فهمي محمد
المواطن- تحليلات
قال احد الأمراء في الماضي وأظنه – محمد الناقص- ذلك الخليفة المعتزلي قصير العمر في الخلافة إذ لم تخني الذاكرة ” ان لذة العفو أشهى من لذة التشفي وإن اقبح افعال المقتدر هو الانتقام “
في كل زمان ومكان للحرب قواعد اخلاقية يحرص طرفي الحرب على احترامها ، ليس لانها تعبر عن مبادي انسانية سامية يجب أن تمارس في ساحة الحرب بين بني البشر المتحاربين فحسب بل نجدها في الاساس إنعكاس طبيعي لمفهوم الشهامة والرجولة للمقاتل الحر والشجاع الذي تأبى نفسه ممارسة الإنحطاط أللا إنساني في ساحة المواجهة تحت مبرر الحرب ،
حتى مقولة ” كل شيء مباح في الحرب والحب ” لا تسقط تلك القيم النبيلة المتأصلة في معدن المقاتل الحر والشجاع وتشرع له خوض حرباً بدون اخلاق او قيم .
في الحرب تسقط مبادي السلام وقيم التعايش نعم ، لكن قيم الرجولة واخلاق المحاربين الأحرار لاتسقط بأي حال من الاحوال في ساحة المعركة وفي مقدمتها التعامل الانساني مع أسير الحرب ، ناهيك عن كون هذا الأخير أسير وجريح في نفس الوقت، في مقايس المحاربين الاحرار وفي مقايس الشهامة والرجولة وحتى الشرع والقانون عندما يجرح الخصم ويؤسر ويتجرد من حمل السلاح في أرض المعركة يصبح محرم الدم ومعصوم النفس ، أما في مقايس الجبناء والمنحطين اخلاقياً تستمر متعة القتل بل يوثق هذا الاستمتاع الجبان والمنحط اخلاقياً بالتصوير والنشر .
مقطع الفيديو الاخير المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي والذي يحتوي على أفراد من جيش الشرعية يطلقون النار الكثيف حتى الموت على اسير حوثي جريح ملقي على الصخر بعد توسله اليهم في الابقاء على حياته ، هو تعبير بالغ لهذا السقوط الاخلاقي لافراد المقاومة والجيش لاسيما ان هذه الواقعة ليست الاولى ولن تكن الاخيرة بل هي واقعة متكررة يتم فيها قتل أسرى حوثيين من قبل افراد المقاومة بطريقة بشعة وغير اخلاقية وإنسانية ، وما يزيد في الطين بله اننا لم نشاهد قتل أسرى مقاومة بيد مليشيات الحوثي الانقلابية رغم كل اجرامها في حق هذا الشعب .
عندما يمد الجريح والأسير يديه ويلمس اقدام احد افراد الجيش متوسلاً ثم يقابل بسلوك منحط وبربري من هذا المجند بوضع بيادته العسكرية على وجه ثم ينسحب للخلف خطوات ويتم اطلاق النار عليه بكثافة وبشكل متعدد ويتم ركله بعد موته ليسقط من شاهق
فإن هذا الانحطاط يستدعي من قادة الجيش في الحد الادنى اعفاء هؤلاء الافراد من شرف الجيش ومحاكمتهم محاكمة عسكرية تحفظ شرف الجيش واخلاق المقاتلين الاحرار وشهامتهم في ساحة الحرب وميدان القتال ، أما اذا كان الانحطاط سلوك مستشري بين الافراد والقادة فذلك شيء آخر ، فليس بعد الكفر ذنب .
2018/7/24