “هذه الأيام، أقوم بتغطية محصولي بثلاث طبقات من القماش، لأن تغطيته بطبقة واحدة أو بطبقتين لا يكفي لحمايته من الجليد”. وأوضح أن 1,200 مزارع من قريته فقدوا محصولهم من البطاطس والطماطم والقمح بسبب الصقيع خلال الأسبوع الماضي.
وأشار الجامد إلى أن الآلاف من المزارعين في منطقة جهران بذمار حيث يعيش حوالي 75,000 شخص تحولوا إلى زراعة القات نتيجة الانخفاض المستمر في درجات الحرارة خلال السنوات الماضية. وأضاف !قائلاً: “أجني 300 دولار شهرياً من محصول القات وهو مبلغ بالكاد يكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية لأسرتي. لو لم أكن أملك ما يكفي من القماش لتغطيته وحمايته، فإنني كنت سأفقد مصدر رزقي”.
إحصائيات
في إحصائية نشرها موقع “يمن نايس” عن مركز اليمن للمعلومات، بلغ متوسط المساحة التي يتم زراعتها سنويًا بمحصول القات إلى 38,460 هكتار .
حيث تحتل العاصمة صنعاء المرتبه الأولى في إنتاج القات بمقدار 35,424 طن , تتشكل هذه المساحة بنسبة %24.33 من إجمالي المساحة المزروعة بمحصول القات في جميع محافظات الجمهورية. تليها محافظة عمران والتي تصل نسبة المساحة المزروعة بمحصول القات فيها الى 13.47% من إجمالي المساحة المزروعة بمحصول القات في البلاد ، وتبلغ نسبة إنتاجها %13.17 من إجمالي الكمية المنتجة في البلاد.
وتحتل محافظة حجة المرتبة الثالثة بنسبة مساحة (9.11%) ,وبنسبة انتاج بلغت (10.23%)،وتأتي محافظة ذمار في المرتبة الرابعة بنسبة مساحة (9.03%) في حين شكلت نسبة الإنتاج فيها (6.27%), تليها محافظة اب والتي بلغت فيها نسبة المساحة المزروعة بمحصول القات (8.72%) ,وبنسبة انتاج بلغت(9.82%) من اجمالي الكمية المنتجة في البلاد .
المشكلة
يعرف الصقيع على انه ظاهرة طبيعية مناخية تحدث نتيجة انخفاض درجات الحرارة الى الصفر المئوي واقل حيث يتحول بخار الماء الموجود في الهواء من الحالة السائلة الى الحالة الصلبة المتجمدة دون المرور بالحالة الغازية .
هذا ويحدث الصقيع في الليالي الباردة التي تكون فيها السماء صافية خالية من السحب وسكون الرياح معتبرا الساعات المتأخرة من الليل وساعات الصباح الباكر هي الأوقات المناسبة لحدوث الصقيع حيث يتشكل فيها الندى ويحدث فيها الصقيع
يقول خليل الجرباني أحد بائعي القات في محافظة تعز في حديثة لـ “المواطن” تسببت ضربات الصقيع الشهر الماضي في ارتفاع أسعار بيع القات القادم من المناطق الشمالية سواء من عمران إو ذمار وغيرها.
وتابع.” يحرص المزارعون الذين لم يصبهم الصقيع على إستغلال محصولهم وبيعه بأسعار باهظة تثقل كاهل المواطنين. مضيفا هنا يزداد الأمر سوءًا ففي تعز فارق صرف العملة والإنهيار الإقتصادي يفاقم معاناة السكان الذين يرجعون الغلاء انه ناتج من جشعنا في زيادة الدخل. بينما نحن نحرص فقط على توفير المبالغ التي تم شراء القات بها.
في السياق استعرض الدكتور عادل عمر مدير عام مكتب الزراعة والري بالمحافظة في حديثة لـ”موقع 26 سبتمبر نت ” أن موجة الصقيع خلفت خسائر لبعض المزارعين التي ضربت محاصيلهم منوها انه رغم التحذيرات المتكررة من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي والارصاد باتخاذ الحيطة والحذر وقيام مزارعي القات في عمليات التغطية والتدخين وغيرها من الوسائل الا ان ذلك لم يجدي نفعاً.
وأضاف انه لم تقف تأثيرات الصقيع عند مزارعي المحاصيل بل اثرت ايضاً على بعض مزارعي الثروة الحيوانية وبالذات بعض مربي النحل في المناطق المرتفعة والتي تأثرت مناحلهم ولكن بشكل محدود.
ولفت الدكتور عمر” للتقليل من حدوث الصقيع يفضل الحرق ليلاً وفي الصباح الباكر وتغطية النباتات بالقش وكذلك ري ارض ليلاً او في الصباح الباكر عند توقع الصقيع واستخدام منظمات النمو مثل السوبر فوسفات 2% وسلفات البوتاسيوم وكذا ري الأرض.