نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا لمراسلها لشؤون الدفاع غوردون لبولد، يقول فيه إن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يفكر في مجموعة من وسائل الدعم للسعودية في حربها ضد الحوثيين في اليمن المجاورة لها؛ أملا في إجبار هذه المجموعة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ويشير التقريرإلى أن ماتيس أنهى يوم الأربعاء يومين من الاجتماعات مع الملك السعودي والمسؤولين السعوديين الكبار.
ويورد الكاتب نقلا عن ماتيس، قوله في تعليقاته العامة التي أدلى بها مع نظيره السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إن من الضروري أن تقوم أمريكا “بمساعدة السعودية في مقاومة أذى إيران”، حيث تعتقد أمريكا أن إيران تدعم الحوثيين.
وتكشف الصحيفة عن أن المساعدات الإضافية ستكون على شكل طائرات دون طيار، وطائرات أخرى للاستخدام في مهمات الاستطلاع الأمريكية، بالإضافة إلى المزيد من الدعم في إعادة تزويد الطائرات السعودية بالوقود، بحسب ما قاله المسؤولون الأمريكيون.
وبحسب التقرير، فإن أمريكا قد تقدم المزيد من الاستشارات، لكن وزارة الدفاع قالت إن ذلك لا يعني بالضرورة إرسال المزيد من الجنود الأمريكيين إلى اليمن، لافتا إلى أن البنتاغون لا يقر بوجود قوات أمريكية في اليمن، لكن القوات الخاصة تعمل هناك لتقديم الاستشارة والقيام بمهمات مثل تلك التي تمت في 29 كانون الثاني/ يناير، التي قتل فيها أحد أفراد قوات البحرية الخاصة.
ويلفت لبولد إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن حارب منذ عام 2015، عندما دخلت لإعادة حكومة عبد ربه منصور هادي، الذي أطاح به المقاتلون الحوثيون، ومنذ ذلك الحين والرياض تقاتل الحوثيين، الذين يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يتلقون التدريب والدعم المادي من إيران، في حرب يمكن وصفها بأنها حرب بالوكالة بين السعودية وعدوها الإقليمي، مشيرا إلى أن إيران أنكرت مرارا دعمها للحوثيين.
وتنقل الصحيفة عن ماتيس، جنرال البحرية المتقاعد الذي لطالما انتقد أفعال إيران في المنطقة، قوله: “لو نظرت إلى أي مكان في المنطقة فيه مشكلات فإنك تجد أن إيران خلفها.. وما نراه هو محاولة الدول في المنطقة وغيرها لأن توقف نفوذ إيران، وحجم الاضطرابات وعدم الاستقرار اللذين يمكنها التسبب بهما”.
ويفيد التقرير بأن إدارة ترامب أخبرت الكونغرس هذا الأسبوع بأن طهران ملتزمة بالاتفاقية النووية، التي تم التوصل إليها عام 2015، والتي انتقدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كثير من الأحيان، وقال ماتيس إنه “لم يكن ليوقع الاتفاقية مع إيران، لكن يجب على أمريكا والمجتمع الدولي احترام الالتزامات التي تضمنتها هذه الاتفاقية”.
ويبين الكاتب أن اليمن تمثل ساحة حرب مهمة في المعركة الأوسع على النفوذ بين إيران الشيعية والسعودية السنية، منوها إلى أنه وحتى مع استمرار القتال هناك، فإن ماتيس يأمل بأن ينتهي الصراع من خلال وسائل سياسية.
وتورد الصحيفة نقلا عن ماتيس قوله للمراسلين الذين كانوا معه خلال سفره في بداية الأسبوع، بأنه يتطلع لأن تقوم الأمم المتحدة بالبدء في التفاوض في اليمن لإنهاء الحرب الأهلية هناك، مشيرة إلى أن هذا الأمر يبدو بعيد المنال في الوقت الحاضر، حيث أن هناك مبعوثا للأمم المتحدة مهمته التوصل إلى وقف لإطلاق النار ومفاوضات سلام، لكن العملية لم تتقدم.
وينوه التقرير إلى أنه “بالقدر الذي ترغب فيه أمريكا بأن ترى نهاية للحرب الأهلية في اليمن، إلا أن تركيزها الرئيسي ينصب على مكافحة متطرفي تنظيم القاعدة في جنوب اليمن ووسطه، وقال المسؤولون الأمريكيون بأنهم يعتقدون أن تهديد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أكبر من ذلك المتأتي من تنظيم الدولة، الذي تحاربه أمريكا في كل من العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان وغيرها”.
وتختم “وول ستريت جورنال” تقريرها بالإشارة إلى أنه في إطار إظهار الدعم للرياض، فإن وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحدث أمام مؤتمر مديري الأعمال الأمريكي السعودي في واشنطن، حيث حث على إقامة علاقات تجارية قوية بين البلدين، وقال إن إدارة ترامب تأمل أن تصل العلاقات الأمريكية السعودية إلى “مستويات جديدة