المواطن/ متابعات
أكد الحزب الاشتراكي اليمني أن الوطن يمر بمرحلة صعبة وعسيرة تستدعي من الجميع استلهام النقاط المضيئة في تأريخنا الوطني والنضالي الماثلة من عبق ذكرى الثورة لإحداث التغيير.
وأوضح الحزب الاشتراكي في بيان صادر عنه بمناسبة الذكرى السادسة والخمسون لثورة ال14 من أكتوبر المجيدة أنه وفي أتون هذه الحرب المستمرة التي افرزت واقعا مريرا واقتصادا هشا وفقرا مدقعا وأتاحت المجال لدعوات الارتداد الى مفاهيم ما قبل الثورة والدولة فإن الحزب سيظل وفيا لشهدائه ولن يكون مطلقا بأصغر من تأريخه.
نص البيان
نحتفي اليوم بالذكرى السادسة والخمسين لثورة الرابع عشر من اكتوبر الخالدة والتي كانت تتويجا لمسيرة النضال التحرري التي خاضها شعبنا العظيم ضد الاستعمار البريطاني وأعوانه بقيادة الجبهة القومية ، ونؤكد ونحن نحتفي بهذه المناسبة اعتزازنا بالتاريخ النضالي لشعبنا الذي وضع بصماته في سفر التاريخ الانساني ، ومن دواعي الاعتزاز ان نتذكر بكل فخر الرعيل الاول من المناضلين والشهداء وكل الشرفاء الذي كان لهم شرف الانخراط في انتصار الثورة وتحقيق الاستقلال الوطني وإقامة الدولة الوطنية الفتية التي شكلت تجربة فريدة في المساواة والعدالة الإجتماعية وبناء الإنسان .
يأتي احتفائنا اليوم في ظل استمرار الحرب وتنامي الدعوات المشبوهة التي تحاول الانتقاص من اهمية ثورة اكتوبر التي لم تكن إنطلاقتها مصادفة خارج سياق التاريخ ولم تكن لحظة عفوية ، بل كانت فعلا كفاحيا تحرريا مستمرا ، تجسدت قيمتها في عملية استنهاض الوعي ولملمة الصفوف إزاء خطر المستعمر ، وهي رغم ما مرت به من منعطفات وما تعرضت له من مؤامرات الا أنها انتصرت وما زالت لم تفقد قيمتها كميراث تأريخي يصوب إرهاصات اليوم لصناعة تحولات كبرى في مسارات النضال الوطني ويرمم علاقتنا بتأريخ ثورتنا ويصحح مفاهيم جيل لم يعش أتون الثورة ولم يشهد انتصاراتها ونجاحاتها ، وانه ثمة متسع ونحن نحتفي بمناسبة أعيادها ان نتسلح بالعبر لنستطيع مواجهة المستقبل وتحدياته ، فمن يتعسف قوانين الحياة ويتصرف بالضد منها مدفوعا بحماسة رغبوية لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء فبالتأكيد لا مستقبل له .
كما وانه من دواعي القول ان ذكرى الثورة تعيد التذكير بكيفية التحرك الشعبي الذي يتصدره تنظيم ثوري خلال الأحداث المصيرية التي لا مناص للشعوب من خوضها ، ومن دواعي الشرف ان حزبنا الاشتراكي اليمني كان في طليعة القوى الوطنية شمالا وجنوبا وشكل مصبا لروافدها ونضالاتها النبيلة وكفاحاتها الوطنية وكان الوريث الشرعي لثورة اكتوبر المجيدة وأداتها الثورية في إرساء مداميك الدولة الفتية بعد الاستقلال الوطني الناجز في العام 67 ، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي شكلت علامة مضيئة في المنطقة في تجسيد قيم المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وقوة القانون وخدمات مجانية التعليم والتطبيب والاسكان وإرساء دعائم الامن وصون السيادة الوطنية ومساندة حركات التحرر وبناء علاقات ندية مع الدول الشقيقة والصديقة ..
ان أهمية ثورة 14 اكتوبر ليس في انها كانت منطلق التحرر من الاستعمار ومخلفاته فحسب ولكن أهميتها التاريخية تكمن في انها أنتجت الدولة بهوية موحدة أتسعت لكل اليمن ، لم يعرف الجنوب اي شكل من اشكالها قبل او اثناء الاستعمار البريطاني ، على ان توحيدها ل 23 سلطنة ومشيخة وإمارة كان المعجزة الحقيقية في سرديات التاريخ الخالدة ..
لقد تحملت الدولة الوطنية وليدة ثورة أكتوبر أعباء تلك المرحلة واستحقاقاتها الكبيرة ، وما ينبغي أن يطل من تلك الحقبة هي العبرة والقدوة في مواجهة دعوات ورغبات بلغت ذروة نشاطها اليوم لإذكاء صراعات جديدة قفزا على التاريخ ودلالته ومعطياته .
ان المرحلة صعبة وعسيرة تستدعي من الجميع استلهام النقاط المضيئة في تأريخنا الوطني والنضالي الماثلة من عبق ذكرى الثورة لإحداث التغيير وفي أتون هذه الحرب المستمرة التي افرزت واقعا مريرا واقتصادا هشا وفقرا مدقعا وأتاحت المجال لدعوات الارتداد الى مفاهيم ما قبل الثورة والدولة وفي هذا الصدد فإن الحزب الإشتراكي اليمني سيظل وفيا لشهدائه ولن يكون مطلقا بأصغر من تأريخه .
ومجددا يدعو الحزب الاشتراكي اليمني التحالف العربي وحكومة الشرعية الى إنجاح حوار جده تثمينا للجهود الإستثنائية التي تبذلها المملكة العربية السعودية وكمحطة هامة من شأنها تقوية وترميم الجبهة الداخلية في مواجهة الإنقلاب الحوثي واستعادة الدولة ، وينبغي على الشرعية والمجلس الانتقالي ضرورة التفاعل الإيجابي وتقديم التنازلات والتخلص من أوهام اللحظة المسنودة الى القوة والإستفادة من عبر التأريخ لأجل مستقبل الشعب اليمني شماله وجنوبه وعلى قاعدة وضع الجنوب في المعادلة الوطنية الندية والحفاظ على مكتسباته السياسية التي تحققت بفضل نضالات الحراك السياسي الجنوبي منذ العام 2007 ، والعمل المشترك مع كافة القوى الوطنية لمنع الانزلاق الى التفكك والفوضى وتشكيل جدار صد لكل الدعوات المتطرفة القادمة من أدغال التاريخ ، وإنهاء الحرب وإحلال السلام المستدام ..
وبهذه المناسبة المجيدة يطيب للأمانة العامة للحزب الإشتراكي اليمني تقديم التحية والتهنئة الى جماهير شعبنا ومناضلي الثورة واعضاء الحزب اينما كانوا ..
الخلود للشهداء والمجد للثورة ..
صادر عن :
الأمانة العامة
للحزب الاشتراكي اليمني