المواطن/ كتابات – فهمي محمد
للمره الثالثه تشهد مدينة تعز حمله أمنية مكثفة للبحث عن مطلوبين أمنيا وفارين من وجه العدالة وهم بلاشك كثيرين في هذه المدينه التي توشحت بالخوف والرعب لمدة أربعين ساعة على الاقل هن عمر الجولة الثالثة من ممارسة العقل العابث في تعز الحالمة .
لكن المفارقة ان هذه الحملة كسابقاتها توقفت في منتصف الطريق دون أن تحقق أهدافها بعد أن وقفت نبض الحياة في قلب المدينة ، والسبب في ذلك عجز الحملة الأمنية منذو البدء عن تقديم نفسها كعملية أمنية مهنية خالصة ومجردة من الفعل الانتقائي او الكيل بمكيالين والذي يعبر غالباً عن خبث سياسي يحرك مثل هذه الحملات التى تولد ميته منذو لحظة اتخاذ القرار الذي بلاشك نجده يفتقد للفطنة والذكاء وحتى للمصداقية في نظر الكثيرين .
ربما أنا احد هؤلاء الكثيرين الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن هضم او فهم ما يجري دون أن تنتابهم أسئلة كثيرة تقلب الطاولة على مصداقية هكذا تحركات بدواعي أمنية ،
قد يكون عدم فهمنا راجع لغباء يسكن فينا ، لكن مع هذا الغباء من حقنا أن نتساءل لماذا هُناء يتجه هؤلاء دائما ؟ وليس هناك ؟ للبحث عن مطلوبين .
كلما فعلته هذه الحملة خلال يومين هو زرع الخوف والرعب في جوف النساء والأطفال وسقوط بعض الأبرياء لاسيما في منطقة معينة ، وكأن ما يجري هو عقاب للجغرافيا وللإنسان الساكن عليه في ما يسمى المدينة القديمة .
وحتى اكون واضحاً ودقيقاً فأنا لست من المتعاطفين مع ابو العباس ولا مع رجالاته بالمطلق ، لكوني أرى كل هؤلاء المتكئين على الجملة الدينة أنهم ليسُ مؤهلين لقيادة الدولة وغير مؤهلين لبناء اوطان تعيش فيه شعوب حره بما تعنيه هذه الكلمات والمفردات من معنى سياسي وحضاري وإنساني ، وفي المقابل لست متحمس بالمطلق لهؤلاء القادة المتربعين على قيادة الجيش والأمن لكونهم من جهة أولى خاضعين و غارقين حتى شعر رؤوسهم للوصاية السياسية بالمفهوم = ( التحزبي ) ولكونهم من جهة ثانية غير مبرائين في نظر الكثيرين من أبناء تعز ، من تهمة العمل الانتقائي والكيل بمكيالين فيما يتعلق بضبط المطلوبين أمنياً أو المرتكبين لأعمال مخالفة للقانون داخل مدينة تعز .
على سبيل المثال فقط أحد المتهمين بالقتل محسوب على حزب ما يخضع الآن في حجز الشرطة العسكرية وقد صدرت عدد من المذكرات القضائية ( نيابة ومحكمة ) تخاطب قيادة الشرطة العسكرية بتسلم المذكور المحتمي طبعاً بكبير العتاولة ، الى السجن المركزي ليتم محاكمته محاكمة عادلة أمام سلطة القضاء ، وحتى الآن يتم رفض أوامر القضاء بطريقة مُهينة ومحزنة للقانون في مدينة حالمة ، وكذلك أومر صادرة من النائب العام للقبض على مطلوبين لم يتم التعاطي معها حتى اليوم ، وآخرين متهمين في أعمال قتل وارتكاب جرائم في حق المدنيين والنساء والاطفال ، مازالوا يعيشون بكل حرية وحماية على الضفة الأخرى ، إذ لم يكونوا بعضهم مشاركين جنوداً مجندة في الحملة الأمنية .
بلاشك نحن جميعاً مع وجود حملات أمنية متكررة وغير منقطعة النظير في تعز ، وليس حمله أمنية واحدة تتوقف في نصف الطريق وتكشف المستور ،
ولكن لكي تكون هذه الحملات الأمنية ناجحة وتتلقاء الدعم السياسي والمعنوي من جميع أبناء تعز ومن جميع مكوناتها السياسية والاجتماعية ، وحتى لا يتدخل التحالف بالتهديد ويحرج قادة الحملة الأمنية في منتصف الطريق ، او تؤدي الحملة إلى نتائج عكسية يتمثل بعضها في تعميق الشرخ السياسي والاجتماعي وبشكل تُفقد معه المصداقية وروح المسؤولية لصالح المزيد من الشك والشرخ القائم بين المكونات السياسية والعسكرية في تعز ،
من أجل أن نتجاوز تلك المخاطر الماثلة أمامنا، يجب أن تتوجه الحملات الأمنية ضد كل المطلوبين أمنيا وضد كل المتهمين والمطلوبين للقضاء ، في اي مكان كانوا وتحت أي حماية يستظلوا ، يجب أن تسقط الحصانة والحماية عن كل هؤلاء الخارجين عن القانون وعن سلطة الدولة في شرق المدينة وغربها وشمالها وجنوبها ، يومها سيقف كل المجتمع إلى جانبكم دون شعور بالغبن ، ولن يتجرى طيران التحالف على الحوم فوق رؤوسكم أو تهديكم إن صح ما يقال بخصوص ذلك