بقلم: صابرين الهلالى….
الشاب أصيل الجبزي من اليمن السعيد الذي أرادوه أن يعيش تعيساً بأهله وشعبه مر اسمه على صفحات الميديا كآلاف الميتين بصمت بقهر بحزن .. لكنه كان خبراً ليس ككل الأخبار العابرة على شريط الأخبار و لم يكن مجرد رقم هامشي يتلوه الحانوتي الذي يقرأ النشرة ومن ثم تدفنه الذاكرة الزهايمرية التي أصبح يعيش بها اليمن. فالإسم هذه المرة لم ترد مواقع التواصل الاجتماعي
له أن يعود إلى الأرشيف و يُنسى كأنه لم يكن..!! هذا الطالب في كلية الطب البشري اسمه عادياً جداً شاب في عمر الزهور كان يمكن أن يتم تداول اسمه في حفل تفوق جامعي أو يُقرأ اسمه في تهنئة زواج أو على عيادة طبية تحمل اسمه أو حتى في بطاقة مهنية أو سيرة ذاتية في إحدى مكاتب طالبي العمل.. لكن شاءت الأقدار أن لا يكون هذا كله بفعل أيادي آثمة أنساها البحث عن كرسي الحكم والسلطة في اليمن حرمة الدماء التي لم تكن دماء أصيل الجبزي إلا مجرد لترات في أنهار الدم المسفوك في اليمن . لكن هذه المرة الإسم لم يكن كباقي الأسماء في اليمن فالاسم كانت تفصله ثلاث سنوات فقط ليرتدي زي الطبيب، يخفف من مسلسل آلام المرضى والجرحى بفعل الرصاص الطائش ويشفي جروحهم . لم يكن كباقي الأسماء بفعل الأيادي الأثمة والمختوم على قلوبها بالغل التي لا تعرف الإنسانية .. فيا أصيل الجبزي بأي ذنب قتلت وما الذنب الذي ارتكبته!! .. غير أن كنت ابناً لأبيك في وطن لا يعرف تفاصيل الأشياء العادية التي ما عادت تهم إلا قلوب الأمهات الثكلى و لهفة الأحبة و قهر العجز وألم الرجال…. تعرف فقط كيف يمكن أن يكون الاغتيال و الاختطاف والتعذيب، و الاستنطاق أداة ضغط للوصول إلى أهداف شخصية قبيحة و سبيلاً لا منطقياً لزيادة أرصدتهم المموهة كذباً باسم عزة الوطن و كرامة المواطن و أمنه و سلامته. فبأي ذنب يا أصيل الجبزي قُتلت؟! بالعودة إلى القضية التي شغلت الرأي العام في اليمن و في العالم العربي. فأصيل الجبزي شاب يحمل ملامح اليمن السعيد وأصالته لكنه لم يكن له نصيباً من سعادة اليمن السعيد الذي ازداد تعاسة بالجريمة النكراء التي أُرتكبت في حق شاب في عمر الزهور لم يكن في حياته أي خطر يهدد قاتليه، لكن الجريمة كما الجناة لا تعرف ولا يعرفون الزهور و لا الأصالة فلم تلقى عندها أهات و صرخات وأنات أصيل سوى المزيد من التعذيب والسحل والاستنطاق بأبشع الوسائل . فبأي ذنب يا أصيل قُتلت؟! غير أنك أخذت بجريرة الرجل الوطني العقيد عبد الحكيم الجبزي قائد عمليات اللواء 35 مدرع، ورفيق درب الشهيد القائد عميد ركن عدنان الحمادي الذي أصابه من قبل غدرهم وخستهم في داره كما أصابك اليوم وكما سيُصيب كل شيء جميل في عمر اليمن. ألا تبت يد الجريمة و المجرمين الذين كتبوا بالدم البرئ المسفوك صفحة أخرى من صفحات الإرهاب الأعمى. فبأي ذنب يا أصيلُ قُتلت؟! و أي عدالة وضعية ستُنصفك و الجناة تفننوا في قتلك وسحلك ولم يكتفوا ببتر أصابع يدك فبتروا لسانك، أي عدالة و أي ميتة يستحقها هؤلاء الذين أجرموا في حقك و في حق اليمن فلم يرحموك حياً مثلما لم يرحموك في موتك ولم يكفهم ما مارسوه من بشاعة في جسدك حياً فقاموا برمي جثمانك في مياه الصرف الصحي… ألا تبت يد الجريمة و المجرمين و تبت يد و لسان كل شيطان ساكت عنها فالجريمة نكراء لا يصدقها لا قلب ولا عقل. فبأي ذنب قُتلت و كم مرة يا أصيل قُتلت؟! فقد قُتلت على يد الجناة مرة و قتلك التعتيم على بشاعة الجريمة وصمت أصحاب المصالح وحانوتي النشرات الإخبارية و وكالات الأنباء ألف مرة لكن صوتك من قبرك أعلى و أقوى..!! ألا تبت يد الساكتون عن الجريمة المستشارون على ما تعرضت له و إلا كيف تحدث هذه الجريمة ولا تتحرك الحكومة تجاه القضية ومحاسبة الجناة وعقابهم أشد العقاب.. كائناً مَن كانوا فللدم حرمته ؟! كيف للجهات المسئولة أن تتغاضى عن ما أُرتكب من بشاعة في حق شاب تم تعذيبه بأبشع الطرق وحشية وأكثرها دموية؟! فبأي ذنب يا أصيلُ قُتلت ؟! مناشدين في الأخير كل حر يمني بأن يعمل على أن تتحقق العدالة و ينزل العقاب بكل يد مشاركة في سفك دم الدكتور أصيل الجبزي الذي نحسبه و يحسبه أهله عند الله شهيداً.
…..
نشر في موقع الجمهورية أونلاين