المواطن -خاص- تقرير/ مكين محمد
في ظل استمرار التدهور في كافة المجالات الحياتية للمواطن اليمني، وتواصل الأعمال العسكرية، والانهيار الاقتصادي في البلاد، تكون حياة الملايين في أشد حاجة إلى إزاحة ولو القليل من المعاناة عن كاهلها، الا انه يحدث عكس مايجب أن يكون فترتفع أسعار السلع الاستهلاكية بشكل جنوني وبنسبة لا تقل عن 20% من سعرها السابق، مما يزيد من حدة المعاناة .
وبحسب مهتمين بالشأن الاقتصادي فإن سعر الريال يتدهور امام العملات الأجنبية والذي يؤثر على حياة المستهلك (المواطن) من خلال ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، وإثر ذلك ارتفعت اصوات مواطنون يمنيون بلهجة حادة وموحدة اتجاه مسؤولي الدولة ممثلة بالحكومة الشرعية.
«ردود أفعال الشارع اليمني»
الحاج/ قاسم قائد يقول لا مستقبل للبلاد والامل يكاد يكون منعدم وخاصة مع تدني مستوى العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، والذي يؤدي إلى زيادة في أسعار السلع، ويصف حياته المعيشية في اليمن بالجحيم ، فأصبح وكثير من المواطنين يفتقدون للكرامة، ويستاء من الارتفاع الجنوني في أسعار السلع، ويرى ذلك بسبب غياب الحكومة وتخليها عن المسؤولية التي تقع على عاتقها، ويشير إلى أن الامر الوحيد الذي ابدعت فيها الحكومة الشرعية هو الفساد المالي والإداري في أروقة مفاصل الدولة، وفي الوقت نفسه تقف عاجزة عن حماية الناس من الاستغلال، وطالب الحكومة الشرعية أن تحترم نفسها وتعمل على تحسين أدائها وتحقيق الاستقرار مالم تعمل على ذلك فهي تؤكد أنها مجرد عصابات فساد فقط.
اما الاخ/ احمد الحبيب صاحب دراجة نارية، كان يستهلك كمية بنزين بقيمة 350 ريال في اليوم أما منذ أيام قليلة مضت زادت قيمة الكمية المعتادة الى 400 ريال ، فيقول إنه يعجز في كثير من الأحيان عن استرجاع قيمة البنزين ، الاخ/ احمد يتحدث بلغة مقهورة من قساوة العيش في مدينة تعز و يرى أن المسؤول الأول عن غلاء المعيشة هي الحكومة والسلطة المحلية بسبب غياب الرقابة على التجار، ويطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين مستوى العيش .
كذلك المواطنه/ عطيه محسن إمرأة كبيرة في السن ، قالت أن زيادة الأسعار أصبح حديث الناس فالجميع يشكو عد القدرة الشرائية في ظل الحصار وماحصل مؤخراً من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بكافة أنواعها، تقول انها أم 8 أبناء، أغلبهم تحملوا إعالة أنفسهم، ومن تبقى معاها تحاول أن توفر لهم ماتقدر عليه من احتياجات معيشية، وخاصة في الأيام الأخيرة، الحجة/ عطيه طلبت إيصال صوتها للحكومة الشرعية والسلطة المحلية برفع الظلم عن المواطنين.
المواطن/ انيس الشيباني يقول بالنسبة لموضوع ارتفاع أسعار السلع فهذا يعني اشتداد معاناة المواطنين وخاصة العاطلين عن العمل وما أكثرهم في ظل استمرار الأزمة وانسداد آفاق السلام، ويعتبر الحكومة صاحبة قرار تحديد الأسعار وهي من تتحمل مسؤولية مايلحق بحياة الناس الذين يعانون ويلات الحصار الحرب والافتقار لأبسط الخدمات الأساسية، وطالب الحكومة وسلطاتها في تعز بالتخفيف على المواطن الصابر رغم الاوجاع.
ويضيف انيس أن حياته في حالة صعبة ويستغرب من صمت الحكومة والتي لا موقف لها حتى اللحظة من الارتفاع الجنوني للأسعار التي تزيد من الغلاء المعيشي، ويطالبها بضبط الأسواق وتنظيم الحركة الاقتصادية وكذلك عصابات التخريب، ويضيف هذا إذا كانت تحترم المسؤولية.
«ردود أفعال نشطاء التواصل الاجتماعي»
الناشط الإعلامي/ محمد عبده سعيد، استهجن صمت الكثير من المهتمين بالقضايا المجتمعية عن مايحدث من ارتفاع في الأسعار والتي تعصف بحياة المواطن، ويقول أن قيمة حبة البيض وصلت 50 ريال ويستغرب من خفوت صوت كثير من الذين اعتاد عليه الناس بسماع نقدهم للجرع أو أي زيادة سعرية خلال فترة ماقبل الحرب.
أما الناشط/ رضا السروري يتساءل عن غياب ردود أفعال نشطاء التواصل الاجتماعي والذي يصفهم “المفسبكين” وعدم تبني موضوع الغلاء المعيشي، وقال السروري أنه قبل أيام كان يشتري قارورة الماء ب 100 ريال بينما في الوقت الحالي بقيمة 150ريال .
بين غياب المسؤولية ونار الاسعار، تتوسع جحيم المعيشة ملتهمة المزيد من الأسر اليمنية، فيصبح المواطن فريسة يقوده الفقر قسرا الى حضرة المجاعة، ومع استمرار ذلك هل ستضع الحكومة الشرعية جملة من الحلول أم أنها سترد على تساؤلات المواطنين بصمت لا مبرر له.