سناء محمد
من جديد تعود مشكلة إصلاح المجاري في شوارع وأحياء تعز إلى الواجهة، فالحرب الدائرة في المحافظة لم تكتفِ بفرض الحصار، الذي حوّل تعز إلى مدينة منكوبة، بل وأقلقت راحتها مشاريع تزحف كالسلحفاة في التنفيذ .
ومنذ بداية سنوات الحرب وحتى اليوم والبنية التحتية تتدهور يومًا بعد يوم، الأمر الذي فاقم سوء الوضعيين البيئي والصحي، وجعل معظم شوارع تعز موطنًا غنيًا بالنفايات ومخلفات الصرف الصحي، وبالتالي فإن حياة الكثير من المدنين مهددة بسبب انتشار العديد من الأوبئة والأمراض والفيروسات.
مشاريع تخرج للواجهة
تنفس المواطنون الصعداء وشعروا بالارتياح عند بدء تنفيذ بعض الاصلاحات للبنية التحتية خصوصًا انه مؤخرا عقدت السلطة المحلية اجتماعات تتمحور حول عدد من المشاريع الحيوية التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتوفير خدمات أساسية للمواطنين في مختلف القطاعات، وتم التأكيد على أن هذه المشاريع سيكون لها تأثير كبير في تحسين الظروف المعيشية للسكان .
ومن بين هذه المشاريع إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي في مناطق مختلفة من المدينة لكن في الآونة الأخيرة بدأ هناك تأخرًا ملحوظًا في تنفيذ أعمال ترميم المجاري، مما أثر سلبًا على الحياة اليومية للمواطنين.
مواطنون يشكون
عشرات الأهالى من سكان مدينة تعز تحدثوا عن معانأتهم حول طفح المجاري وانسيابها في الشوارع مؤكدين أن الحرب أنعكست بشكل سلبي على الوضع البيئي للمدينة خصوصًا مع إنعدام المعدات الخاصة بصندوق النظافة والتحسين، مما أدى إلى طفح المجاري في الكثير من الشوارع مسببًا العديد من الأمراض أبرزها الحميات الفيروسية والكوليرا،إلى جانب انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات،الأمر الذي ضاعف من حجم معاناة الساكنين .
من جانبهم عبر عدد من السكان عن استيائهم من الوضع المتدهور. تقول مسك، وهي ساكنة في حي الحوض “بأنها تعاني كثيرًا من الروائح التي تتسلل إلى منزلها إلى جانب أنها إن قررت الخروج لا تستطيع المشيء بسبب طفح المجاري إلى جانب الكم الهائل من الأتربة والأحجار التي تم حفرها وبقائها على حالها فترة الأمر الذي يجعلها تسلك طريقًا آخر وبعيدًا فتتأخر عن محاضراتها الجامعية
محمد المهدي من الساكنين في المدينة القديم يقول بدأ العمل عندنا على اشده بالحفريات ولكن الآن بعض المخلفات لازالت مكانها وتترك بعض البيارات اليومين والثلاثة حتى يأتي العمال لترميمها.
من المسئول
ويشير العديد من المسؤولين إلى أن أسباب التأخر تشمل نقص في التمويل فقد أكد مدير إدارة الصرف الصحي في تعز حسين عبد الله ” إلى أن أسباب التأخر يعود إلى أن بعض المديريات تأخر صرف المستحقات للمشاريع والحاجة إلى دعم عاجل من الجهات المعنية “
وفي تصريح لمدير مؤسسة المياه في تعز سمير عبدالواحد أكد فيه على أن دور المؤسسة هو أساسي ورئيسي في معالجة قضايا المجاري في المدينة
وأوضح أن المجاري تعاني من مشكلتين رئيسيتين:
الأولى أن 35٪ من مجاري المحافظة هي عبارة عن خطوط إسمنية قديمة تعود إلى سنوات 1962و 1984 وقد أنتهى عمرها الإفتراضي، مما أدى إلى انهيار أجزاء منها وظهور مشكلات انسداد وطفح المجاري إلى الشوارع والممرات
والثانية نقص البنية التحتية: افاد عبد الواحد أن 40٪ من المناطق خاصة في المنطقة الغربية والشمالية من مدينة تعز( جزء كبير من مديرية المظفر) تفتقر للبنية التحتية المناسبة، حيث يعتمد سكان هذه المناطق على بيارات مستقلة تمتلئ بشكل سريع مما يسهم في تفاقم المشكلة..
وعند سؤاله عن أسباب تأخر انجاز مشاريع الترميم في بعض المربعات السكنية، أوضح عبد الواحد أن العمليات تتطلب وقتاً كبيراً للحصول على موافقات التمويل من المنظمات المانحة. حيث تحتاج الدراسة والتخطيط للموافقة من تلك المنظمات قبل بدء تنفيذ المشاريع. وأكد أن العام 2025 سيكون عام نمو في مشاريع مماثلة وأن هناك تقدماً في الحصول على تمويل من منظمات مثل اليونيسيف وغيرها
من جهته صرح مدير مكتب رئيس المجلس المحلي بمديرية المظفر عبد الله محمود المحيا ” أنه قد تم تنفيذ عدة مشاريع صرف صحي وتم انجازها خلال الفترة المحددة بالعقد، بل وتم الانتهاء من بعض هذه المشاريع قبل الموعد المقرر.
على سبيل المثال، تم تنفيذ مشروع مجاري الظاهرية بشكل كامل، بينما تم صرف المستخلص الأول لمشروع الدحي، علمًا بأن التأخير في استكمال هذا الأخير ناشئ عن انطلاقهم في المرحلة الثانية من المشروع. وفي الوقت الحالي، تعمل الوحدة أيضًا على مشروع في منطقة الحدبة، ومن المتوقع أن يتم رفع المستخلصات عند الانتهاء من الأعمال”
ويضيف: هذا العام، تم تنفيذ عدد كبير من مشاريع الصرف الصحي في مختلف أحياء المديرية، مما يعكس التزام الإدارة بمعالجة مشكلات طفح المجاري التي شهدتها العديد من المناطق. وقد تم تخصيص جزء كبير من الميزانية لمشاريع الصرف الصحي، حيث سُجلت نسبة 100% من المشاريع المعتمدة التي تم تنفيذها، بالإضافة إلى المشاريع الجديدة المعتمدة.
تظافر الجهود هو الحل
وتتطلب مشاريع ترميم المجاري في مدينة تعز تعاون الجميع وتحسينا سريعا في التنفيذ والمراقبة الفاعلة للاعمال ومع جهود مكتب المياه ووجود دعم من المنظمات الدولية سيكون هناك بوادر إيجابية لتحسين الوضع في المستقبل
و يبقى الأمل معقودًا على إنجاز مشاريع الترميم بأسرع وقت ممكن، لتخفيف المعاناة عن سكان تعز و ومن تجل تحسين الأمن البيئي للمواطن.