المواطن / تعز _ تقرير _ نصر عبد الرحمن
بيوت الله (المساجد) صارت تستخدم لاستدراج الأطفال وإغتصابهم ، هكذا علقت الناشطة الحقوقية مها عون على تنامي ظاهرة اغتصاب الأطفال في محافظة تعز.
وأوضحت مها عون “نعيش أوضاع سيئه من جميع النواحي..اصبحت بيوت الله ليست للعباده فقط وانما تستخدم لاغراض اخرى فيتم استدراج الأطفال من اجل (تعبئه الماء واغتصابهم)”.
وقال مصدر مسؤول في المحافظة إن أول حالة تم الوصول لها كانت بنهاية شهر ديسمبر من العام 2018 ، وأوضح المصدر إنه “بدأ متابعة القضية والتي كانت بنهاية نوفمبر من العام نفسه ، بعد بحث وتقصي وجمع الوثائق والأدلة طرقنا جميع الأبواب ، من قضاء ونيابات و قيادات وسلطات و محامين و نشطاء تم إجراء جلسات إستماع متعددة ودعوات مفتوحة ، استطعنا الوصول الى 7 حالات اثبتت بالأدلة والوثائق وغيره ، لكن لم يكن هناك اي تجاوب من اي أحد”
وأكد المصدر إن المتهمين منهم ” ابن إمام جامع ، ومدرس حلقة تحفيظ قران كريم ، مؤذن جامع ، شخص منتمي للسلك العسكري ، وأماكن الإغتصاب تنوعت مابين 3 مساجد ، صالة اعراس ، ومقر كتيبة تابعة لأحد الوية الجيش “.
وأضاف المصدر “نتفاجئ خلال الأسبوع الماضي بتبرئية اثنين من المجرمين ، وإدانة والد الضحية ، وحكم عليه بالسجن ل سنة و دفع غرامة 300 الف” ، مؤكداً أنه “ضلت متابعة القضايا 7 اشهر متتالية ولا جديد مجرد الكثير من العراقيل فقط”.
وتزايدت في العامين الماضيين عدد حالات اغتصاب الأطفال بمدينة تعز ، في ظل انفلات أمني تشهده المحافظة وانتشار السلاح وتردي الأوضاع المعيشية ، كان آخرها تعرض طفلان للاغتصاب قبل أيام من قبل مجموعة من الأشخاص ، تمت عملية الاغتصاب في حمامات أحد المساجد (بالمسبح) وسط المدينة ، ووصلت القضيتان إلى القضاء بعد أن تكفل المحامي مالك المقطري بالدفاع عن الطفلين ، وهنا كانت المفاجئة ، فقد تم تبرئة الجناة وإدانة والد أحد الأطفال.
وقال الناشط الحقوقي راشد محمد عن هاتين القضيتين “حضرت بصفتي محامي تحت التمرين إحدى جلسات المحاكمة التي كانت تعقد في السجن المركزي، كان المحامي مالك المقطري قد تكفل بالدفاع عن طفلين …بدأت الجلسة
القاضي استدعى الطفل وقال له ايش فعلوا بك؟
الطفل لم يتمالك نفسه ولم يحتمل الموقف، نفسيا لا يريد احد ان يستعيد له تفاصيل الجريمة، انفجر باكياً الى حضن والده، والأب هو الأخر تدفقت دموعه من القهر على طفله”.
وأضاف راشد في منشور له على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك “الجريمة بحسب المداولات في الجلسة تمت في حمامات أحد المساجد بالمسبح، والمتهمين أكثر من واحد …الموقف كان صادم جداً ومؤلم.. وكان العزاء الوحيد أن الجميع أصبحوا أمام القاضي والقضاء سيقول كلمته”.
غدر القضاء :
بحثاً عن العدالة لجأ أهل الأطفال الضحايا من استطاعوا التغلب على العادات والتقاليد والخوف من العار إلى القضاء ، علهم يجيدون الإنصاف لاطفالهم ، وتجنبا لتكرار مثل هذه الجرائم على أطفال آخرين ، ولكن القضاء مع الأسف غدر بامال هؤلاء الضحايا وأسرهم ولم يقتص لهم ، بل أدان الضحية وبراء المدان ، وهو ما يستدعي مراجعة بنية القضاء وخلفيته واهليته القانونية.
وفي هذا الخصوص تابع الناشط راشد محمد حديثه عن القضية الأخيرة بقوله “لم أكن أتوقع أن تنحى القضية هذا المنحى الأعرج ويتم إدانة والد الضحية وتبرئة المتهمين في قضية واضحة وفيها تقارير طبية”.
واوضح المحامي مالك المقطري حول قضية الطفلين الذي تولى الدفاع عنهما بقوله “بالنسبة للفحوصات الطبية للطفلين اثبتت وجود تمزقات وارتخاء في العضلة ، وهو ما يؤكد حدوث الاغتصاب ، وكان هنالك تقرير لكل طفل على حده”.
وتابع “القاضي حتى بعد سماع كلام احد الأطفال ووصفه للحادثه لم يتفاعل معها ولم يثبت تلك الاقوال في المحضر” ، مؤكداً أن التقرير الوحيد الذي تفاعل معه القاضي هو “تقرير قدمه المتهم بالاغتصاب عن تعرضه لاصابات بسبب ضربه من قبل والد احد المجني عليهما ، وكذا تقرير كشافة محورية كتبت باللغة الانجليزية ، اثبتنا للقاضي حينها حدوث تلفيق بالتقرير وتغيير بالعمر وصورة المتهم ، وكذا ان ترجمة التقرير المحوري خلاصتها عدم وجود أي اصابات فيه”.
وأكد المحامي مالك المقطري إنه “في آخر جلسة والتي تمت في غير موعدها ، حكم القاضي ببراءة المتهمين ، وحبس والد احد الطفلين لمده عام مع إيقاف التنفيذ وبغرامة 300 الف ريال” مضيفا “لا نعلم حتى الان ماهي مسببات الحكم او الأسانيد القانونية التي بنى عليها حكمه “.
تستر السلطات :
وتقابل السلطات المحلية والعسكرية والأمنية جرائم اغتصاب الأطفال في المحافظة بالصمت ولم تحرك ساكناً إزاء تلك الجرائم او جريمة تستر القضاء وبعض الأطباء في بعض مستشفيات المدينة على هذه الجرائم ، ليشكلوا بذلك ثلاثي الرعب بالنسبة للأطفال المغتصبين.
في هذا الجانب قالت الناشطة مها عون ، في منشور لها على حسابها الرسمي في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك “من يحمونا يغتصبوا اطفالنا، اذا شارعنا وقدمنا شكوى ترفض المستشفيات اجراء اي فحص شرعي وان حدث يتم تزوير التقرير ، وبشكل مباشر يتم تهديد الأسر وأطفالها ، فتضطر الأسر بالهروب إلى منطقه بعيده وتعيش في وضع مرعب”.
استياء ورفض شعبي :
وعبر الناس في محافظة تعز عن رفضهم ومقتهم الشديديين لجرائم اغتصاب الأطفال ، معبريين عن تضامنهم مع الضحايا ، وأبدو استيائهم من صمت السلطات المحلية عن جرائم الاغتصاب ، وتستر البعض عنها كما استنكروا تبرأت القضاء للجنأ وإدانته للمجني عليه وأسرته ، معتبرين ذلك طعناً في عدالة القضاء .
وطالب النشطاء الحقوقيين والإعلاميين وأبناء المحافظة السلطات المحلية تحمل مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية ، في محاسبة الجناء ورد الإعتبار للطفولة وقيم وثقافة المجتمع المحافظ ، والعمل على عدم تكرار تلك الجرائم في المستقبل.
وتدل هذه الجرائم على مدى بشاعة الحرب الأهلية التي لا تستثني أحد ، وتعمل على فرز الروائح الكريهة في المجتمع ، وتدلل بما لا يدع مجالاً للشك حاجتنا القسوة للسلام ، كما يظل في مثل هكذا وضع التساؤل عن ماذا ينتظر مستقبل الأطفال؟! قائماً ومخيفا.