المواطن/ أحمد طه المعبقي
عندما نتحدث عن شخصية فطوم لابد أن نتحدث عن الهوية الثقافية لتعز كثاني المدن اليمنية بعد عدن وكيف عدن وتعز شكلا معا البداية الأولى للمجتمع المدني والحامل للمشروع الوطني لليمن . وعندما نتكلم عن نشأة الحركة اليسارية وحركة المد القومي . لابد أن ندرس البيئة الحاضنة لها . فمدينة الهاشمي والعيدروس ، وأحمد بن علوان وعبدالهادي الاسودي كانت أول المدن الحاضنة للفكر اليساري والقومي لذا لايمكن عن نغفل التراث الإسلامي الصوفي السائد في ذلك الحين – في تلك المدينتين .
كما يقال الإنسان ابن بيئته ، والخصوصية المجتمعية تلعب دور كبير في تركيبة شخصيته .. لذا لايمكن الفصل بين التراث الصوفي وحركة المد اليساري في تشكيل الهوية الثقافية لتعز ، وفي نفس الوقت ندرك بان الهويات المجتمعية المصغرة في مجتمع ما .. هي من تشكل الهوية الجامعة ، واحترام الخصوصيات المجتمعية المصغرة في مجتمع ما ، هو الطريق السليم لتماسك المجتمع والحفاظ على وحدته.
وفي نفس السياق ندرك بأن الهوية الثقافية لتعزلاتنفصل عن الهوية الثقافية لليمن . كما لايمكن بان نتحدث عن الهوية الثقافية كهوية جامدة وغير متغيرة ، بل يجب بان نتعامل بأن الثابت نفسه متحول ، نستطيع القول بان هوية المجتمعات مثل المادة لاتفنى ولكنها تتغير من شكل الى أخر وتظل تحافظ عن جوهرها العام الذي تشكلت منه.
فطوم عجينة تعز ، وابنة الشيخ الصوفي محمد علي الطيب أحد مشائخ الطريقة العلوانية ، وزوجة المناضل اليساري سلطان سيف حزام ، عرفت فطوم منذ نعومة طفولتها التدين العفوي المتصالح والمتسامح مع كل العلوم الانسانية ، استهلمت فطوم المشروع اليساري من زاوية أبيها ماتعرف بالزاوية العلوانية ( نسبة الى أحمد بن علوان ) .
عرفت فطوم بأنه الصوفية حب والاشتراكية عدل ، والحب هو طريق الى العدل .
عرفت فطوم بان الطقوس الدينية سلوك والسلوك عبادة .
رحم الله الصوفية والثائرة اليسارية فطوم الطيب عضو اتحاد الفلاحين واتحاد القوميين العرب ، وعضو الحزب الديمقراطي الثوري (احدى فصائل الحزب الاشتراكي اليمني ) .
برحيل فطوم فقدت الحركة الوطنية اليمنية والحزب الاشتراكي اليمني مناضلة صلبة .
امرأة مثل فطوم يجب ان ينصب لها تمثال تذكاري على مدخل مدينة تعز ، ويجب أن تدرس سيرتها الذاتية في المناهج الدراسية .