المواطن / خاص
كشف سكرتير أول منظمة الحزب الإشتراكي اليمني في تعز جنوب غرب البلاد، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل زيارة المبعوث الأممي الخاص باليمن السيد هانس غروندبرغ، الى محافظة تعز امس الإثنين.
وفي تصريح صحفي خص به “المواطن”، قال سكرتير أول إشتراكي تعز باسم الحاج، “أن زيارة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، إلى تعز سترفع سقف أمال أبناء تعز بحضور ملف تعز باحاطات المبعوث القادمة، وكذا في المفاوضات، مشيراً إلى أنه أكد في مداخلة له أثناء لقاء المبعوث بالاحزاب السياسية بالمحافظة امس، على الموقف الثابت المنحاز لسلام دائم وشامل، يرتكز على الإيقاف الفوري للحرب، وتحييد السلاح على طريق تسليمه، وإلغاء ثقافة الاصطفاءالإلهي كمقدمة لإستئناف العملية السياسية التوافقية، واستعادة وبناء مؤسسات الدولة القانونية وفقاً لمؤتمر الحوار الوطني الشامل”.
وشدد الحاج، على المبعوث أهمية إجراء إصلاحات منهجية جوهرية في طاولة المفاوضات من خلال إشراك الأحزاب والمكونات السياسية، والنساء، والشباب ومنظمات المجتمع المدني، في عملية المفاوضات وكل اللجان المنبثقة عنها، مشدداً على أن بناء السلام لن يتأتى من خلال طاولة تقتصر على أطراف السلاح، مؤكداً على أن الأحزاب السياسية شركاء أساسيين في عملية تشيد السلام وبناء الدولة الوطنية الحديثة المنشودة وليست منصات استشارية فقط”.
وطالب في مداخلته “بتفعيل آلاليات الامميةالرقابية باستخدام التكنولوجيا الذكيةعلى الأطراف الدولية التي تغذي الميليشيات بمختلف صنوفها بالسلاح والمال السياسي، واتخاذ عقوبات حيالها وتشديد العقوبات على الأطراف الداخلية والخارجية التي تخترق الاتفاقات المبرمة”.وتقوض عملية السلام .
وبخصوص الملف الاقتصادي شدد الحاج، على ضرورة توحيد الآليات الاقتصادية (البنك المركزي) والاوعية المالية، واتخاذ عقوبات ضد من يعزز الإنقسام المالي وفارق العملة الوطنية، وكذا اتخاذ عقوبات ضد من يعرقل وصول المساعدات الإنسانية للمواطنين واستخدامها لتفويج الشباب والأطفال للمعارك العسكرية، واتباع آليات جادة لتوجيه المساعدات الإنسانية بإتجاه يخدم تقوية البناء الصحي والتعليمي وخدمة عملية التنمية المستدامة.
كما شدد على أهمية تسديد رواتب الموظفين في كل المناطق اليمنية، والضغط على دول الإقليم بعدم التضييق على العمالة اليمنية في الخليج والتي تمثل رافعة مهمة في تخفيف معاناة أسر المغتربين، وكذا التأكيد على رفع الحظر والحصار على الموارد السيادية، وتحييد الجماعات المسلحة عن تعطيل الموارد.
واشار الحاج الى ان المجتمعين تطرق لعملية السطو على التعليم عبر تغيير المناهج التعليميةوادراج مفاهيم تستنهض الصراع الطائفي وتحفز تنامي ثقافة القتل والكراهية وتناهض قيم المواطنة والمساواة، وتطرق الحاج ضرورة الغاء المؤسسات الجبائيةالتي تضاعف من افقار وتكديح الشعب اليمني من خلال فرض رسوم وضرائب جبائية مضاعفة وغير مشروعة والتي تخدم إقتصاد الحرب.مشددا على اهمية اتباع اتباع تدابير جادة لتجفيف موارد الجماعات التي تتعاش من استمرار الحرب والسيطرة على موارد المجتمع.
وكانت الأحزاب السياسية في المحافظة قد توافقت على ورقة مشتركة قدمت للمبعوث الأممي، والتي تلاها الاستاذ عبدالسلام رزاز أمين عام إتحاد القوى الشعبية، واوضح ان ورقة احزاب تعز اكدت عن جملة من القضايا التي يعاني منها أبناء تعز، أهمها تأكيدها على المبعوث “أهمية رفع الحصار عن المدينة وفتح الطرق، وإزالة الألغام التي تحاصر تعز وتضرر منها المواطنين وخصوصا كبار السن ، وكذلك تحرير الأسرى والمعتقلين وفقاً لاتفاق ستوكهولم، وإشارتها إلى أن تعز كانت حاضرة في اتفاقية ستوكهولم ولكنها غابت من جميع المشاورات ولم تشكل اللجنة التي تم الاتفاق عليها”.
وأشارت الورقة إلى أنه بعد لقاء الأحزاب بالمبعوث في عدن، “قام الحوثي بقصف التجمعات السكانية في تعز بالمدفعية، وراح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء من المدنيين في الوقت الذي لم نسمع أية ادانة من المجتمع الدولي وفي مقدمتها الأمم المتحدة وكذلك عمليات القنص مستمرة بشكل يومي ضد المدنيين”.
وفي الملف الخدمي تطرقت إلى قضايا المياه، والنظافة، والصرف الصحي، والصحة، والتعليم، فيما أكدت في الملف السياسي على أن “السلام الدائم الشامل يقوم على أساس استعادة مؤسسات الدولة القانونية، والسلام لن يتأتى الا ب التخلي عن فكرة الولاية وإدانتها فهي ( عنصرية تقوم على ادعاء الاصطفاء الالهي له بحكم الناس بالقوة ) وهي تتناقض كليًا مع مبدأ الدولة القائمة على المواطنة المتساوية والشراكة وكل المبادئ والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان، وأن السلام مشروط بتسليم السلاح وحصر امتلاكه للدولة فقط، والالتزام بالمرجعيات الثلاث، واستئناف الحياة والعملية السياسية وإدارة حوار يقوم على هذه المرجعيات”.
وشددت على أنه “يشترك جميع اليمنيين في بناء دولة المواطنة المتساوية يحكمها الدستور والقانون ويكون الشعب مصدر السلطة عن طريق الانتخابات الحرة المباشرة، نحن على قناعة تامة بان الحل الناجع للمشكلة اليمنية هو حل سياسي وليس عسكري ولهذا يجب ان تكون الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمرأة شركاء في المفاوضات القادمة”.
وبخصوص الملف الاقتصادي أشارت إلى أهمية “حل مشكلة العملة، وتحييد المساعدات الإنسانية، وتوحيد المؤسسات الايرادية والآليات الاقتصادية والمالية، و تامين مرتبات موظفي الدولة، وتمكين الدولة من إدارة الموارد السيادية وإزالة العوائق التي تحول دون الاستفادة منها”.
وأوضح الحاج أن “المبعوث الأممي أعرب في نهاية اللقاء عن ارتياحه لما طرحته الأحزاب السياسية في اللقاء، وأنه سيأخذ بعين الإعتبار الرؤى النقدية على أداء الأمم المتحدة ومكتب المبعوث في اليمن”.
وفي ختام حديثه للمواطن أعرب الحاج، عن تفائله في حضور ملف تعز باحاطات المبعوث والمفاوضات، ووجه الشكر لمحافظ المحافظة نبيل شمسان، الذي أولى إهتماما كبيراً في هذا الجانب حد قوله.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، قد زار محافظة تعز أمس الإثنين، والتقاء في مقر المحافظة المؤقت قيادات السلطة المحلية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، كأول زيارة له وأول مبعوث أممي يزور تعز، بعد سبع سنوات حرب ومبعوثين ثلاثة.
وقال المبعوث في مؤتمر صحفي عقب الزيارة، أن اللقاءات مع قيادة السلطة المحلية والأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات كانت إيجابية ومثمرة حيث تناولت النقاشات حول القضايا والاوضاع التي تواجه محافظة تعز مع استمرار سقوط الضحايا والمعاناة التي تزداد يومياً في هذه المحافظة الأكثر معاناة.
وأشار إلى أن السلام في اليمن معركة كبيرة لكننا بحاجة ان نسير في طريق الحل السلمي وأبناء تعز لديهم تجارب في هذا المسار، وسنحمل العديد من القضايا والملفات للأمم المتحدة والمتعلقة بتحسين الخدمات الأساسية، وفتح الطرقات ونقل تجربة تعز في التعددية السياسية والتي تذكرنا بوجود دولة يمنية قائمة على التعددية السياسية والمدنية.
واضاف “فنرى أشخاصاً يواجهون قيوداً شديدة على حرية حركتهم، كما نرى أشخاصاً تأثروا بتدهور الوضع الاقتصادي وبالانقطاع المتكرّر في توفير الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، وبالحالة العامة من غياب الأمن. نرى ذلك في أنحاء عديدة من اليمن، ولكن تلك الصعوبات مركّزة أيضاً هنا في تعز. ونرى هنا أيضاً أطفالاً قتلوا أو تشوهوا، كما حدث في الهجوم المستهجن الذي وقع في 30 تشرين الأول/أكتوبر والذي أودى بحياة ثلاثة أطفال. في هذا الصدد أود أن أتوجّه بتعازيّ الحارة لعائلة الأطفال الذين قتلوا”.
وتابع في بيانه الصحافي “باختصار، تذكرنا تعز بإمكانية قيام دولة يمنية تتسم بالتعددية، وستظل تعز جزءً أساسياً في الوصول إلى تحقيق السلام المستدام في اليمن”.