إيناس إسماعيل
عنوان الكتاب: إشكالات الواقع اليمني: الثورة الشعبية والحرب، الهوية الوطنية وبناء الدولة.
المؤلف: عيبان محمد عبدالرحمن السامعي.
يتضمن الكتاب 556 صفحة من القطع الكبير.
مكان النشر: القاهرة.
دار النشر: مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر.
تاريخ النشر: يناير 2023
يشمل الكتاب على ستة فصول، ومقدمة، وتصدير بقلم الأستاذ عبدالباري طاهر نقيب الصحفيين الأسبق الذي يصف الكتاب بالقول: “دراسات الباحث المتعددة شاهدًة على مقدرته، ومدى تمكنه عميقًا في الحفر في المصطلحات والمفاهيم والمقولات السائدة… يمثل الكتاب جهد علمي رفيع، وأدب سياسي راقٍ…”
يتناول الكتاب قضايا اجتماعية وسياسية راهنة، وقد استخدم الكاتب التحليل الاجتماعي في تناوله لجلّ القضايا التي أثارها، وهو ما يعطي الكتاب ميزة من ناحية مضمونية قلما نجدها في الوسط الفكري والإبداعي.
يتطرق الفصل الأول إلى ثورة الشباب أسباب اندلاعها ومساراتها وعثراتها ومآلاتها، ويعرج على علاقة الثورة بالثقافة وضرورة ارتباط الفعل الثوري بالوعي العلمي.
وفي الفصل الثاني ينتقل للحديث عن الحوار الوطني وما شهده من معارك فكرية وسياسية فيما يتعلق ببناء الدولة الحديثة واعتماد النظام الفدرالي بوصفه الأسلوب الأكثر نجاعة في الخروج من دوامة الاحتراب والسلطوية وهيمنة المركز على الأطراف، ويصف الكتاب إشكاليات البنى التقليدية وحضورها الضاغط في الواقع السياسي والاجتماعي اليمني، وما ينتج عن ذلك من عرقلة لمسار التحديث وبناء دولة المواطنة المتساوية.
وفي الفصل الثالث يتناول الكتاب قضية هامة هي الهوية الوطنية اليمنية التي تشهد تجريفاً مريعاً منذ عدة سنوات، فقد أصبحت المشاريع الهوياتية الصغيرة التي تقوم على أساس الدعوات الطائفية والمناطقية والجهوية سيدة الموقف في يمن اليوم، وقد استطاع الكاتب أن يلامس ملامح تلك الأزمة واقتراح معالجات لها.
يتضمن الفصل الرابع تحليلاً عن إفرازات الحرب الجارية في البلاد، ويتناول قضايا حساسة مثل الاغتيالات السياسية التي تصاعدت وتيرتها خلال الأعوام الأربعة الأولى من اندلاع الحرب والتي استهدفت قيادات وطنية وناشطين وسياسيين من مختلف الانتماءات السياسية، وتناول الكاتب هذا الموضوع بجرأة كبيرة، كاشفاً العوامل والأبعاد والقوى التي تقف وراء هذه الظاهرة والأهداف الخفية من وراء استمرارها.
ثم يستعرض الكتاب موضوع السيادة الوطنية والتدخلات الخارجية في اليمن، حيث تحولت اليمن بفعل هذه التدخلات إلى ساحة مفتوحة تحترب فيها الأجندات الخارجية، كما أصبحت جل القوى المحلية أدوات بيد القوى الخارجية، وأصبح القرار الوطني والسيادة الوطنية والشعب اليمني هو الضحية الأكبر من وراء هذه السياسات اللاوطنية.
خصص الفصل الخامس لتناول بعض المحطات المضيئة في تاريخ الحركة الوطنية، حيث يتناول الكتاب النقابات العمالية ودورها في التحولات السياسية والاجتماعية في اليمن خلال 8 عقود، ثم يعرج الكتاب إلى الدور المميز الذي لعبته الحركة النسوية اليمنية في مقارعة الاستعمار البريطاني، وتحقيق الاستقلال الوطني.
لقد أنصف الكتاب دور الحركة العمالية والحركة النسوية وألقى أضواء كاشفة على أدوارهما، وهو ما يعطي للكتاب ميزة، إذ قلما نجد كتب تناولت هذه القضايا.
في الفصل السادس يتناول الكتاب قضايا المرأة والشباب، حيث يرى الكاتب أن الحركة الشبابية والنسوية تواجه حالة تهميش واستبعاد سياسي واجتماعي واقتصادي ومعنوي، على حساب تسلط الأبوية السياسية والهيمنة الذكورية.
ويتضمن هذا الفصل دراسة بحثية عن التمكين الاقتصادي للمرأة وعلاقته بتعزيز مشاركتها في مواقع صنع القرار، وهي دراسة مهمة يمكن أن يستفاد منها في وضع سياسات لإدماج النوع الاجتماعي في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.