تعز
نظمت منصة سكون الإعلامية جلسة نقاشية عبر برنامج زووم بعنوان “أثر التضليل وخطاب الكراهية في الإعلام على النسيج الاجتماعي”.
وتناولت الجلسة أربعة محاور رئيسية قدمها أكاديميون وصحافيون وصناع محتوى، تلاها مداخلات لعدد من المشاركين ما بين صحفيين ونشطاء مجتمعين، وقد أدار الجلسة المدرب والصحافي، بسام غبر.
وقدمت الدكتورة /سامية الاغبري ـ رئيسة قسم الصحافة بكلية الإعلام في جامعة صنعاء ـ المحور الأول والذي تطرق إلى المعلومات المضللة ودورها في بث خطاب الكراهية، وأسبابه، وكيف أثر التضليل على النسيج الاجتماعي .
وعرفت ــ الأغبري ـ خطاب الكراهية، ووصفته بالكراهية التميزية ضد فرد أو جماعة على أساس الهوية الدينية أو العرقية أو الفكرية أو السلالية أو اللون والجنس والنوع الاجتماعي، مشيرة إلى إن خطاب الكراهية يتطلب كبحاً وذلك من خلال استجابة القيادات الدينية وصانعو السياسات
الإعلامية ومعالجة دوافعه الرئيسية.
وقالت ـ الاغبري ـ: أن أطرافاً مختلفة باتت تستخدم خطاب الكراهية من أجل تحقيق مكاسب سياسية، لافتة إلى أن الصحافيين اليمنيين ضحايا الإستقطاب نتيجة للظروف الاقتصادية والمعيشية التي يعانون منها.
فيما قدم / عبدالرحمن أنيس ـ مدير تحرير صحيفة 14 اكتوبر ـ المحور الثاني والذي تركز حول الممارسات الصحافية السليمة في تصدير خطاب إعلامي يدعو إلى التعايش ونبذ العنف، وتطرق إلى الآثار التي تنتجها النعرات المناطقية والدينية والحزبية والعرقية والجهات والأطراف التي أسهمت في بث ثقافة الكراهية من خلال الإعلام بمختلف وسائله والتي استندت على لغة القمع والتحريض واستخدمت فيها اساليباً عنيفة ضد بعضها.
واستعرض /عبدالرحمن أنيس جملة من المبادئ التي يجب أن يلتزم بها الإعلام، مشددا على تجنب المفردات التي تثير النعرات المناطقية والدينية، والابتعاد عن الخطاب المؤجج خاصة ما يمس المنطقة والطائفة وشيطنة طرف أياً كان، وكذلك العمل على أنسنة جميع الأطراف والفئات و إتاحة الفرص لها في الطرح، والرد، وتسليط الضوء على الأقليات في المجتمع، ونبذ خطاب الكراهية.
وأشار/ أنيس إلى أنه يمكن وضع حد لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من خلال الالتزام بمعايير الدقة والمصداقية والموضوعية والتوازن وإتاحة الفرص لجميع الأطراف للطرح والرد وفق مصطلحات ومفردات التناول الاعلامي، وكذلك أنسنه جميع الأطراف والابتعاد عن المسميات التي قد تؤدي إلى زرع ثارات ونزاعات متواصلة.
أما المحور الثالث الذي قدمه الاعلامي/ احمد غازي فقد تناول استخدام منصات التواصل الاجتماعي في بث خطاب الكراهية، وكيف انحرف الكثير من صناع المحتوى قليلي الوعي، بتوجيه الناس بشكل سلبي، واستطاعوا غرس خطاب الكراهية من خلال إثارة النعرات المناطقية والفكرية حتى وصل بها الأمر إلى التحريض الطائفي.
وأشار أحمد غازي إلى أن الشائعات أصبحت أكثر انتشاراً في الواقع اليمني نتيجة لغياب قدرات التحقق من المعلومات المضللة لدى الجمهور.
وشدد/ غازي على أهمية سن قوانين تنظم الإعلام الرقمي وذلك للحد من خطاب الكراهية خاصة وأن هناك الكثير من وسائل الإعلام والمدونين ينخرطون بشكل مباشر في التحريض وبث ثقافة التحريض المناطقي والطائفي.
وفي المحور الرابع المعنون بـ(التربية الإعلامية وأهمية توعية الجمهور بمخاطر المعلومات المزيفة) تطرق /عمر باراس ــ رئيس مؤسسة وعي ـ إلى استخدام أطراف الصراع للدين وتغييب العقل والأخلاق خدمة لمصالح سياسية وعسكرية، وزيادة حدة الصراع المسلح من خلال التعبئة المغلوطة والضخ بخطاب مؤجج في أوساط المجتمع.
وأشار/ باراس إلى أن نشر الوعي بين الجمهور بمخاطر خطاب الكراهية أمر في غاية الأهمية، وذلك من خلال ضرورة الابتعاد عن لغة رمي التهم على الخصوم أو الأطراف أو المناطق، وعدم استخدام التحريض بأي شكل من الأشكال.
وشهدت الجلسة عدداً من المداخلات والاستفسارات لمجموعة من الصحافيين والنشطاء المشاركين، حيث أثيرت نقاطاً هامة ذات صلة بخطاب الكراهية والدوافع وأسهمت بانتشاره في مواقع التواصل خلال السنوات الأخيرة وزادت من حدة الصراع، وكيف انخرطت جميع القوى والأطراف في تأجيج خطاب الكراهية على امتداد سنوات الصراع التي تشهدها البلاد، خاصة عملية توظيف القضايا في خطاب تحريضي واسع.
وقد خرجت الجلسة بجملة من التوصيات تمثلت في ضرورة وضع استراتيجيات للخروج من محنة خطاب الكراهية والتخلص منه بما يسهم في تحقيق السلام والتماسك الاجتماعي، وتنمية وعي الصحافيين والإعلاميين بميثاق الشرف الصحافي و أخلاقيات المهنة، وتنفيذ حملات الكترونية لمواجهة خطاب الكراهية.
رابط الجلسة النقاشية :
https://fb.watch/9QEXUR9zL1/