تقرير – خاص
انتهاكات حقوق الإنسان في محافظة تعز، جنوب غرب البلاد، مازالت تشكل تحديا وتهديداً في نفس الوقت لأبناء المدينة، خاصة في ظل الحصار منذ سبع سنوات حرب، وتدهور الأوضاع المعيشية بشكل مخيف، مع ضعف الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية.
وعلى الرغم من تراجع نسبة هذه الانتهاكات مؤخراً إلا أنها لاتزال موجودة، والمؤسف أن تتحول إلى وسيلة للتربح والتجارة أمام أنظار السلطات الحكومية في المحافظة، وأن يكون المرتكب لهذه الجرائم الجيش والأمن الحكومي أو بعض قياداتهما أو افراداهما، بحسب وسائل الإعلام والتقارير الأممية الحقوقية.
اختطاف واخفاء:
وتعتبر جرائم الإختطاف والاخفاء القسري من أبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي يعاني منها أبناء المحافظة، ويعد الشاب عمار عبيد محمد أحمد، واحداً ممن لايزالون مخفيين قسراً في سجون القوات الحكومية بتعز دون مسوغ قانوني.
وبحسب الوثائق التي حصل “المواطن” على نسخ منها وافادة أحد اقرباء المخفي، فإن عمار تعرض للاختطاف بداية شهر يونيو الماضي، من بوبة مستشفى الجمهوري الحكومية عندما كان مرافقا لعمه المريض، من قبل أفراد الشرطة العسكرية حراس المستشفى، والذين قاموا بعد ذلك بتسليمه لقيادة اللواء الخامس حرس رئاسي الذي يقوده العقيد عدنان رزيق.
وأضاف قريب المخفي، أن قيادة اللواء الخامس كانت تنكر وجود عمار لديها في بداية الأمر، لتقر بعد ذلك بوجوده بعد أن تمكن قريب المخفي من الحصول على أمر التسليم من حراسة المستشفى، وسمحوا لهم بزيارته، مؤكداً أن عمار حالياً مايزال محتجز في مقر الرعاية جوار السجن المركزي التابع للواء، مشيراً إلى أن قيادة اللواء منعت عنهم الزيارة منذ قرابة أسبوع.
وأشار إلى أن قريبه ليس جندياً وليس له أي انتماء سياسي، وأنه العائل الوحيد لأسرته ووالديه من خلال عمله سائق دراجة نارية.
تسويف حكومي:
وأكد القريب، بأن أسرة المخفي منذ اختطاف قريبه وهم يتابعوا قيادة اللواء مطالبين إياها توضيح سبب احتجازه وإطلاق سراحه، أو تحويله إلى النيابة إن كان عليه جرم ليتم محاكمته وفقاً للقانون، لكن قيادة اللواء لم تقدم لهم أي توضيح، ولاتزال تستمر في احتجاز عمار وترفض تحويله إلى أي من جهات الاختصاص.
وتابع حديثه بالقول ” لايزال اللوء يرفض إطلاق سراح عمار أو تحويله إلى جهات الاختصاص رغم توجيهات رئيس النيابة ووكيل النيابة لشؤون البحث والسجون، ووكيل المحافظة لشئون الدفاع والأمن”.
وحصل المواطن على مذكرة وجه فيها رئيس نيابة م. تعز، محور تعز العسكري بمخاطبة اللوء الخامس للإفراج عن المذكور أو تحويله إلى جهات الاختصاص، وبهذا الخصوص أوضح قريب المخفي بقوله: “قدمنا مذكرة للمحور إلا أن المذكرة وضعت في درج المكتب ولم يوقع عليها القائد حتى الآن، ولم يستجيب المحور لنا أو يحرك ساكن”.
تجارة:
وكشف قريب المختطف ل”المواطن” بأن القائد في المحتجز طلب من عمار دفع مبلغ مالي مقابل الإفراج عنه، وقال: “آخر مرة قال لعمار يا ابني إذا تشتي تخرج جيب فلوس وإحنا بنخرجك وإلا ستجلس عندك”.
قلق:
وأفاد القريب، بأن عمار يعاني من “ضيق في التنفس (كتمة صدرية)، وأن هذا زاد من قلق الأسرة عليه خاصة بعد منعهم من زيارتهم له منذ أسبوع، محملاً قيادة اللواء المسئولية الكاملة في حال تعرض عمار لأي مكروه”.
وتعاني مرافق الاحتجاز في المحافظة أوضاع سيئة، خاصة وأن الكثير منها مستحدثة في أماكن غير مناسبة وغير مخصصة لذلك، فضلاً عن وجود عدد من السجون السرية تابعة لجهات عسكرية وفق وسائل الإعلام والتقارير الحقوقية المحلية والاممية، وبهذا الصدد أشار قريب عمار إلى وجود ضغاطة في سجن احتجاز قريبه مساحة متر في نصف متر، وصفها بقوله: “لا يمكنك حتى الجلوس فيها”.
إلى ذلك كشف قريب المخفي، عن أن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها إخفاء قريبه من قبل اللواء، إذا تم اخفائه قسراً في المرة الأولى لمدة نصف شهر في مقر قيادة اللواء، في كلية الطب شرق المحافظة، ولم يعرفوا عنه شيء رغم متابعتهم لمختلف الجهات المعنية في المحافظة، وبعد 14 يوم أفرج اللواء عنه وهو من أخبرهم بعد خروجه بأنه كان محتجز هناك، وأنه تعرض للتهديد والتعذيب.
وفي ختام حديث للمواطن، طالب قريب المخفي وسائل الإعلام والمنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان مناصرة هذه القضية، وبما يسهم في الإفراج عن قريبه المختطف ظلماً ودون سبب حد قوله.