مكين العوجري
يحتفل اليمنيون منذ ايام بالذكرى 61 لثورة 14 اكتوبر المجيدة التي اندلعت في جنوب الوطن لطرد المستعمر البريطاني، مذكرين بنضالات جيل الاستقلال والثورة الذي كان لهم الفضل الأول في التحرير.
ثوار اكتوبر
قاد طليعة من شباب الجنوب. واليمن جميع مراحل النضال ضد الاستعمار البريطاني جنوب الوطن، وكانت عدن محطة النار التي أشعلها الثوار تحت مضاجع الاحتلال الغاصب، بينما كانت تعز رافد قوي للثوار والمناضلين، حيث كان الشهيد عبود الشرعبي على رأس الثوار الأحرار الذين انضموا إلى الجبهة القومية في عدن.
البطل عبود الشرعبي (مهيوب علي غالب) قصد عدن في طفولته للبحث عن عمل هروبا من الوضع المعيشي في قريته الجبانه عزلة الدعيسة شرعب الرونة سابقا ومديرية التعزية حالياً ، وفي عدن تعلم وامتزجت روحه بجمال بحرها الساحر ونقاء اهلها، وتكونت شخصيته الثورية والفدائية في مراحل مبكرة من عمره، فكان عبود العامل والطالب والمكافح والمتمرد على الظلم والاستبداد.
البيئة الاولى في حياة عبود كانت قاسية بسبب ظروف القرية والأسرة التي كانت كغيرها تعاني الفقر والحرمان من وسائل الحياة، وكانت الهجرة إلى عدن إحدى الوسائل التي يلجأ إليها أبناء القرى في محافظة تعز، والشهيد عبود رغم صغر سنه الا أن الضروف أجبرته أن يهاجر إلى عدن ابان الاحتلال الإنجليزي.
وفي مطلع شبابه تعرف على شخصيات نضالية وسياسية اثناء التحاقه بنادي الاعروق لتعلم قواعد اللغة العربية والانجليزية، وحينها بدأت حياته النضالية تتشكل من خلال تعرفه على قيم ومبادئ واهداف القوميين العرب خاصة مع احتكاكه بمثقفين وسياسيين في النادي وكان على قائمة ذلك القائد عبدالفتاح اسماعيل،
لحظات تاريخية
اعمال ثورية ونضالية خاضها الشهيد عبود على كامل تراب عدن وبحرها والجبال، اذاق المستعمر البريطاني الموت والوجع، استطاع ان يبرز شخصيته الثورية الشجاعه وذاع صيته في ارجاء الوطن شمال وجنوب انذاك، وسجل لحظات تاريخية ارعبة الجنود والقادة البريطانيين، امتدت اعماله الفدائية في اغلب احياء عدن، وكانت مديرية التواهي ابرز المناطق التي دونت اعماله العسكرية في وجه الاحتلال الانجليزي.
ومع اندلاع ثورة 14 اكتوبر اوكلت الجبهة القومية للشهيد عبود منصب قائد الجناح العسكري الفدائي في مستعمرة عدن بعد عودته من القاهرة وقد وجه للمستعر الانجليزي ضربات فدائية موجعة في عملياته من حيث التخطيط وسرعة التنفيذ وإنجاز المهام بدقة ونجاح في كل من خورمكسر والمعلا والتواهي وكانو يسمون هذه العمليات بفاكهة الموت نظرا لدقتها والاضرار الجسيمة التي تلحق بالمستعمر البريطاني.
ومن اهم العمليات الفدائية للشهيد عبود في أغسطس 64 اندلع قتال مسلح في عدن الباسلة ليصل الى المدن الرئيسية حينئذ تم تفجير اول قنبلة على الوالي البريطاني وقتل نائب الوالي وقائد الطيران واصيب كلا من سلطان لحج العبدلي واحمد عبدالله آلفضلي سلطان ابين وفي 14 أكتوبر 64م قام البطل الشهيد مهيوب علي غالب (عبود) بتنفيذ حكم الاعدام رميأ بالرصاص على بيري رئيس المجلس التشريعي ورئيس الإستخبارات البريطانية في الشرق الأوسط تمت هذه العملية وبيري كان نازلا من المجلس بجانب إلاشارة عند البنك في عدن كريتر.
لم يكن تاريخ عبود مجرد صدفة بل جاء نتيجة تلقيه العديد من الدورات العسكرية والسياسية في عدن وتعز وخارج اليمن، تقلد العديد من المهام النضالية والفدائية التي ارعبت المستعمر