المواطن/ خاص
تعاني مدينة تعز من إنتشار أكوام القمامة على امتداد شوارعها ، بشكل يهدد البيئة والمجتمع بالعديد من الأمراض والكوارث البيئية ، ويزيد الأمر سوءاً إقدام بعض الأشخاص، باحراقها في الشوارع والأحياء السكنية، حيث لا تزال أكوام القمامة في جولة المسبح وسط شارع جمال تحترق ، منذ ظهر أمس الجمعة حتى الآن ، ولم تحرك السلطة المحلية بتعز والجهات المعنية ساكناً .
وأفادت مصادر مطلعة أن عمال النظافة في المحافظة مضربون عن العمل ؛ لعدم صرف مستحقاتهم رغم الوعود المتكررة ، مما يفاقم من مشكلة تكدس القمامة بالشوارع .
ويقابل هذه الكارثة كارثة أخرى هي مياه الصرف الصحي التي طفحت منها شوارع المدينة ، ونتج عن المشكلتين هاتين إنتشار عدد من الأمراض والأوبئة بين الناس ، خصوصاً النساء والأطفال ،أكثر هذه الأمراض انتشاراً وخطورة هو وباء الكوليرا الذي انتشر بشكل كبير ومخيف.
ويشكل تكدس القمامة في الشوارع ، وطفح مياه الصرف الصحي في الأحياء السكنية ، وإنتشار وباء الكوليرا ثلاثي الرعب بالنسبة لأبناء مدينة تعز ، خاصة مع إهمال السلطة المحلية في المحافظة وتقاعسها عن القيام بدورها تجاه هذه المشكلات.
ويذكر أن مجلس الوزراء كان قد أصدر قراراً رقم (29) للعام 2019م بشأن تشكيل لجنة برئاسة المحافظ ، وعضوية وكيل المحافظة للشؤون الصحية الدكتورة إيلان عبد الحق، ومكتب الصحة والأشغال العامة، والمياه والصرف الصحي، وصندوق النظافة، لتنفيذ خطة الإصحاح البيئي ومعالجة الاوبئة والأمراض المنتشرة .
علق أحد النشطاء الإعلاميين عن هذه الخطوة ، متسائلا حول ماهية هذه الخطوة وهدفها ، مشككا في نجاحها لأن القائمين عليها هم ذاتهم سببا فيها ، مضيفا صندوق النظافة والتحسين بتعز هو السبب الأكبر في تكدس القمامة، التي هي سببا كبيراً في إنتشار الأمراض في صفوف المواطنين ، معتبرا هذه الخطوة ماهي إلا ذر للرماد على العيون حسب تعبيره.
هذه المشكلات البيئية والصحية، إلى ما افرزته حرب الإنقلاب الحوثي والحصار المفروض على المدينة ، زادت من معاناة الناس، وادت إلى تدهور أوضاعهم الإنسانية ، خاصة مع إهمال وفساد السلطة المحلية والحكومة الشرعية ، ومتاجرة البعض بأرواح وحقوق المواطن البسيط المغلوب على أمره.