المواطن/ كتابات – علي عبدالفتاح
الاهداء إلى: الحزب الاشتراكي اليمني العظيم الذي يتجدد وسيتجدد في متوالية مطردة إلى الأمام, على أساس عمال المدن والعمال الانتقاليين فالفلاحين الفقراء ومجموع الشعب العامل في الاتجاه نحو الفاعلية الجماهيرية اللجبة المنبثقة من وهج عودة الآمال الأعرض الذي يتخذ مؤشراته الأولى المعنوية ــ العملية وضعاً منيراً ووضاءاً داخل بعض قيادات وكوادر الحزب فيما يغلب على الكثيرين حركة التوجس بل الكآبة لعدم اقتناعهم الوجداني بعد بالبراهين الدالة على صواب (تفكيرنا) و(سياستنا) والبراهين الدالة على التوطيد الحادث أو اللاحق لمصالحهم العامة, فضلاً عن الأنصار والجماهير اللجبة التي سترفعها الآمال العظيمة الكبرى إلى ذُرى الاحتشاد اللجب السلمي الانتخابي على طريق تنفيذ سياسة الحزب الديمقراطية التراكمية المثمرة.
في منطقتنا المعروفة الآن بالشرق الأوسط إثر بروز وتبلور المركز الأوروبي الحديث نشأت حول أنهارنا مظاهر التجمع السكاني الأولي وحيث العوامل الجاذبة نسبياً لنمو وتجمع وهجرة البشر لا الطاردة لهم مقارنة بمناطق الأنهار الأخرى الطاردة لأسباب معروفة كامنة من حركة الهروب للتجمعات البشرية البدائية من الحيوانات الكاسرة أو المناخات غير المواتية كالأوضاع الأوروبية والأفريقية حينها مثلاً أو حتى كوراث الأنهار ذاتها أو الزلازل أو الاضطرابات الأرضية حيث لم تبدأ حركة الاستقرار الأولي للسكان النادرين إلا في هذه المنطقة والذين شرعوا لأكل الأعشاب والصيد فالقنص واستئناس الحيوانات واكتشاف النار وطريقة إشعالها ثم اكتشاف الزراعة وأثرها في استقرار ظروف المجموعات المواتية الذين كانوا قد انزاحوا من أعالي الأشجار وثنايا الكهوف إلى تعلُّم بناء المنازل الأولية فالعمران الحثيث وحيث بدأت على أساس تطور العمل وتعقده في اتجاه الانتاج المتزايد المؤدي إلى تعقد الحياة البشرية المفضية بدورها إلى التباينات فالتناقضات الاقتصادية الاجتماعية وتأكيد الاستعباد والاستغلال في تلك الظروف والمرافقة المرتبطة في اكتشاف اللغات البدائية فالكتابة الأولية الهلامية التي لم تظهر بادئاً إلا في منطقتنا فظهور المظاهر المسجلة والمنظمة لتلك الانجازات بأشكال بدئية بدائية اُعتبرت قفزة كيفية حضارية في تاريخ البشر مقارنةً بالجوار القاري القريب والبعيد حينها وذلك كالحساب العددي البدئي فتحديد المقادير من أطوال ومساحات وحجوم إلخ إلخ. فتكنيك العمران ثم سدود الري التي أفضت إلى المزيد من ارتقاء العمل والانتاج فنشوء الدويلات الحضارية بل والامبراطورية كالبابلية مع تدشين كتاتيب (مدارس) المعارف الأولية المشارة وبوادر أولية للوعي المبادر والاكتشاف المعرفي التي أفضت على أسس تنامي الخبرات العملية ــ الانتاجية إلى الحصول على المعادن واستخراجها واستخدامها الانتاجي والثقافي حيث سرعان ــــ بعد منطقتنا الرائدة ـــ أن تفتحت حضارة الهند والصين ثم لاحقاً فارس في ظروف زمكان جديدة متبدلة مواتية كأخصب فاعلية من حضارات منطقتنا لعمقها الخبروي واتساعها العملي التطبيقي القائمة على ارتباطها بالجدية التجريبية الانتاجية التقنية غير المنعزلة عن ارتباطاتها الفكرية أي بتصوراتها الأخلاقية والدينية والصوفية فالفنية في إطار جديد هو التفكير التأملي الفلسفي النظري والتكنيكي العلمي الأولي عوضاً عن التفكير الخيالي الأسطوري الذي نشأ في منطقتنا ثم تطور مع أواخره في صورة الملاحم التي تنبأت ضمن ما تنبأت به عن أصول الكون والأرض والحيوانات فأبو البشر آدم وصورا تتراءى عن الملائكة والأبطال شبه البشريين ــ شبه الإلهيين فبعض المشكلات الفلسفية الجنينية الهلامية عن مصادر وأصول الحياة والعقل واللغات في غلاف أسطوري ملحمي إلخ, فيما نجحت الصين والهند وتالياً فارس بسبب ظروف الزمكانية الجديدة من التركز الحضاري الطبقي النسبي القائم على الاستثمار العبودي والاستغلالي ونتاج ذلك في الوصول إلى رحاب التفكير التأملي الفلسفي النظري المشار واكتشاف أولى الثنائيات التأكيدية من مادية ومثالية كنزعات متكونة فمقاربات لحقائق الظواهر على الصعيدين الحسي والمنطقي ثم تباعاً أشكال التفكير الحسية المتبلورة ومناهجها التطبيقية الميكانيكية الميتافيزيقية وشبه الجدلية معاً.
على أن منطقتنا رغم ذلك قد قدمت سبقاً تاريخياً امتيازياً في بعض الاكتشافات الخاصة كريادية الفرعون أخناتون قبل ستة آلاف سنة وأزيد في تأكيداته حول التوحيد الإلهي المجرد الذي (ليس كمثله شيء) ليعتبر رائد التوحيد في التاريخ قبل الكتب والديانات المقدسة كاليهودية وما تلاها لفترة طويلة ممتدة كما كانت الحضارة البابلية أهم مظاهر لحضاراتنا المتوالية التي تكرست في العمران المنتشر وفي الفنون العسكرية الأولى وولدت حمورابي وتشريعاته القانونية الحقوقية الرائدة في التاريخ ثم الانجازات المادية الثقافية كإعجاز حدائق بابل المعلقة والمفاهيم البدائية الميكانيكية إلخ ثم الحضارة اللاحقة للفينيقيين (اللبنانيين الشوام) وامتيازاتها السلعية النقدية فسفن النقل التجارية التي كانت تخوض عباب البحر المتوسط حتى الأجزاء من الغرب الأفريقي فيما كانت أوروبا الغربية بدائية راكدة نائمة فالحضارات اليمنية التي وصلت إلى مستوى تقطير الندى من أجل الري (ماركس) إبان نجاحاتها في بناء السدود فامتدادها التجاري إلى الهند والصين بحثاً عن (نفط) تلك العهود ألا وهي البخور ثم سائر التوابل كما تحركت قوافلنا إلى الاغريق لنفس السبب والعديد من السلع, كما أفرزت منطقتنا إرهاصات علم الجبر فمستويات أولية منه والذي انتقل إلى الاغريق مع ما انتقل إليه من انجازاتنا الأولية المتراكمة والتاريخية فتفرغ الاغريق للتنظير العميق لها حيث اُعتبروا رواد التنظير التاريخي العالمي وذلك استناداً إلى زمكان جديد وظروف ومهمات مختلفة قائمة على وجود واستخدام تلك التراكمات المادية ــ الثقافية والمعززة على الاستقرار النسبي للجزر والدول الاغريقية والمتنافسة تجارياً وسياسياً في ظروف نوعية بالغة الموتاة مناخياً وجغرافياً وزمنياً فخصوبة سياسية فكرية قائمة أيضاً على التركز الحضاري الشديد الناجم عن التركز القاسي الشديد للاستعباد والاستغلال واستمرارية التبلور المكثف لهذا الاستعباد والاستغلال الذي أوديا بجميع الحضارات القديمة والأقدم إلى الانهيارات.
إن التركز الاستعبادي الانتاجي المكثف المتوسع جداً الخالقة والمؤكدة لحركة تثنيات وثنائية مجتمعات الاغريقية فالرومانية إلى جيوش العبيد المنتجين وقلة من الأحرار أو السادة المتفرغين للحكم والعلوم والفنون كانت بداية ونهاية كل حضارة في التاريخ.
على أن الاغريق والرومان قد أثمروا رغم هذا ذلك المسار التاريخي المستمر للبشرية بسبب ريادتهم التنظيرية العظيمة المرتبطة نشأةً واستمراراً وآفاقاً بحركة تبلور الظواهر والأشياء المتولدة فالفانية على أساس تآثرات العمليات المتفاعلة المتضادة الداخلية إلى حد الكفاية الحدية التبلورية وأثره المباشر والخفي في تبلور التنظير هذا السلاح المرعب للطغاة والفسدة والبدائيين والذي يرتبط فيها الأقوال بالأفعال على وجه التحديد وذلك عند مراحل النهوض البشري وبصفة أخص مع أواسط القرن التاسع عشر حيث تحقق الربط النهائي ما بين الأقوال والأفعال لدى كلاسيكيينا وصعوداً حتى اليوم, على ان هذا الامتياز الاغريقي قد تحقق فقط بُعيد تأكيد الصلات التراكمية التاريخية الثقافية الحضارية بين الشرق الآفل البادئ والغرب الناهض المتبدئ الأمر الذي أفضى إلى انبلاج شمس الحقائق النابعة من الوقائع والتراكمات ومقاربتها فمقاربة سائر حقائق الأشياء والظواهر وعملياتها إلى الأبد في متابعة منهجية لحركتها الصيرورية الجارية فآفاقها الساطعة الممتدة التحولية التحويلية.
إن انطلاق التنظير (الفكر) والحقوق (القانون) فالسياسة التي وصلت إلى المستوى التعددي شبه الحر قد أثرى هذا التفكير التكويني النظري والعلمي التكنيكي مؤذنة بتشكل تاريخ الجزر الاغريقية والتاريخ الروماني وحتى شبه جزيرة البلقان في هذه الفترة وأثرها في تلك الانجازات المبتكرة الكبرى الشامخة حيث أبدعوا تلك الحضارات المجيدة في وعلى كل المجالات والمستويات بدءاً الانجازات الاقتصادية التجارية مروراً بالانجازات السياسية الخصبة المتبلورة فالعمرانية الجديدة القائمة على مستوى رفيع من العلوم التكنيكية ــ التطبيقية ونظرياتها العلمية فالفلسفية التأملية النظرية التاريخية التي تكاد تؤسس لمعظم الاتجاهات الفلسفية وكذا المنطقية والأخلاقية والاجتماعية السياسية فالجمالية فالتشريعية القانونية الحقوقية حتى بداية عالمنا الحديث وكذا فالابداعات الفنية الأدبية الكبرى فالمأثورات الرياضية ورمزها الأولمب إلى جانب الصروح المادية الاجتماعية الثقافية البالغة التنوع والتشعب من الهيئات والمؤسسات السياسية والعسكرية المتماسكة إلى الأسواق الزراعية المزدهرة وبستنتها القائمة على جهود الشغيلة العبيد التي تذكرنا بحدائق بابل المعلقة وأبراجها الناطحة للسماء فعموم الأسواق التجارية إلى المحاكم الحقوقية التشريعية التنفيذية فالبرلمانية القائمة على التعدد الفكري السياسي شبه الحر إلى المسارح الثقافية التي أسست الملهاة/ المأساة إلى المؤسسات الأكاديمية بأروقتها ورَدَهاتها إلى الميادين الفخمة الرياضية ورمزها المشار فانطلاق التنظير والحقوق (القانون) فالسياسة لتوجيه وضبط سائر المصالح المعترفة بها فتطور التكنيك والآداب والفنون فانتصار متقدم للتفكير التاريخي التطوري البشري الثاني ألا وهو التفكير التأملي الفلسفي النظري والعلمي التكنيكي الرياضي بعد مرحلة التفكير البشري التاريخي الأول الكامن في حركة التفكير الأسطوري الخيالي المتطور الناشئ داخل ارهاصات الوعي الخرافي الخيالي الوثني البدئي الذي يعتبر جزءاً أدنى لا يتجزأ منه وفي الاتجاه التأثيري التاريخي الممتد حتى بداية عالمنا الحديث وامتداداً وضداً كيفياً نوعياً جديداً منها.
على أن التركز الحضاري المذكور كان قائماً على التركز الاستعبادي والاستغلالي العبودي وشبه العمومي الوحشيتين كما أسلفنا مما أدى بتلك الحضارة النوعية شأنها شأن غيرها إلى التراجع والبيات فالاندثار إثر الصراعات والاضطرابات الطبقية الأساسية الرئيسية وسائر التناقضات والصراعات المتنوعة المختلفة الثانوية من تناحرات داخلية مخلة وحروب خارجية مدمرة مع بقاء الآثار الحضارية المادية الشاهدة والثقافية المعرفية للنصوص الفكرية المحفوظة لدى الكنائس الثرية الاقطاعية والامبراطورية اللاحقة أو لدى الصوامع المنعزلة ليختفي بذلك التراث الحضاري مع احراق وتمزيق بعضه حتى تبلورت مظاهر التطور الحتمي إثر تفاعلات وارتقاء العمل والانتاج المتحسنين موضوعياً ودوماً وأبداً فالتطور المطرد للحرف فالتجارة فالأفهام أو الفهوم وأثره في تكلس وتراجع وعجز فتمزق العلاقات الاقطاعية اللامعقولة لاسيما مع النصف التاريخي الأخير لها وتحديداً مع ظهور تراتبياتها ومراتبها الفئوية الطبقية الحديدية الجامدة من أعلى إلى أسفل والعكس بصفاتها وعلاقاتها وتصنيفاتها واشتراطاتها وعلاماتها فأعرافها المؤولة زوراً للشرع والمجسدة للقيم العرفية الظالمة غير المعترفة للشرعية الكامنة الشاملة للإنسان كأكرم وأقدس مخلوق وحقوقه المعيشية الثقافية الحرة تلك التي كانت مكبلة ومقيدة ومنضبطة عند حد ما لشروط واعراف الفرد المحبوس داخل فئته الطبقية بما في ذلك نوعية غذائه وملبسه فمسكنه وأثاثه وزواجه فحركته ونشاطه العام لصالح الواجبات المفروضة قسراً على هذا الأساس أي على أساس وحسب المرتبة الفئوية الطبقية الاقطاعية المرتبطة بالفرد وتكبيله عبر الأساليب المادية والروحية وضبطه وضبط سائر أفراد المرتبة أو الطبقة وفرض الجمود الثابت المعياري لِكْنْه هويته وتقييده وتقيُّده الصارم الحاسم بما في ذلك تأكيد تلك الأعراف على ضرورة ضبط انتاجية عمله دون النمو والازدهار في صورة اشتراطات لطائفة التجار وقبل ذلك للحرفيين فضلاً عن الفلاحين المنتجين المستعبدين حتى في ظروف تطلب الحركة الاقتصادية التجارية المتنامية إلى ذلك بما في ذلك تطلبات الاستهلاك الاقطاعي نفسه وأثر ذلك في تنامي وصعود التناقضات فالصراعات ضد هذه المراتب المتسلسلة المغلقة ابتداءً من الملك الاقطاعي الأوتوقراطي إلى الأمراء والتقسيمات المذهبية ــ الطائفية ــ السلالية للاقطاعيين في سائر الأنحاء إلى الفرسان المقتطعين إلى مشائخ العلم الأخيار أو المتمصلحين إلى القضاة التقاة أو الوصوليين إلى القيود المفروضة على حركة المراتب الشعبية بمستوياتها العديدة المتنوعة من فلاحين إلى الأشكال المتنوعة للمهمشين المنبوذين بمختلف تلاوينهم المتعددة المختلفة المهنية الأمر الذي أدى تغول التناقضات فإلى المقاومة المستشهدة لهذا التنظيم المجتمعي الاقطاعي لصالح قوى ارتقائية إنتاجية العمل الجديدة التي تزعمه التجار بادئ ذي بدء ووقودها الفلاحين وسائر المستضعفين المشارين الأمر الذي أدى بالقساوسة المثقفين إلى غض الطرف عن تسلل وانتشار تلك النصوص مع دور المفكرين والفقهاء التجريبيين الاسلاميين الذين انطلقوا واستفادوا من النهوض الثقافي الحضاري الاسلامي الذي ظهر أسسه الصلبة على يدي الرسول الأعظم (ص) عند الهجرة النبوية كدستور المدينة وتشريعاتها النافذة لكي ينتجوا ويفكروا ويرشدوا التفكير العام بما في ذلك وأهم ما فيه إعادة اكتشاف التفكير التأملي النظري ثم دورهم على أساس ذلك في بعث التراث البشري العام المنجز من كل أنحاء المناطق الحضارية القديمة ونقله عبر حدود الدولة الاسلامية والتجارة الدولية والجزر البحرية في اتجاه جنوب أوروبا المستقيظة جزئياً حينها بل وعبر الحروب الاسلامية ومنها فتح أسبانيا وشبه الجزيرة الايبيرية حتى جنوب فرنسا ثم عبر السياحة الفكرية العابرة إلى القارة الأوروبية المستيقظة نسبياً والتي كانت قد بدأت تلح على تطلبها وتطلب الأجد على أساس الصيرورات الجديدة لها فكانت الإحياء ثم كانت النهضة ثم كانت الأنوار اللاتي أسسنَّ لصرح التفكير التاريخي الجديد الثالث للبشرية ألا وهو التفكير العلماني المنطقي الوصفي ـــ التنصنيفي الحديث والمتيافيزيقي بمستوياته ومضامينه الثلاث: المادية الميكانيكية التحليلية المجردة والديمقراطي الليبرالي الفتي لا الشائخ فالأيديولوجيا السياسية المتحيزة التي ازدادت مع التعقدات التطورية انحيازية في اتجاه الانحطاط المعبر عنه في الفقر الروحي الكئيب البائس الملفس وأثره في العودة الجزئية إلى الخيال الخرافي واستعادة الأسطورية بتأويلاتها السلبية في ظروف استمرار الخواء العام بل الكآبة المشتدة المواتي لتغلغل جزئي للوعي الكنسي من جديد والديني الاستكباري المترف بعامة لا دين القرآن الكريم الحنيفي وسنة النبي الخاتم والخلفاء الخمسة الراشدين وسائر الصحابة وكبار المتكلمين وفي مقدمتهم الفقهاء العظام والتابعين الأوائل الذين تمسكوا وتثبتوا بالسلوك القويم الثابت لفجر الاسلام وضحاه وتشريعاته ضداً من التشريعات المشركة التي كانت قد أسقطتها تشريعات النبي مثل تشريعاته لتجارة قريش في ضوء الموقف القرآني الاسلامي ومن أجل الأخوة الاسلامية الاسلامية وبالتالي ضداً من الملك العضوض وسيطرة المترفين الاقطاعيين الامبراطوريين الذين لم يستطيعوا مع ذلك اطفاء نور الله المتعمم حينئذٍ في صيغة النهوض الحضاري الاسلامي الممتد حتى إرهاصات الانحطاط الحادث للمجتمع الاسلامي فإجراءات الأمير الاقطاعي العباسي المتوكل (جوستنياس العرب) في محاربة الفكر لصالح تعميق مراحل التشرذم الاسلامي الذي نقل حاضرة السلطة إلى خارج المنطقة العربية من صفويين وترك امبراطوريين الذين بدأوا بالسيادة العالمية اللاحقة إلا أنه أثروا سلباً على العرب والعروبة حيث فرضوا الركود والجمود العام والركاكة الملموسة في استخدامهم للغتهم القومية وأثر ذلك في الفاعلية الاسلامية المتراجعة عموماً مما سهل من الغزو المضاد الصليبي فالأوروبي العلماني اللاحق المضاد فالقدرة الاحتكارية الأطلسية الراهنة على استخدام الدين ميكافيلياً من أجل استمرار هيمنتها المهترئة المفضوحة لدى كل الشعوب.
على أن تبلور نسق التاريخ الجديد الخاصة بالتقدم العلمي التكنيكي المفتوح دينامياً ومعرفياً والقائم على التسلسل الجاري لهذه الثورات العلمية التكنيكية فتحديات التقدم الاجتماعي الثقافي الداخلي الخارجي سيعيق هذا المسار المأزوم بل الموتور في اتجاه المعارضة المجموعية البشرية له.
إننا في الحزب الاشتراكي نرث كل نهوض ثقافي حضاري في صيرورات البشرية لذلك أتمسك بثبات بسيرورات وصيرورات فجر الاسلام وضحاه وكذا المحاولات الراهنة لأحفاد الاسلام في العودة إلى الخلافة الراشدة المرتبطة بالتقدم العلمي التكنيكي القويم والعدل الاجتماعي الاسلامي وكذلك أتشبث بالدور القيادي للشرع الأغر داخل دستورنا التوافقي النافذ بإذن الله وعلى أسسه أدعو إلى الاصطفاف الأعرض لكل القوى والأحزاب والشخصيات على قاعدة المعارضة الدستورية في إطار جبهة شعبية إسلامية عريضة حمايةً للدستور وتنمية طوعية للمجتمع والوطن إلى جانب التنسيق مع السلطة الجديدة الجادة الكفؤة المتكونة إثر التوقف النهائي لإطلاق النار والقادرة على التنمية الجدية من أعلى.
يُتبع…