المواطن / تقرير _ خاص
استيقظت مدينة عدن اليوم الخميس ، الأول من أغسطس 2019، على دوي إنفجارات إرهابية استهدفت مركز للشرطة في الشيخ عثمان ،وآخر استهدف معسكر الجلاء في البريقة، راح ضحيتهما أكثر من 51 قتيل من المواطنين ورجال الأمن والجيش بينهم قيادات عسكرية ، وعشرات الجرحى ،إضافة إلى أضرار مادية كبيرة .
واستهداف الهجوم الاول، بسيارة مفخخة قادها انتحاريان صباح اليوم مركز للشرطة، في حي الشيخ عثمان بعدن، وقتل فيه ثلاثة ضباط على الأقل ، فيما اعلنت وزارة الداخلية اليمنية في بيان لها صدر عصر اليوم ان عدد ضحايا العمليه وصلت 13 شهيد.
وأكد مصدر محلي أن مجهولين كانا يقودان مركبة مفخخة تجاوزا البوابة ما أدى إلى انفجار السيارة ، بالتزامن مع إقامة طابور صباحي في المركز الأمني الواقع في حي عمر المختار السكني ، والذي تضررت واجهة مبانية بفعل الانفجار ، كما أحدث الانفجار اضرر كبيرة في مركز الشرطة.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها اليوم عن أحداث عدن ، “انه وفي تمام الساعة الثامنة صباحاً من يومنا هذا الخميس الموافق 1/ 8 / 2019م تم استهداف مركز شرطة الشيخ عثمان بسيارة مفخخة مما أدى إلى استشهاد “13” من أفراد الشرطة وجرح عدد آخر في العملية الإرهابية” .
وفي عملية اخرى استهدفت مليشيات الحوثي الإنقلابية عرضاً عسكرياً في معسكر الجلاء ، بصاروخ بالستي قصير المدى و طائرة مسيرة، صباح اليوم في مديرية البريقةبعدن، راح ضحيتها أكثر من 36 من افراد المعسكر من ظمنهم قائد اللواء الاول اسناد العميد ابو اليمامة، اثناء حضوره عملية تخرج دفعة جديدة من الشباب المجندين.
وجاء في بيان وزارة الداخلية أنه : ” وفي عملية إرهابية أخرى فقد استهدفت مليشيات الحوثي الإرهابية الإنقلابية صباح اليوم ، بطائرة مسيرة وصاروخ بالستي قصير المدى ، حفل استعراضي وتدريبي عسكري شهده اليوم معسكر الجلاء بالعاصمة المؤقتة عدن ، مما أدى إلى سقوط “36” شهيداً بينهم قائد اللواء الأول دعم واسناد العميد منير ابو اليمامة وعدد من رفاقه” .
الجهات المسؤولة عن الهجمات :
أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم الذي استهدف معسكر الجلاء، وهو معسكر لقوات الحزام الأمني التي تساندها الإمارات ، ووصفت المليشيات الهجوم بأنه عملية “مشتركة” بين وحدات الصواريخ وجماعات الطائرات بلا طيار.
وقال المتحدث العسكري باسم مليشيات الحوثي العميد سريع في خبر عاجل بثته قناة المسيرة التابعة للمليشيات الانقلابية، المدعومة من إيران، إن ما يسمى القوة الصاروخية نفذت عملية مشتركة على معسكر الجلاء بعدن ، استهدفت عرضاً عسكرياً بطائرة مسيرة من طراز قاصف 2K ، وصاروخ بالستي متوسط المدى لم يكشف عنه حتى الآن.
فيما لم تبدى اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي الذي تعرض له مركز الشرطة في الشيخ عثمان ، ولم يتم التعرف على الجهة المسؤولة عن هذا التفجير ، لكن متشددي تنظيمي القاعدة، و”الدولة الإسلامية” كانوا قد نفذوا عدة هجمات بمدينة عدن في الماضي.
ردود أفعال :
قال السفير السعودي في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، إن الاستهداف يعد تنفيذاً للمخط الإيراني في اليمن: الاستهداف المتزامن من قبل الميليشا الحوثية الإرهابية المدعومة من ايران لأمن واستقرار العاصمة عدن”.
وأضاف الجابر: أن هذا الإستهداف يعد مؤشر قوي لتوحد أهدافها مع أخواتها الإرهابيه داعش وتنظيم القاعدة التي تستحل الدماء ولا تعترف بالدولة ولا بالقوانين ولا بحرمة الانسان”.
وقال رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في برقية عزاء ومواساة بعثها إلى قائد شرطة الشيخ عثمان وأهالي وذوي الضحايا من منتسبي المؤسسة الأمنية والمواطنين الأبرياء الذين قضوا في عملية الاستهداف الاثمة ، التي طالت مبنى شرطة الشيخ عثمان صباح اليوم الخميس ” أن تلك العناصر المارقة والغادرة التي تحاول عبثاً زعزعة آمن واستقرار المناطق الأمنية وسفك دماء الأبرياء ، لن تنجوا مطلقاً من أفعالها المشينة وستطالها يد العدالة لتنال عقابها وجزاءها الرادع بما اقترفته بحق المجتمع”.
وحث فخامة الرئيس قيادات مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية على رفع اليقظة والجاهزية الأمنية لمواجهة ورصد تلك الأعمال المشينة للمليشيا الحوثية الإيرانية وقوى التطرف والإرهاب المساندة والحليفة لها ، مبتهلاً للمولى عز وجل ان يتغمد الشهداء بواسع رحمته وان يمن على الجرحي والمصابين بالشفاء العاجل.
من جهته اصدر رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، توجيهات خلال اتصاله بنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري وسالم الخنبشي ، ومحافظ عدن احمد سالم ربيع وعدد من القيادات العسكرية والأمنية ، بمضاعفة الجهود للتعامل مع تبعات وآثار هذه العمليات الاجرامية والارهابية، وتقديم الخدمات الاسعافية والعلاجية للمصابين ووضع الخطط العاجلة من القيادات العسكرية والامنية لتفادي تكرار حدوث مثل هذه الاعمال.
وشدد معين عبد الملك على ضرورة عدم التهاون والبقاء في اعلى درجات اليقظة الأمنية العالية ، حتى استئصال مشروع إيران عبر وكلائها من مليشيا الحوثي الإنقلابية وأكد أن الحكومة وبتوجيهات من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، تولي كل الاهتمام بالجرحى وتقديم كافة اوجه الرعاية الطبية والعلاجية لهم، وستعمل بالتنسيق مع السلطة المحلية على حصر الأضرار واتخاذ المعالجات السريعة لتعويض الاسر المتضررة.
بدورهم، اكد نائبي رئيس الوزراء ومحافظ عدن والقيادات العسكرية والامنية، التزامهم بتنفيذ توجيهات رئيس الوزراء، وان الأجهزة الأمنية وقياداتها تقوم بواجباتها ولن تتوانى عن عمل كل ما يلزم للحفاظ على الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة.
وعبرت وزارة الداخلية عن استنكارها الشديد لهذه العمليات الإرهابية ، مؤكدة في بيانها بخصوص هذه الأحداث “بأنها لن تتوانى في تأدية مهام عملها في حفظ الأمن والاستقرار وملاحقة العناصر الإرهابية وخلاياها ، وكل من يحاول إثارة الفوضى واستهداف قوات الأمن ، مشيرة إلى أن الهجومين يثبتان بأن مليشيا التمرد الحوثية وغيرها من الجماعات الإرهابية المتطرفة تتقاسم الأدوار وتكمل بعضها بعضاً في حربها على الشعب اليمني ، وسعيها لضرب الاستقرار والأمن.
كما أكدت الوزارة أنها “لن تفرط في تضحيات الأبطال ودماء الشهداء التي سالت لتحرير عدن وسائر مدن اليمن من قوى الإرهاب والتمرد الحوثية، وأنها ماضية في طريق استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب بكافة الوسائل والأدوات، وستظل عدن وكافة المدن المحررة شامخة وقوية” .
العمليات الدموية التي شهدتها العاصمة عدن اليوم الخميس لم ولن تكن هي الاخيرة فعلى مدى السنوات الاربع الاخيرة كانت المشاهد والعمليات متشابهة مع فارق التطوير من فاعلية الاستهداف والقتل اللامحدود في الاواني الاخيرة، مايزيد من الاوضاع تعقيدا في بلد منهك في كل المستويات وسط تحذيرات اممية من استمرار الحرب والتي ستنتج اكبر كارثة انسانية في تاريخ البشرية، ويبقى السؤال الذي يبحث غالبية الشعب اليمني عن اجابة له، الى متى ستظل الاطراف المتحاربة على منوال الانتاج المتجدد للموت بنيران الحرب، وهل ستنتهي حمامات الدماء.