تطرقت صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” إلى تصريح ترامب حول رغبته بالاتفاق مع روسيا بشأن الأسلحة النووية؛ مشيرة إلى إمكان إلغائه العقوبات مقابل هذا الاتفاق.
جاء في مقال الصحيفة:
قال ترامب في تصريح أدلى به إلى وسائل الإعلام إن الأمريكيين “فرضوا العقوبات على روسيا… تعالوا ندرس: هل سنتمكن من التوصل إلى اتفاق جيد مع موسكو… أعتقد أن علينا البدء بالأسلحة النووية وتخفيضها بشكل كبير”.
يبدو أن سيد البيت الأبيض المقبل مستعد لإلغاء العقوبات المفروضة على روسيا مقابل صفقة نووية. فهل ستوافق موسكو على ذلك؟
توجهت الصحيفة بهذا السؤال إلى المحلل السياسي غريغوري تروفيمتشوك، الخبير بشؤون السياسة الداخلية والخارجية والدفاع والأمن.
يقول تروفيمتشوك: أصبح اليوم واضحا أن ترامب سيضغط من أجل نزع السلاح في البلدين. وطبعا هذا أمر مقلق. ولكن قيادة بلادنا مبدئيا لم تفوض الرئيس الأمريكي المنتخب تفويضا مطلقا وكاملا. وأشير إلى أن المسؤولين الروس بمن في ذلك المتحدث الرسمي باسم الرئاسة أطلقوا عبارة “لنعش – ونر”.
وحاليا، بدأت برامج ترامب تتضح، حيث إن إحدى النقاط الرئيسة فيها ستكون مسألة نزع السلاح في البلدين. ولكن هذا شكليا يظهر كعملية تشمل الجانبين. وهذا يذكرنا كثيرا بما حصل في عام 1986 خلال اللقاء الثاني بين ريغان وغورباتشوف في ريكيافيك. وعموما، هناك شعور بأن اختبارا يجري لروسيا بـ “ريكيافيك”. وهل هي مستعدة للسير في نفس طريق الاتحاد السوفييتي.
بيد أن المشكلة تكمن في أن الاتحاد السوفيتي كان يملك ترسانة هائلة من مختلف أنواع الأسلحة النووية، وكان يمكنه الاتفاق على نزع جزئي للسلاح. والسؤال حاليا هو كم سيبقى لدى روسيا من مختلف أنواع الأسلحة النووية، في حال موافقتها على نزع السلاح؟ برأيي، لن يكتفي ترامب بالضغط على موسكو، بل سيقوم بمراقبة تنفيذ التزاماتها.
إن روسيا بامتلاكها السلاح النووي أصبحت عصية المنال على الولايات المتحدة في المجال العسكري خاصة. لذلك، فإن الهدف هنا يكمن في محاولة نزع سلاحها في هذا القطاع، لكي يتمكن الأمريكيون بعد ذلك من مهاجمة بلدنا بصورة مكشوفة. من أجل هذا، فإن سيد البيت الأبيض الجديد مستعد للموافقة على إلغاء جزء ما من العقوبات، على الرغم من أن هذه العملية ستكون طويلة وغير سهلة.
ويضيف: حاليا عملية نزع السلاح النووي بالنسبة إلى موسكو غير مقبولة. ومستقبلا من الضروري تحديد وضع الأسلحة النووية في الولايات المتحدة وروسيا. ومن أجل الحديث بصورة موضوعية عن ذلك، يجب كشف الأرقام ومشاركة الخبراء العسكريين والتقنيين، الذين تكون مهمتهم معرفة حجم السلاح النووي في الوقت الراهن، لأن الكثير من الأمور والاتفاقات السابقة لم تنفذ. فإذا كان حجم هذه الأسلحة لدى الولايات المتحدة عدة أضعاف حجمها لدى روسيا، عندها لا يمكن أن يدور أي حديث عن هذا الموضوع.
وعم إذا كانت ستطرح موضوعات أخرى للمساومة، يقول الخبير: بالطبع قد يطرح الأمريكيون موضوعات إضافية. بيد أنها ستكون ثانوية للولايات المتحدة مقارنة بموضوع نزع السلاح النووي. ويبدو أن الولايات المتحدة تريد، إذا ما انجرت روسيا إلى هذه اللعبة، حل مسألة “الاتحاد الروسي” بالسرعة الممكنة. حيث إن حساباتها مبنية على أنه ما دام قد حصل هذا مع الاتحاد السوفيتي وغورباتشوف، فإنه يمكن فعل نفس الشيء مع روسيا وبوتين. ولكن هنا لا يمكن مقارنة الحالتين. وإن الولايات المتحدة ستخطئ إذا سارت في هذا الطريق بصورة عمياء. لذلك مهمتنا حاليا تكمن في تحليل دقيق للوضع الحالي والإشارات التي وصلتنا، حيث إن واشنطن تهوى إرسال إشارات مختلفة إلى روسيا.
عدد الأسلحة النووية لدى مختلف بلدان العالم:
الدولة رؤوس نووية استراتيجية محمولة رؤوس نووية تكتيكية
أمريكا 2080 500
روسيا 1780 2000
فرنسا 290 90
الصين 260 376
بريطانيا 150 –
باكستان 100 –
الهند 90 – 100 –
إسرائيل 80 –
كوريا الشمالية 6 – 8 –
وبالتأكيد، إضافة إلى مسألة السلاح النووي ستدرس موضوعات أخرى، من أهمها مسألة التعاون في محاربة الإرهاب الدولي. وإنني أعتقد أن التعاون في هذا المجال سيتطور بسرعة، لأن الرئيس الأمريكي المنتخب لم يعجبه أسلوب عمل إدارة أوباما في هذا المجال. وتحقيق النجاح في هذا المجال مهم جدا له، حيث سوف يساعده على البقاء في السلطة لفترة ثانية.