المواطن / قصة قصيرة _ نصر عبد الرحمن
في طفولتها: حينما أغدو شابة وأكمل دراستي سأطل عليكم نجمة من خلف شاشة التلفاز لأخبركم كيف تكونوا سعداء في حياتكم، وكيف يمكنكم مداوة جراحاتكم ومعالجة مشاكلكم دونما حاجة لسيلان دمائكم على هذه الأرض التي تنتظر أن تسقوها من عرق جبينكم لتلد لكم الزهر والنخيل.
وقبل ميلاد حلمها الكبير وكل من قطعت لهم ذلك الوعد الجميل ينتظرون بصبر ممزوج بالخوف الوفاء به، وبينما هي ذاهبة وبريق عينيها يضيء المدينة إلى حفلة تخرجها من كلية الإعلام مع مرتبة الشرف على بعد أيام من إطلالتها على الشاشة كما حلمت في عز يقظتها قبل نومها…كان الموت ينتظرها على قارعة الطريق، بهيئة لغم أنجبته الحرب المشتعلة في المدينة منذ ولادة أمل،لينتهي ليس حلم أمل فحسب بل أمل مجتمع!! والحرب ملعونة الأبوين وبناتها لم تنتهي بعد!!!.