بعد أن كانت خاوية على عروشها، لا شيء يسكنها سوى الخراب ، هاهي المؤسسات الحكومية في تعز تعود تدريجيا للحياة من جديد .

تقرير/ حسان ياسر

المواطن ـ تقارير

المكاتب التنفيذية الخدمية في منطقة العرضي شرق المدينة تلفظ الخراب وتستبدله بأمل ناصع البياض وذلك من خلال عملية إعادة تأهيل وترميم عدد من مبانيها العملاقة، التي اصبحت جاهزة لممارسة المهام فيها، الأمر الذي يعد خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تطبيع الحياة في مدينة أكل فيها الدمار وشرب.

خلال فترة زمنية قصيرة تقدر بأقل من شهر عادت الروح إلى عدد من المؤسسات الحكومية في محافظة تعز ،والتي حولتها الحرب إلى أكوام هائلة من الدمار.

مباني مكاتب كلآ من ” الضرائب – المالية- البريد – المواصلات” الكائنة في منطقة العرضي خضعت لعمليات إعادة تأهيل وترميم، بتمويل من السلطة المحلية في المحافظة، بعد عملية اخلائها من الجماعات المسلحة.

مباني هذه المكاتب، إضافة إلى بعض مباني المؤسسات الحكومية الأخرى كمبنى الشرطة العسكرية ومبنى نادي ضباط القوات المسلحة ومبنى إدارة شرطة المحافظة أصبحت جاهزة  لممارسة مهامها من داخلها، وذلك بعد ان تعرضت للحريق وتلف اجزاء منها جراء الحرب إضافة إلى التدمير الممنهج الذي لحق بها والذي وصل حدود قلع بلاط الارضيات.

مبنى المالية يستعيد الأمل

خلال الانتقال إلى مبنى مكتب المالية الأكبر مساحة  كان الدور الثاني أيضآ جاهزآ بعد اعادة ترميمه.

وقال الحاج حميد عبده قائد أحد العاملين في المبنى ان اعمال ترميم الطابق الثاني بدأت في 28 من شهر رمضان الماضي وسبق ان تم تسليمه للسلطة المحلية.

وأضاف “يتم حاليآ عمل دراسة لبقية طوابق المبنى وأنه من المحتمل عمل عقد مع المقاول يومنا هذا” .

وكان مكتب المالية في تعز عقد اجتماعاَ له قبل أيام تطرق فيه مدير مكتب المالية في المحافظة الدكتور محمد عبدالرحمن السامعي إلى أن الانتقال إلى المكتب الرسمي شرقي المدينة بات وشيكاً، مشيراً إلى أنه تجرى حالياً الترتيبات اللازمة لذلك

وأكد السامعي أنه تم تشكيل لجنة لتحديد الاحتياجات الخاصة بتأثيث المكتب الرئيس والانتقال اليه مباشرة .

مبنى الضرائب دفع الضريبة الكبرى

مبنى مكتب الضرائب ذو الخمسة طوابق كان قد دفع الثمن الأكبر، الحريق عاش داخله لأيام نتيجة الحرب،وحاليآ تم تجهيز الدور الثاني لإعادة العمل فيه.

وأكد المقاول طه عبدالرحمن أن الدور الثاني لمبنى مكتب الضرائب تم إعادة تأهيله وترميمه بالكامل خلال فترة 25 يومآ ، وأن العمل جار على قدم وساق لإعادة ترميم الدور الأول

وأوضح عبدالرحمن أن المبنى تعرض لتدمير ممنهج وخراب كبير ،مشيرآ إلى أن بقية طوابق المبنى العليا تحتاج إلى حوالي شهرين لإعادة ترميمها ،وانه بصدد الاتفاق مع السلطة المحلية بشأن ذلك.

من جهته قال المهندس أحمد عبدالجليل الغولي الذي التقينا به في مبنى الضرائب أن العمل يسري وفق الخطة المرسومة والاتفاق مع السلطة المحلية بالمحافظة، مستدركآ انه يلاحظ ان العمل يجري بوتيرة عالية وأن هناك انجاز فعلي كبير على الأرض.

مكتب البريد

مكتب البريد هو الأخر تم اعادة تأهيله وترميمه وأصبح جاهزآ بشكل كلي.

وخلال لقاء خاطف بمقاول مكتب البريد يعقوب عبدالله غالب أكد أنه بدأ العمل في إعادة تأهيل وترميم مكتب البريد قبل شهر تمامآ من الآن، وأن المبنى بعد جاهزا للعمل بعد إعادة ترميمه.

وأضاف ان الدور الثاني للمبنى يحتاج ايضآ لبعض اعمال الصيانة، وأن  لديه اجتماع مع احد وكلاء المحافظة بشأن ذلك.

وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والأمن اللواء الركن عبدالكريم الصبري قال أنه خلال الأيام القادمة سيتم نقل جميع المؤسسات كلاَ إلى مقرها الرسمي.

جاء ذلك خلال زيارة قام بها اللواء الصبري برفقة مدير عام شرطة تعز العميد منصور الأكحلي ،أمس الأول، إلى مبنى الشرطة العسكرية ومبنى نادي ضباط القوات المسلحة ومبنى إدارة شرطة المحافظة والضرائب والمالية والمواصلات، للاطلاع على الأعمال والتجهيزات التي تقوم بها السلطة المحلية في مجال إعادة تأهيل  المؤسسات الحكومية.

يقاتل ابناء تعز في مختلف الجبهات والمواقع من اجل استعادة الدولة اليمنية واسقاط ودحر الانقلاب الحوثي الامامي وبدعم الشارع في هذه المحافظة عودة عمل المؤسسات وبسط سلطة الدولة الشرعية وعندما تقوم بزيارة إلى العديد من المؤسسات الحكومية  في المدينة، التي سيبق أن دمرتها الحرب ،ستلاحظ أن هناك دور كبير يبذل في عملية اعادة تأهيلها وتفعيل دورها وعودتها لممارسة عملها، ويعد هذا الأمر في نظر الشارع التعزي بمثابة التحدي الأبرز الذي يواجه السلطة المحلية والذي يعمل من اجله محافظ محافظة تعز الدكتور/ أمين أحمد محمود.