المواطن/ كتابات ـ عمران الحمادي
#سيرورة تعز وانخراطها في مستنقع القتال كان له عوامل كثيرة،ولكن هي من تأخذ النصيب الأكبر في مسلسل الإغتيالات التي يطاردها في شوارعها وأزقتها ووصل أخيراً إلى أريافها التي تطفح بكل ماهو عفن وسفيه،حيث الثقافة الريفيّة القائمة على تمجيد قتلة وسفاحين،وترديد كلام الشاشات على الأرصفة والطرقات طوال النهار، وفي الليل يحدث عجب العجاب في محيط تعز الريفيّ حيث تكثر في الليل ممارسات قبيحة ومخلّة بالأخلاق تحت الظلام الدامس الذي يستر فضائح كثيرة..
وفي النهار تضج أيضاً أقسام أمن مديريات تعز الريفيّة بالمشاكل والمهاترات.
قرون كثيرة مرت على تعز وهي بهذا الإرتفاع من الضجيج العالي لتؤثر ثقافة الريف على ثقافة سكان المدينة حيث المثقفين والأطباء والموظفين في مختلف القطاعات. حتى ما قرعت طبول الحرب، لتكتشف تعز على حقيقتها، نخب سياسية وجماعات دينية إستقطبت الشباب الفارغ في الريف ليكون وقوداً لعبث حرب تعصف بتعز مستمدة عبثها من عبث المدينة نفسها،حيث المناطقيّة المرتفعة التي تحتل تعز المرتبة الأولى في قائمتها،
هكذا هي تعز، الأولى في الثقافة والأولى في السفاهة،الأولى في التعليم والأولى في التحطيم، وفي كل شيء هي الأولى….
لكن ثقافتها ماعادت ثقافة، تعليمها ماعاد تعليماً، طغى السفهاء منها على مثقفيها وغيروا سيرورة ثقافتهم التي تتلاشى كل يوم!
شوه تعليمها نتيجة عقول مشوهة.
لن ينتهي عبث يطوف في كل ساعة بين مدينة تعز لأنها منبع للعبث ذاته.
هكذا هو المشهد الآن في مدينة جثم عليها السواد فسلمت أمرها للقتلة والسفاحين من الذين جردوا المدينة من ثقافتها وتعليمها وأمنها وأغرقوها في بحيرة من الدماء، فركلوها ذاهبين بما جنوه من المال والسلاح حيث الريف الذي يختبئ خلفه كل القتلة والمجرمين.