المواطن/ كتابات ـ أحمد طه المعبقي
من مدرسة خالد سلمان تشكلت الطلائع الأولى لشباب 11 فبراير . وكان سقف مطالب شباب فبراير مختلفا ومتجاوزا لمطالب أحزاب اللقاء المشترك . صحيح بإن شباب فبرايرجاءوا من قواعد اللقاء المشترك ومن الشباب المستقل المتطلع لدولة عصرية حديثة . رغم هذا كان شباب الثورة يدرك بأن هناك شرذمة فاسدة داخل اللقاء المشترك لاتقل فسادا عن أركان النظام الذي خرجوا ضده . لذا رفع شباب الثورة السلمية منذ الوهلة الأولى شعار لاحزبية ولاأحزاب الثورة ثورة شباب . ولم يكن هذا الشعار يعادي التعددية السياسية كما قد يفهم قارئ هذه السطور .. لكن هذا الشعار نتج عن استشعار الشباب ببرجماتية أحزاب المشترك في ممارسة الوصايا على حراكهم السلمي ، وكذلك إدراكا منهم – أيضا بان هناك عناصر فاسدة داخل اللقاء المشترك سوف تلوث حراكهم وثورتهم السلمية .- وهذا ماحصل فعلا ..
للمرة الثانية أحب أن أذكر ،بإن سقف مطالب الشباب كان متجاوزا لسقف أحزاب المشترك . نستطيع القول بأن سقف شباب فبراير كان مستلهم من سقف خالد سلمان ورفقائة من الصحفيين الذي كان لهم دورا كبيرا في احداث حراك ثقافي وفكري لتحطيم قدسية الحاكم الفرد . وكسر حاجز الخوف وتعزيز قيم التضحية من أجل حياة كريمة للإنسان .اليمني ..وهذا ماجعلني أقول بأن خالد سلمان لم يكن صحفيا عاديا بل كان ملهما فكريا لحركة التغيير السلمي في اليمن التي اندلعت في عام 2011 م والتي تم التأمر عليها وتعرضت لإنتكاسة ولازلنا نعاني من هذه ألانتكاسة حتى اليوم .. ندرك ايضا بأن المؤامرة أكبر مماكنا نتوقع ،وان الثورة المضادة كانت متربصة بها منذ الوهلة الأولى .مما أدى إلى حرف مسارها وأفراغها من مضمونها الحقيقي الذي كان يتطلع لها طلائع الثورة الأوائل .مما نشب في الآخيرصراعاعنيفا بين لصوص الثورة نتج عنه ، حربا أهلية طاحنة سفكت فيها دماء اليمنيين وانتهكت الكرامة الإنسانية وسلبت الحقوق ودمرت البنية التحتية واتسع رقعة الفقر بشكل مخيف ، وقيدت الحريات وعطلت القوانين ، ونشأت السجون السرية وانتشرت ظاهرة الاختطاف والاخفاء القسري . في ظل وجود سلطات متعددة تحركها أيادي خفية …في رأيي غياب وانقطاع الملهم الفكري للثورة الشبابية ، سهل للصوص الثورة من ركوب ثورة الشباب وحرف مسارها ، في ظل وجود مكينة أعلامية أحدثت شرخ داخل الشباب و سممت أفكارهم وحرفتهم عن قضاياهم الحقيقية ،قيام الدولة التي تصون كرامة الإنسان وحريته .
عموما .. عودة الملهم والإنسان خالد سلمان في هذا الظرف العصيب بعد عملية انقطاع طويل ، شبيها بعملية الأخفاء القسري ، سيكون لهذه العودة مردودها في خلق وعي في صفوف الجماهير وكسر حاجز الخوف وتحطيم الترسانة الاسمنتية والقداسة الذي يبنيها الطاغية للنفسه ..
ندرك حجم الكلمة الصادقة وأثرها في زلزلة عروش الطغاة ونخاسين الأوطان .. ندرك بان تعز سوف تستعيد عافيتها وتلملم شتاتها .وتنتفض ضد المستبد الديني والسياسي معا ..
ندرك بأن سر قوة تعز بمدنيتها وبنضالها السلمي الساعي دوما لقيام دولة المواطنة تقدس فيها الكرامة الإنسانية وليس البيادة العسكرية ..
ديسمير 2019 م