د. محمد قحطان
تحتل هذه الاقتصاديات أهمية كبيرة في ظروف اليمن حاليا . حيث تواجه البلاد ظروف الحرب المستمرة من حوالي تسع سنوات وآثارها المدمرة للاقتصاد الوطني. إذ توقفت عجلة الاستثمار وتدهورت حياة المواطنين بصورة حادة تصفها المنظمات الدولية بأنها أسوء حالة إنسانية على مستوى العالم. ومن أبرز آثار الحرب والتدهور الاقتصادي تفاقم معدلات البطالة والفقر بصورة عالية جدا تقدر بأكثر من 80 % . ويشير ذلك إلى انعدام فرص العمل الجديدة ومعاناة أكثر من 80 % من سكان اليمن من الفقر. وحسب المنظمات الأممية أن أكثر من 9 مليون يمني في الوقت الحاضر بحاجة لمساعدات إنسانية وفي حالة تراجع هذه المساعدات فإن هذا الحجم الكبير من السكان سيعاني من المجاعة في السنوات القادمة .
وبناء على ماسبق تأتي أهمية دعم الأسر المنتجة وتعزيز التوسع والانتشار لهذا النشاط الاقتصادي الخلاق. فهو أفضل الوسائل الناجعة لمواجهة البطالة والفقر والتخفيف من مخاطر المجاعة التي تهدد حياة نسبة كبيرة من الأسر اليمنية في الوقت الحالي كما أشرنا سابقا .
وبراينا أن اهتمام الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وتوجيه كافة أشكال الدعم الإنساني المقدم لليمن للنشاط الاقتصادي المتمثل بتعزيز وتوسيع نشاط الأسر المنتجة .من شأنه إحياء أنشطة التنمية المجتمعية وبالأخص التنمية الريفية وتعزيز دورها في النشاط الاقتصادي والاجتماعي في اليمن. حيث يشتهر الريف اليمني بتوافر الكثير من فرص الاستثمار في مجالات عدة ، اهمها: الأنشطة الزراعية والأنشطة المرتبطة بها، كتربية الحيوانات والنحل والدواجن ومنتجاتها المختلفة كالجبن البلدي والبيض. ..كما تتوافر في مديريات سواحل البحر وغيرها الكثير من الموارد والمقومات الاقتصادية وعراقة في أعمال المهن الحرفية .وكل تلك المقومات الاقتصادية فرص متاحة لتعزيز نشاط الأسر المنتجة.
ولا شك بأن للتوعية بوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي دور مهم للدفع قدما بأنشطة اقتصاديات الأسر المنتجة وبنفس الوقت نقل الخبرات وتعزيز التعاون والعمل الجماعي في هذا النوع من الانشطة الاقتصادية .اذ أن تعزيز هذا التوجه بنشاط مجتمعي مكثف وبدعم من الحكومة وشركائها في التنمية بوسائل واقعية متاحة كالتعاونيات التي يملك اليمنيين في مجالها الواسع خبرات وتجارب عريقة يمكن احيائها وتحويل الدعم الإنساني لدعم الأسر المنتجة وتعزيز دورها ، من شأنه التسريع بعجلة التنمية المستدامة والمتوازنة والخروج من دائرة الفقر وألتخلف التي تكبل القدرات البشرية وتهمش ألامكانيات المتاحة للمجتمع وتبقيه مقيدا وبعيدا عن التطور الذي يشهده عصرنا الحالي ومحروم من المشاركة الفعالة وبالتالي البقاء بعيدا عن الادوار المنتجة والحياة الكريمة وخارج إطار الاستمتاع بما ابدعة الإنسان من التطور في مختلف مجالات الحياة الإنسانية ومادا يديه للتسول وألعيش تحت تهديد الفقر والمجاعة.
أ.د.محمد قحطان
27 ديسمبر 2023