تقرير – رعد الريمي
عُد تفشي جائحة كورونا حدثا صادما للبشرية وتحديا للمجتمع فقد أدى إلى العديد من التغيرات في الحياة اليومية لأفراد المجتمع وخاصة بعد ضرورة إعلان وفرض الحكومات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي للحد من تفشي المرض نسبة من افراد المجتمع ما القى بظلاله على جميع مناحي الحياة بما فيها المناحي الاقتصادية فقد تضررت سواء بفقدان عملهم أو بانخفاض أجورهم نتيجة الجائحة مما انعكس بالسلب في ظل الجائحة.
وبرغم تضرر جميع شرائح المجتمع باليمن غير ان فئة النساء بشكل عام والعاملات منهم بشكل خاص تُعد هي الشريحة الأكثر تضررا في ظل بلد يعاني اضطرابات وتعثر اقتصادي مسبق تسبب به حرب غاشمة تدور رحاها منذُ ستة أعوام.
الدراسة ميدانية
وبحسب دراسة ميدانية محلية غير منشورة على الأنترنت أعدتها مؤسسة وجود للأمن لأنساني -مؤسسة محلية- بالتعاون مع منظمة (saferworld)-منظمة دولية -ضمن مشروع دور النساء والشباب في بناء مجتمعات متماسكة أظهرت مدى الآثار الاقتصادية في ظل وباء كورونا على جميع شرائح المجتمع وتحديدا شريحة النساء العاملات في القطاع الخاص وبالأخص النساء العاملات في المجال السياحي الفندقي.
أشارت الدراسة بحسب تعبيرها:” أدت جائحة كورونا إلى تعطيل النشاط الاقتصادي والاعتيادي والحياة اليومية العامة في جميع انحاء العالم، وفي إطار التصدي لهذا الوباء اتخذت العديد من حكومات العالم تدابير صارمة تمنع تفشي المرض، ولضمان الداء السليم لنظام الرعاية الصحية وحماية الفئات الأكثر ضعفا، ومع ذلك، فبسبب تزايد حالة اليقين والضعف الناجم عن إغلاق الأعمال التجارية ، وفرض قيود السفر وتدابير الاحتواء ، فإن الآثار الاقتصادية قصيرة الأجل وشيكة من حيث انخفاض الإنتاج والاستثمار والأرباح بشكل يؤدي إلى ارتفاع معدل البطالة.
وأضافت الدراسة إذ يتضح من خلال تقسيم الفئات المبحوثه أن العاملين في القطاع الحكومي المؤسسات والوزارات الحكومية المختلفة لم تتأثر مقارنة مع الفئات الأخرى العاملين في القطاع الخاص وأن أكثر الفئات تضررا هم العاملين بالأجر اليومي ربات البيوت ومن لا يعلمون سوى نازحين في المخيمات أو المهمشين.
وتستفيض الدراسة بتوضيح ملامح ذلك التأثر على فئات المجتمع بقولها: وقد اتفق جميع وقعت عليهم الدراسة أن هناك تأثيرات وأعباء اقتصادية أضيفت عليهم بسبب وباء كورونا المستجد كوفيد 19 تمثل في إغلاق الأسواق والمحلات والمراكز قد أثر على القوى العاملة وأن كثيرا من الأسر متوسطة الدخل وأصحاب الأجر اليومي والعاملات من النساء في المحلات أو أصحاب المشاريع البسيطة قد توقفت عن العمل في فترة الحجر الصحي.
انهيار طموح امرأة
بدورها وبتصريح خاص قالت مديرة ادارة تنمية المرأة العاملة مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل عدن، وعضو اليمن بلجنة حماية النساء والفتيات جامعه الدول العربية للعام، فاطمة محمد يسلم:” فقد كان لجائحة كوورنا أثرا اقتصاديا بالغ الأثر تضررت منه المرأة على مستوى المشاريع والبرامج التنموية والانشطة المنفذة في مختلف المجالات التنموية واكساب المهارات وتنفيذ المشاريع.
وأضافت “يسلم” وكما اثرت هذه الجائحة على مستوى النساء من رائدات الاعمال والمشاريع الصغير لما صاحبه من اغلاق للمنشآت والمولات والكفيهات وتزامن فترة انتشار الجائحة مع موسم الشهر الفضيل الذى تتحراه كثير من النساء مالكات المشاريع المنزلية والبائعات للمأكولات في هذا الشهر وبعض الشباب من مالكى المشاريع الصغيرة والعاملات في المجال السياحي والفندقي نتيجة منع الاختلاط والخروج .
واشارت الى ان ذلك كان له الاثر الاقتصادي السيئ و كارثي من حيث تراكم الضرائب والايجارات عليهم دون وجود عائد مادى لمشاريعهم وعجزهم عن الايفاء بالتزاماتهم تجاه بنوك التسليف والاقراض الذين طالبوهم بسرعة السداد دون مراعاه للأوضاع التي اعترضت تنفيذ مشاريعهم.
فرص أجهضتها كورونا
بدورها اكدت إحى رائدات العمل التنموي بهية السقاف بتصريح خاص ذلك الواقع الصعب بقولها: في العام السابق ومع اجتياح فيروس كورونا العالم تأثرت العديد من الدول اقتصاديا وبلادنا جزء لا يتجزأ منها حيت كان التأثير الأكبر لهذا الفيروس على النساء اقتصاديا واجتماعيا وصحيا، مضيفة ففي محافظات مثل عدن لحج الضالع ابين توقفت ما يقارب 60٪من المشاريع الصغيرة التي تديرها نساء وتعتبر هذا المشاريع العائل الأساسي لهذه الأسر الأمر الذي كان له عظيم الأثر اجتماعيا واقتصاديا على هذه الأسر بلغ في بعض الأحيان حد التسول(حقيقه).
وأردفت بهية أما من ناحيه تأثير فيروس كورونا على قطاع منظمات المجتمع المدني فهناك العديد من المنظمات في تلك المحافظات المستهدفة قد توقف نشاطها تمام وغلقات البعض مقراتها نتيجة ضعف الدعم الدولي وخاصه في تلك الفترة حيت بلغت نسبه المنظمات التي توقف فعليا عن العمل ما يقارب 15،٪من اجمالي المنظمات المسجلة والتي كانت تحظى بمقر وبنيه تحتيه في حدود الجيدة .
أما الباحثة الاجتماعية في قضايا المرأة، وداد رستم، -وبتصريح خاص – تقول: إن المرأة المتضرر الوحيد في اليمن من جراء الحرب وجائحة كورونا حيث اكتشفنا وبحسب مسوحات ميدانية اجريناها خلال الأربع السنوات الماضية فإن المرأة في ظل الحرب وما بعدها فقد فقدت الكثير والكثير من حقوقها ،حيث إن كثير من أصحاب المال في القطاع الخاص استغنوا عن النساء بسبب الحرب المشؤومة واصبحن بدون عمل وصار الكثير منهن يذهب للتسول والعمل في أعمال شاقه ومتعبه.
وأضافت وداد وحتى هذه الفرص الصعبة لم يكتب لها الديمومة بسوء انتشار جائحة كورونا حيث أصبحت العديد من الشركات والمؤسسات تقلص من موظفيها وبالذات العنصر النسائي نتيجة لعدم توفر السيولة اللازمة أو الميزانية التي تغطي رواتبهن.
وتابعت وداد لذا فتضرر فئة النساء نتيجة كورونا كانت واضحة وملموسه، وللأسف أصبحت هناك العديد من النساء باليمن سواء في ظل الحرب أو كورونا عرضة للعديد من الانتهاكات لذا نراها تتحمل العبء الأكبر والأهم.
غياب الطوارئ اقتصادية
وبحسب الدراسة التي خص التقرير بنسخه منها والتي شملت تلك لدراسة عينة من شريحة النساء والنازحين والمهمشين ومنتسبي السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات والإعلاميين من الجنسين الذكور الإناث في محافظة عدن إلى أن الدولة قصرت في توفير الأساسيات أثناء جائحة كورونا وخصوصا للفئات المتضررة من الجائحة وتحديدا النساء العاملات في القطاع الخاص نتيجة توقف المنشآت كليا او جزئيا عن العمل التي كان من المفترض ان تكون هناك حالة طوارئ اقتصادية نظير ما أعلنت الحكومة من حالة طوارئ صحية لضمان توفير لهذه الفئة الأضعف من شرائح المجتمع العيش الكريم.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من اجل حقوق الانسان و الشؤون العالمية في كندا