المواطن/ ثقافة – الشاعر غالب العاطفي
إهداء…
إلى درة المدائن ، ومعجزة البلاد،وقلب اليمن النابض بالحياة
إلى عاصمة الثقافة ، ومسرح الفن والأدب
إلى “سُلَّمِ الصعود إلى الذروة ، وهاوية السقوط إلى الجحيم”
إليها وأهلها أهدي هذه الحروف:
قف في تعز….
واقرأ هنالك ما تشاء ولا تشاء من الحكاياتِ التي خطَّ الرجال سطورَها
بدموعِهم
ودمائِهم
وجراحِهم
وكفاحِهم
وسلاحِهم
وحقيقةِ الأوطان في أرواحهم
وعراقةِ الماضي وصدقِ الانتماء
قف في تعز…
فهناك تبرز لوحة الوطن المخبئ في ظفائر بائعات الورد في أعلى ” صَـبِـــر “
وهناك تاريخُ المدينة ليس تُكتب بالمدادِ حروفُـهُ بل بالدماء
وهناك _ أعني في “المُظَفَّــرِ” حيث تنتصبُ المآذنُ مثل أعمدة الحدائق في الأساطيرِ القديمة
وهناك يبدو كل شيءٍ ممكناً إلا الهزيمة
قف في تعز …
واغرف بكل أَكُفِّ روحك من نبيذِ الحرفِ في شعرِ “الفضول”
واسمع”لأيوب” العظيم يديرها لحناً خرافيَّ الفصول
لمدينةٍ عجن الإلهُ رجالَها
وجبالَها
ونساءَها
ونسيمَها
وشبابَها
وقبابَها
وصغارَها
وديارَها
من تربة الفردوس لا هذا التراب
سلِّمْ على “وادي الضَّباب”
واقرأ تواريخَ المدينةِ كلها من نظرةٍ أو وقفةٍ صغرى على “تاجِ العروس “
فهي التي اختارت طريق العلم منذ الركعة الأولى بمحراب “الجَنَد”
وهي المنارةُ
والحضارةُ
والثقافةُ
والخلافةُ
والقداسةُ
والسياسةُ
والكياسةُ
وهي خاصرةُ البلد
وهي انطلاقُ الضوءِ في “فبراير” الحلمِ اليمانيّ الكبير
وهي التي كانت ومازالت بمفردِها تقاااااااوم
كالورد والريحانِ في “صَبِر المَوادِم”
قف في تعز…
وامرر على أحياء “صالة”
فهناك تمتزج الحداثةُ بالأصالة
أو “بابِ موسى” حيث تزدحم الطريق بكل ألوان الحياة
في “بير باشا” حيث “مقواتُ” المدينة يا رفيقيَ لم يزل…
في “واديِ القاضي” هنالك حيث “جرَّةُ” واقفاً منذ الأزل
قف في تعز …
للعيش في تلك المدينة_ يا صديقي _ نكهةٌ أخرى تماما
كالجبن في أقصى “شمير”
كبيادرِ الذُّرةِ الخصيبةِ في “خدير”
كالفاتناتِ المعجَباتِ بحسنهنَّ هناكَ في “شارعْ جمال”
كروائح البنِّ الزكيةِ في “بني حمَّاد” تحفظُ ما تردده نساء “الجحمليةِ” عن كراماتِ “ابن علوان” التي تبدو هي الأخرى ضروباً من خيال
كثباتِ أهل الله في “ثَعَبَات” في “المسراخِ” في “الشقبِ” المُرَابطِ كلما احتدمَ القتال
فهي التي وقفت لتكسرَ حمق ميليشيا الجهالةِ والضلال
وهي البطولةُ
والنضال
وهي العذوبةُ
والبساطةُ
والجمال
وهي الرجولةُ والرجااااااال
قف يا صديقي في تعز …
واعبر شوارعَها ببطءٍ واتزان..
فلكل شبرٍ في المدينة قصةٌ أخرى وذاكرةٌ فريدة
ولكل منعطفٍ لسان…
أنصتْ فقط… واحفظ أحاديثَ المكانْ…
في “الصلو” في “الأعروقِ” في “الأعبوسِ” في “الأحكومِ” في “الحَوبانِ” في “المخلافِ” في “البابِ الكبير”
في “الأشرفيةِ” في “المَعافر” في “المخا” أو في “ذُوباب”
فهي الكتابةُ والكتابْ…
وهي المسافاتُ القريبةُ والبعيدةُ
وهي الرواياتُ القديمةُ والجديدةُ
وهي ديباجُ القصائدِ والقصيدةُ
وهي صمامُ الأمان
قف يا صديقي في تعز
في “العسكريْ”
في “الحوضِ”
في “سوقِ الصميل”
حيث الشوارعُ
والجوامعُ
والمجالس
والمدارسُ
والمنابرُ
والمحابرُ
والمطاعمُ
والمعالمُ
لم تزل تتنفسُ الصعداءَ من تحت الحصار
واصعد لحضنِ “القاهرة”
فهناك تبدو للعيانِ جليةَ ذكرى “الرسوليين” والماضي الأصيل
هي لم تكن أبداً مجردَ قلعةٍ يا صاحبي
بل شحنةٌ أزليةٌ من عزةٍ تمتد من جيلٍ لجيل
وهناك _ أعني في المدينة كلها _ كل الرجال مسلحون بعلمِهم
وبصبرِهم
وثباتِهم
وإبائِهم
وشموخهِم كشموخِ أعناقِ النخيل
قف يا صديقي في تعز …
واقطف لنا بعضًا من”القات” المُسَقى في روابي “مَاوِيه”
سَلِّمْ على الرُّعيانِ في “الحُجَرِية” الخضراء منتجع الجمال
سلِّمْ على “قبيطة” الأبطالِ قاهرة الوجع
سلم على الأطفال في أقصى “دُبَع”
سلم على فتياتِ “سامع” والندى والساقية
سلم على أهل “المقاطرة” الكرام مُبايعاً صعلوكَها “عمارَ” في “حزبِ الوزفْ”
سلم على “حيفان” واحتضن الجبال الزاهية
سلِّم على أمي “عُدَينةَ” قائلا:
أمَّــاااااااهُ إن الصبحَ آتٍ ، و “السعيدةُ” آتية