علي محمد باحاج
يعاني عدد من طلاب محافظة شبوة جنوب اليمن من صعوبة الوصول للمدارس بسبب بعد السكن عن المدرسة.. حيث يقطع أطفال بين سن السابعة والخامسة عشر، مسافات تصل لعشرين كيلومترًا يوميًا ذهابًا وإيابًا في أجواء مختلفة وسط معاناة متفاوتة من حين لآخر.
مصاعب عدة
ففي أجواء الشتاء القارس بريف محافظة شبوة يقطع ناصر بجنف (8 أعوام) حوالي 20 كيلو متر سيرًا على الأقدام ليصل إلى مدرسته في منطقة نخل بمديرية الروضة جنوب شرقي المحافظة.
يقطع أطفال بين سن السابعة والخامسة عشر، مسافات تصل لعشرين كيلومترًا يوميًا ذهابًا وإيابًا في أجواء مختلفة وسط معاناة متفاوتة من حين لآخر للوصول إلى المدرسة
إضافة لناصر يعاني مئات من الطلاب في مناطق متعددة من محافظة شبوة بسبب بعد المدارس عن موقع السكن خصوصًا طلاب المدارس الابتدائية.
حيث يتعرض الأطفال في الكثير من المناطق الريفية لإرهاق جسدي بحثًا عن التعليم في طرق جبلية وعرة.
وفي قرية ريمة إحدى قرى مديرية الروضة بمحافظة شبوة يعاني الطلاب من تنقلهم من قريتهم التي لا يوجد فيها مدرسة للتعليم الثانوي برغم الكثافة السكانية في هذه القرية النائية التي يبلغ سكانها أكثر من أربعة آلاف نسمة إلى قرية عمقين.
عندما ينهي الطلاب مرحلة الأساسي في قرية ريمة، فهم أمام خيارين إما أن يتركوا الدراسة أو يتحملون عناء البعد والبرد القارس نتيجة انتقالهم يوميًا إلى مدرسة وثانوية عمقين15كيلو
ويقول الأستاذ محمد صالح لحسن وهو أستاذ المرحلة الأساسية في المدرسة الصغيرة في القرية” عندما ينهي الطلاب مرحلة الأساسي في القرية، فهم أمام خيارين إما أن يتركوا الدراسة أو يتحملون عناء البعد والبرد القارس نتيجة انتقالهم يوميًا إلى مدرسة وثانوية عمقين15كيلو”.
تأثير متفاوت
تداعيات عدة يتسبب بها هذا الوضع، وحول تأثير ذلك على نفسية ومستقبل الطلاب يؤكد رشدي القشعوري أخصائي اجتماعي في مدارس الجيل الجديد بعاصمة المحافظة عتق أن تنقل الأطفال بين المدارس وهم في سن صغيرة له عواقب سلبية حيث يتعرض الطلاب للتعب والأمراض وتصل إلى الاستغلال والعنف ضد الأطفال نتيجة للمسافات الشاسعة التي يقطعونها بين الأودية والجبال وفي حر الشمس صيفًا والبرد القارس شتاءً، يضيف القشعوري: تركيز الطالب لن يكون في الفصل خلال دراسته وإنما في المشوار الذي سيقضيه متنقلا حتى الوصول إلى سكنه، وذلك سيؤثر على تحصيله العلمي.
تركيز الطالب لن يكون في الفصل خلال دراسته وإنما في المشوار الذي سيقضيه متنقلًا حتى الوصول إلى سكنه، وذلك سيؤثر على تحصيله العلمي
خارج المدرسة
أدى غياب المدارس في المناطق الريفية والوضع المادي الهش لكثير من الأسر إلى إخراج أبنائهم من المدارس وفق علي لعرج الذي يؤكد بأن لديه خمسة أطفال أجبرهم على ترك المدراس والذهاب لسوق العمل لمساعدة الأسرة في البحث عن لقمة العيش بسبب أنه لم يجد مدارس في القرية وكذلك بسبب الغلاء الفاحش في الأسعار.
يضيف لعرج بنبرة حزينة: “قلبي يتقطع حزنًا لفراق أولادي اللذين يظلان شهرًا كاملا في عتق دون رؤية أمهم و لكن ليس باليد حيله كوني شخص معاق ولا أستطيع أن ألبي كافة احتياجات الأسرة”.
أدى غياب المدارس في المناطق الريفية والوضع المادي الهش لكثير من الأسر إلى إخراج أبنائهم من المدارس
بهذا الصدد أقر مدير مدرسة عمقين عبدالله النشيلي بطبيعة المنطقة الجغرافية التي تقف حائلا أمام وصول طلبة من المناطق البعيدة إلى المدرسة الثانوية الرئيسية في القرى، مبديًا تعاطفاً مع الطلبة المتأخرين.
مدير إدارة التربية والتعليم في مديرية الروضة عمر مسلم أوضح بأن البُعد الجغرافي للمدارس يشكل عبئًا كبيرًا على المديرية مما دفعنا أن نوجه مدراء المدارس بالتعاون مع الطلاب الذين يقضون ساعات طويله للوصول للمدارس ليكونوا قادرين على الالتحاق بالمدرسة والتخفيف من عبء المسافة عليهم.
وتشكل هذه الحالة تعقيدًا دائمًا للطلاب الذين يتجشمون الصعوبات من أجل الوصول إلى مدارسهم في الوقت المحدد، وسط طرق ملتوية محفوفة بمخاطر عدة وأجواء متباينة وهو ما لا يجد تجاوبًا من الجهات المعنية في محافظة يحتاج أطفالها للعديد من الجوانب التي تعنى بهم أدناها مدارس بالقرب من حيث يسكنون.
” تم إنتاج هذه المادة من قبل شبكة إعلاميون من أجل طفولة آمنة التي يديرها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي وبتمويل من اليونيسف (منظمة الطفولة)“.