المواطن-متابعات
نظم الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي مساء امس ندوة بعنوان “الصراع فى اليمن التحديات والآفاق” في المقر الرئيسي للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بالعاصمة المصرية القاهرة .
وناقشت الندوة التى أدارها الدكتور ابراهيم نوار مدير الشؤون السياسية في بعثة الأمم المتحدة لدى العراق سابقا، الصراعات فى دولة اليمن و اطرافها وتحديات المستقبل فيها و الموقف المصرى منها
وشهدت الندوة حوارا عميقا ومثمرا وصريحا حول الأزمة اليمنية شارك فيه الدكتور عبد الرحمن السقاف الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني والدكتور محمد المخلافي نائب الأمين العام والأستاذ أحمد عليبة محرر الشؤون العسكرية في صحيفة الأهرام ويكلي.
وتركز الحوار حول الواقع الحالي للأزمة اليمنية بأبعادها السياسية والاستراتيجية والعسكرية والإنسانية، وآفاق الحلول المستقبلية.
وقد خلص الحوار إلى ان الأزمة اليمنية ازمة مركبة متعددة الأبعاد، تختلط فيها مصالح واهداف تتجاوز النطاق اليمني، إلى نطاقات اوسع اقليمية وعالمية. ولذلك فإنها من المرجح أن تطول بسبب طابعها المركب.
وقال المشاركون: بسبب التغيرات الجيوستراتيجية العالمية فقد اكتسب اليمن بسبب موقعه اهمية كبيرة في الأمن العالمي وفي الأمن الاقليمي في المنطقة الممتدة من القرن الأفريقي إلى شرق البحر المتوسط مرورا بقناة السويس. ولهذا السبب فإن قوى كبرى عالمية مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة، وقوى كبرى اقليمية مثل ايران والسعودية والهند وتركيا ومصر والإمارات لها مصالح مؤكدة في أن تأتي نتائج الازمة اليمنية في مصلحتها، او على الأقل لا تضر بها.
واوضحوا ان اليمنيون استطاعوا خلال الفترة الماضية أن يضعوا أسسا لمشروع وطني لاعادة البناء السياسي تتمثل في مخرجات الحوار الوطني واتفاق الكويت وغيرها من المقاربات، لكن هذه الأسس تظل عديمة الفاعلية ما لم يتم انهاء الصراع، وتعود السياسة وليس البندقية الى صدارة المشهد، وتعود الدولة وليس العائلة والمذهب آلية وأساسا للحكم في اليمن.
وطبقا للمشاركين يواجه اليمن مع استمرار الحرب خطر ظاهرة (الصوملة) التي يمكن ان تطيح بمشروع الدولة الوطنية الاتحادية لصالح مشاريع الانفصال والتشطير التي قد تنتهي الى إقامة دويلات او محميات تعمل لحساب قوى اقليمية او دولية بغرض تأمين مصالح تلك القوى.
ولفت المشاركين الى انه قد تنتهي حرب الساحل الى اقامة ترتيبات لتأمين الملاحة قبالة سواحل عدن وباب المندب وجنوب البحر الأحمر. وفي مثل هذه الحالة قد ترى القوى العالمية ان صراع القوى في داخل اليمن لا يهمها في شيء، ومن ثم فإن استمرار الحرب لن يؤذي مصالحها مهما طال القتال بين القوى المتصارعة في اليمن.
وحسب ما خلص اليه المشاركون فإن سيناريوهات الوضع الحالي تتضمن: سيناريو استمرار الحرب الأهلية، تغذيه قوى اقليمية لها مصالح داخلية واقليمية في استمرار الحرب، وسيناريو التفكك واقامة دويلات على النمط الصومالي، وسيناريو انتصار الحل السياسي واقامة الدولة الاتحادية الوطنية.
ووجه المشاركون في الندوة الشكر للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي على استضافة الندوة، ومشاركة قياداته في الحوار.