شنت مقاتلات التحالف ليلا على العاصمة اليمنية سلسلة غارات تسببت بانفجارات ضخمة وحرائق، فيما أعلنت قوات هادي عن وصولها إلى مشارف ميناء المخا جنوب البحر الأحمر.
مقاتلات التحالف شنت أكثر من خمس عشرة غارة على موقع عسكري في جنوب صنعاء، أحدثت انفجارات ضخمة جدا، أعقبها نشوب حرائق في المكان المستهدف؛ ما دفع بعدد من سكان الحي المجاور إلى الفرار أو الاختباء في الأدوار الأرضية في حالة لم تشهدها المدينة منذ عدة أشهر.
ووفق مصادر الحكومة المعترف بها دوليا، فإن هذه الغارات أتت ردا على إطلاق المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح صاروخين بالستيين باتجاه مدينة مأرب، اعترضتهما منظومة باتريوت التابعة للتحالف، ودمرتهما خارج المدينة.
ووفقا لهذه المصادر، فإن الغارات استهدفت تدمير منصات إطلاق الصواريخ، التي يعتقد أنها مخزنة أسفل المرتفعات الجبلية المحيطة بالعاصمة، وكانت هدفا لمئات من الغارات الجوية لمقاتلات التحالف منذ بدء العمليات العسكرية في اليمن.
وإلى الشرق من العاصمة، تستمر المواجهات العنيفة بين القوات الحكومية المسنودة بطائرات التحالف الذي تقوده السعودية، والمسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق؛ حيث أعلنت القوات الحكومية التقدم نحو المدينة والسيطرة على مرتفعات جبلية جديدة، كما أعلنت عن مقتل قيادي ميداني بارز في جماعة “أنصار الله” (الحوثيين).
وقال عبدالله الشندقي، المتحدث باسم المقاتلين المؤيدين للحكومة في صنعاء، إن طيران التحالف استهدف مجموعة من السيارات، التي كانت تقل مسلحين حوثيين في منطقة سد رمادة في مديرية نهم بعدد من الصواريخ؛ ما أدى إلى مصرع القيادي الحوثي خالد المداني، الذي كان على متن إحدى تلك السيارات.
وإلى الساحل الغربي لمحافظة تعز، حيث تستمر عمليات “الرمح الذهبي” للسيطرة على هذه المنطقة بالكامل، أعلن الناطق باسم المجلس العسكري العقيد منصور الحساني أن القوات الحكومية تمكنت من التقدم إلى قرية الكدحة، التي تبعد عن ميناء المخا 12 كيلومترا، وأنها تقترب من الميناء من عدة اتجاهات بإسناد من مقاتلات التحالف، التي شنت سلسلة من الغارات على مواقع المسلحين الحوثيين في كورنيش الميناء وأطرافه.
كما تحدث عن تقدم هذه القوات تحت غطاء جوي من طائرات التحالف، ووصولها إلى قرية الحرثة في منطقة الوازعية غربَ تعز.
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء الحكومية أن طائرات التحالف العربي شنت غارات مكثفة على منطقة واحجة القريبة من مدينة المخا، أدت إلى تدمير آليات عسكرية ومقتل العديد من المسلحين الحوثيين، الذين زرعوا حقول ألغام على امتداد المنطقة.
ونقلت عن مصدر عسكري القول إنه تم إحباط عدة هجمات للحوثيين في شرق وغرب تعز، والتي استهدفت محيط جبل العروس في جنوب شرق المدينة، ومنطقة العنين في مديرية جبل حبشي، وفي مديرية الوازعية.
سياسيا، تعثرت زيارة المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد التي كانت مقررة إلى صنعاء، بسبب اشتراط الحكومة المشكَّلة بالمناصفة بين الحوثيين وحزب الرئيس السابق التعامل معها بشكل رسمي، وتوضيح برنامج الزيارة قبل الموافقة عليها. كما اشترط هؤلاء رفع الحظر المفروض عن حركة الطيران المدني إلى مطار العاصمة.
المبعوث الدولي انتقل من عدن عقب لقاء الرئيس هادي إلى العاصمة الأردنية، ومنها إلى العاصمة السعودية على أمل أن يتمكن الوسطاء العمانيون من المساعدة على تجاوز الشروط، التي وضعها الطرفان المسيطران على صنعاء، ولتجنب أي خطوة قد تشكل اعترافا من المنظمة الدولية بتلك الحكومة التي لا تعترف بها أي دولة في العالم.