
محمد علي الضبيع
بمجرد ان قرأت عن اطلاق الاخوة الرفاق في الحزب مبادرة لتطبيع الوضع الامني في ريف تعز الجنوبي تأكدت لدي قناعتي بأنه لا سبيل للخروج من الأزمة والحرب التي يمر بها الوطن إلا برؤى وطنية تضعها القوى السياسية وانه لا يمكن بناء الدولة المدنية التي نحلم بها دون تعددية سياسية لأحزاب سياسية فاعلة تمارس دورها السياسي والجماهيري من خلال إطلاق المبادرات والرؤى والحشد الجماهيري لها ومن هنا فإن مبادرة الحزب الاشتراكي – تعز وان كان الهدف منها تطبيع الوضع الامني وإزالة بؤر التوتر بريف تعز الجنوبي (وهذا ما نصت عليه المبادرة) الا أنها إلى جانب ذلك وجهت رسائل مهمة لكوادر وقيادات الأحزاب السياسية كانت قد بدأت بالأفول والغياب.
١- ان المبادرة كانت واقعية في تناولها المشكلة وحلولها وهي ما تشير بأن قيادة الحزب كانت متابعة لأحداثها ومراقبة لها وتأثرت بها ولذا خرجت برؤية حقيقية صادقة يجب على القوى السياسية تلقفها واثرائها وصولا لترجمتها إلى قرارات وممارسات والبعد عن المكابرة والتعصب السياسي فالمبادرة الان صارت ملكا لكل القوى التي تتوق لوطن آمن ومستقبل افضل ونجاحها نجاح للقوى السياسية وليس للحزب فقط.
٢- المبادرة وجهت رسالة غير معلنة وهي برأي مبادرة لتطبيع الحياة السياسية وتقول للأحزاب السياسية بأن دور الأحزاب هو خلق الرؤى وصنع البرامج التي تخدم المجتمع وتحل مشاكله وهذا ما يجب أن تعيه كوادر الأحزاب بأن الأحزاب دورها هو صناعة البرامج والرؤى الوطنية والتحشيد الجماهيري لها وليس المهاترات والتعصب بل ويصل احيانا الى التطرف السياسي.
٣- أشارت المبادرة إلى نقطة هامة قد غفل عنها الكثير وهي مخرجات الحوار الوطني في بناء الجيش وهنا يجب الوقوف أمام هذه الفقرة ليس فقط فيما يتعلق بالجيش وإنما في بناء الدولة بكل مؤسساتها وفق مخرجات الحوار الوطني.
٤- اتت المبادرة بعد انتخاب سكرتارية جديدة لمنظمة الحزب وهو ما يؤشر بأهمية التغيير في خلق حراك سياسي والاستفادة من الطاقات والإمكانات الموجودة من كوادر الأحزاب السياسية مع التأكيد بأن التغيير لا يعني اساءة او نقص بمن سبق (فهذا فهم قاصر لدى البعض) بقدر ما تعني الممارسة الحقيقية للديمقراطية والتداول لقيادة المستويات التنظيمية وتطبيق اللوائح والأنظمة.
٥- رسالة للأحزاب السياسية بالقيام بمهامها الحقيقية في تدريب كوادرها على خلق الرؤى وصناعة البرامج السياسية والاقتصادية والحشد لها بالحوار والمناقشة وليس المهاترات والتعصب.
في الأخير هي مبادرة لكل الأحزاب السياسية بممارسة دورها في إيجاد الرؤى والمبادرات في حلحلة الوضع المتردي والخروج من هذه الحرب التي ستلتهم الوطن بأحزابه وقواه السياسية.
فهل سنرى غدا مبادرات أخرى تحل مشاكل للمجتمع والوطن ام سنقف عند هذه؟
آمل أن هناك ما يزال بصيص امل في القوى السياسية ونجاح هذه المبادرة أولى مهام الأحزاب لإعادة الثقة لكوادرها بأنه ما يزال الأحزاب دور ومهم ايضا.