د. معاذ عبدالفتاح
يتزايد قلق الأفراد والمؤسسات وحتى الدول يوميا بعد أخر حيث نمضي بوتيرة عالية نحو العالم الذكي Smart world (IoT) والذي هو عبارة عن المنزل الذكي والسيارة الذكية والمصنع الذكي والمزرعة الذكية والمستشفى الذكي والحرم الجامعي الذكي والحي الذكي وصولا للمدينة الذكية والدولة الذكية والعالم الذكي.
وبقدر ما توفر التكنولوجيا من حياة سهلة وسلسة ومريحة للإنسان إلا أنها تبعث الكثير من المخاوف التي ينبغي إدراكها والإحتياط منها لتعزيز الأمن السيبراني والخصوصية في خضم هذه التكنولوجيا والحوادث الأمنية التي تنضج وتتزايد بشكل دراماتيكي وهناك ما يمكن التنبؤ به وهناك مالايمكن التنبؤ به من حوادث سيبرانية، حيث يحتدم الصراع التنافسي بين مطوري البرامج الضارة وبين مطوري وسائل الحماية.
تشير التقارير الخاصة بالأمن السيبراني إلى أن مايقارب 500,000 برنامج ضار يتم إنشاءه يوميا، ومع إقتحام الذكاء الإصطناعي لعالمنا اليوم وبعد أن أصبح متاح للجميع، ومع إمكانية التحايل علية لعمل أكواد وبرامج ضارة أتوقع أن يتضاعف عدد البرامج الضارة بشكل يومي وهو ما سيقود مباشرة إلى تزايد أعداد الحوادث السيبرانية التي تحدث بطرق مختلفة إما عن طريق البرامج الضارة التي يتم إنشاءوها أو عن طريق فشل الأنظمة الرقمية أو عن طريق الأخطاء البشرية العاملة على الأنظمة الرقمية أو عن طريق نقاط الضعف الموجودة في الأنظمة والتي توجد بسبب ضعف الخبرات لدى العاملين على الأنظمة الرقمية في المؤسسات وغيره.
وبقدر ما أن الذكاء الإصطناعي قد يستخدم من قبل المهاجمين لعمل برامج ضارة، يمكن استخدامه أيضا لتعزيز الأمن السيبراني والخصوصية، ويمكن الإستفادة من الخدمات الجليلة التي يقدمها الذكاء الإصطناعي حيث يمكنه تقديم نصائح لكلمات مرور قوية وفريدة، كما يمكنه المساعدة في استخدام التشفير لحماية أي بيانات حساسة، كما يمكنه استخدامه لمعرفة إيميلات التصيد الإحتيالي من خلال تقييم لغة الإيميل وجهات الإتصال أو عناوين المواقع المشبوهه، ويمكن وضع السؤال بالشكل التالي: ” ما هي أفضل الطرق لإنشاء كلمات مرور قوية وفريدة؟ هل يمكنك شرح كيفية إعداد المصادقة الثنائية على أجهزتي وحساباتي؟”
كما يمكن إستخدام ChatGPT من أجل الثقيف حول إعدادت الخصوصية، إذ يساعدك في مراجعة إعدادات الخصوصية وتعديلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والتطبيقات، حيث يساعد في توضيح أذونات التطبيق، وتسليط الضوء على البيانات الشخصية التي تتم مشاركتها من خلال تلخيص سياسات الخصوصية المعقدة وشروط الخدمة، كما يمكنه توجيهك إلى تمكين الإعدادات التي تعمل على تعزيز الخصوصية، مثل تعطيل تتبع الموقع، ، ويسهل ChatGPT فهم كيفية استخدام التطبيقات ومواقع الويب لبياناتك، يمكن وطرح أسئلة معينة، مثل “ما هي المعلومات التي يجمعها هذا التطبيق؟” أو “كيف يتم استخدام بياناتي في هذا التطبيق؟، هل يمكنك مساعدتي في مراجعة وتعديل إعدادات الخصوصية على حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي؟ ما هي البيانات التي تجمعها التطبيقات الشائعة مثل Facebook، وكيف يتم استخدامها؟”
تستطيع بضغطة زر معرفة اخر الخروقات للبيانات والحوادث الأمنية التي يتم نشرها في مواقع متعددة لكي تبقى على إطلاع بالثغرات المكتفشة ومعالجتها وهذا لايعني الاستغناء عن أدوات الأمن السيبراني لتقييم الأنظمة ومعرفة الثغرات وسدها أولا بأول بناء على البنية التحتية الرقمية وأولوياتها، ويمكن طرح الأسئلة بالشكل التالي “ما هي أحدث خروقات البيانات التي يجب أن أكون على دراية بها؟ ما المنصات التي تأثرت، وما الخطوات التي يجب أن أتخذها لحماية نفسي؟”
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يرشدك ChatGPT نحو سلوك أمن في الإنترنت، إذا يمكن أن يرشدك إلى إستخدام المواقع الأمنة وتجنب التنزيلات المشبوهة والبرامج الضارة، ويمكن طرح الأسئلة بالشكل التالي ” كيف يمكنني التحقق مما إذا كان موقع الويب آمنًا قبل إدخال معلومات حساسة؟ كيف يمكنني استخدام VPN للبقاء آمنًا؟، هل هذا التطبيق أمن”
علاوة على ذلك، يمكن استخدام ChatGPT من أجل فهم إعدادات أدوات الرقابة الأسرية وتحديد ماهو مسموح الوصول إليه، كما يمكن أن يساعد ChatGPT في تثقيف الأطفال حول الأمان عبر الإنترنت، وتعليمهم كيفية التعرف على عمليات الاحتيال وتطوير عادات التصفح الآمنة، ويمكن طرح الأسئلة بالشكل التالي” هل يمكنك إرشادي حول إعداد أدوات الرقابة الأبوية على أجهزتي للحفاظ على أمان أطفالي عبر الإنترنت؟ ما هي أفضل الطرق لتعليم الأطفال الأمان عبر الإنترنت؟”
يمكن أن يساعدك ChatGPT في الاستجابة لأي حادث أمني تتعرض له على سبيل المثال فقدت الوصول إلى أحدى حساباتك في مواقع التواصل الإجتماعي، حيث يقوم بتقديم النصائح خطوة بخطوة لاتباعها واستراد حساباتك في وقت مبكر ، ويمكن طرح الأسئلة بالشكل التالي” ما هي الخطوات التي يجب أن أتخذها إذا تعرض أحد حساباتي للاختراق؟ هل يمكنك مساعدتي في استرداد الوصول المفقود إلى حساب أو البيانات المخترقة؟”
د. معاذ عبدالفتاح الصوفي
خبير أمن سيبراني