رضا محمد السروري
بينما يحاصر الحوثيون الانقلابيون مدينة تعز تتنصل الحكومة عن الوفاء بالتزاماتها تجاه أبناء المدينة التي يجثم فساد السلطة المحلية على صدرها المنهك، ويستشري من قمة هرم السلطة المحلية في المحافظة إلى القواعد واساساتها في أسفل الهرم.
وفي الوقت الذي يعاني فيه المواطنين الويلات ويتجرعون مرارة العيش وقسوة الحياة التي لا تطاق، تفكر الديدان النهمة، والبكتيريا الانتهازية، والفيروسات الفتاكة، ممن يسمون أنفسهم مسؤولين، في كيفية تحقيق أكبر استفادة وجمع أكبر كمية من الأموال ولو كان ذلك على حساب جريح قطعت أطرافه في معارك الوطن، ويخشى الخروج إلى الرصيف خشية أن تنهي حياته أحد أطقم القيادات العسكرية التي تتسكع وسط المدينة أو سيارة معاكسة لمسؤول في السلطة، أو حتى طالب في الابتدائية بدون وجبة الإفطار ولا يمتك ابسط المستلزمات التعليمية، أو أرملة تتكفل بإطعامها وأطفالها المنظمات، أو ستيني انحنى ظهره وهو يجر عربيته في شوارع وأزقة المدينة من شروق الشمس حتى غروبها ليعود إلى سكنه، الذي لا يصلح حتى حضيرة حيوانات، بما تيسر من رزق لإطعام فتيانه الصغار.
مهما تكن مسحوقاً منكوباً مشرداً متسولاً و.. الخ لا يغفر لك هذا ولا ينجيك من انيابهم الحادة، فأنت في نظرهم وجبة دسمة يجب الاستفادة منها بأي شكل من الأشكال، يسلطون عليك بلاطجتهم، وعمالهم، وزبانيتهم، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، عبر شركائهم من الديدان الشريطية من تجار المواد الغذائية، والملابس، والمشتقات النفطية، والغاز، والكهرباء، و….الخ.
فهم يمارسون النهب بكل فجاجة ووقاحة وكيف لا؟!! وهم يدفعون للمتهبشين والبلاطجة ويتقاسمون ارباحهم المضافة والمضاعفة، المسمومة بعرق الكادحين، ودموع المعدمين، وغصص المشردين، مع بعض النافذين في السلطة، كل هذا غير الضرائب المقسمة، والجمارك المنهوبة، والمشاريع الوهمية، والصناديق المستثمرة، و….الخ.
في عتمة هذه المستنقعات النتنة التي صنعها فساد السلطة المحلية وشرعنها سكوت وخذلان السلطات المركزية وتواطؤها مع الجبابرة من العسكريين والبلاطجة والمتهبشين لتفرضهم بقوة السلاح وتأخذ نسبتها من الفساد بل وتغمس نفسها غمساً في برك الخزي والعار، يظل الأمل مقرون بتحرير عقلية المواطنين من الوهم والإرتهان المريب، وأيضاً ببصيص الأمل الصادر من التوافق السياسي الجديد، الذي نتمنى أن يردم كل هذه البرك النتنة بمن فيها.