تعز
وصل إلى مدينة تعز ظهر اليوم الاثنين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد هانس غروندبيرغ وذلك في أول زيارة من نوعها منذ بداية الحرب والحصار على المدينة.
وفور وصوله عقد لقاءات مع قيادة السلطة المحلية في المحافظة وممثلي الأحزاب والقوى السياسية وعددا من مسؤولي منظمات المجتمع المدني.
وقال محافظ تعز نبيل شمسان في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب وصول المسؤول الاممي، أن أبناء تعز في انتظار نتائج لقاءات المبعوث الأممي مع القوى السياسية والسلطة المحلية، وذلك من خلال تعزيز مكانة تعز في المفاوضات والاحاطات الاممية وايصال صوتها ومعاناتها للمجتمع الدولي والمطالبة بالحقوق الاساسية والتخفيف من حدة الحصار واغلاق الطرق وحجم المعاناة الباهظة التي خلفها الحصار الخانق من قبل المليشيات.
وتطرقت لقاءات المبعوث الأممي مع السلطة المحلية والأحزاب السياسية معاناة سكان المحافظة من مياه الشرب والكهرباء والصحة، واستحواذ جماعة الحوثيين على 97 بالمائة من موارد المحافظة وزراعة الالغام وارتفاع اسعار السلع والخدمات نتيجة وعورة الطريق وتعميق هذه المعاناة بفرض المليشيات رسوم ضريبية وجمركية مضاعفة على السلع القادمة من الحوبان والسيطرة على معدات النظافة ومنع الوصول لمقلب النفايات.
وقال المبعوث الاممي “لقد مررنا في الطريق الى مدينة تعز وعشت المعاناة وشاهدنا كذلك أشكال مختلفة تعبر عن المعاناة الكبيرة التي تواجه التنقل ووصول الخدمات والحصول على السلع وبشكل أكبر مما نراه في كل اليمن”.
وأكد ان المواطنين يعانون من آثار الحرب واستمرار القصف وسقوط الضحايا واخرها فقدان اسرة واحدة لثلاثة من ابنائها دفعة واحدة، ولابد من التركيز على مايجري في تعز”.
واضاف” ان الزيارة لتعز تهدف الى الوصول لتسوية سياسية وجامعة وشاملة لانهاء النزاع في اليمن وآثاره التي تخلق تحديات كبيرة أمام تقديم الخدمات الاساسية وذلك وفق ايجاد الحلول المستدامة لتعز واليمن ككل ونحن نتطلع ان نرى من جميع الاطراف نهاية لهذا النزاع والدخول في تسوية سياسية تشمل الجميع وتسمح لليمن بالتعافي، حيث نمر حالياً بمرحلة حساسة وعصيبة في الواقع ربما تفرض متغيرات جديدة وبالتالي نحن نحتاج الى جميع الاطراف العسكرية والامنية والسياسية لحل مستدام ونركز تركيزاً خاصاً على الاوضاع الاقتصادية التي تثير مخاوف اليمنيبن”.
أكد المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في مؤتمر صحفي، أن اللقاءات مع قبادة السلطة المحلية والاحزاب والتنظمات السياسية والمنظمات كانت ايجابية ومثمرة حيث تناولت النقاشات حول القضايا والاوضاع التي تواجه محافظة تعز مع استمرار سقوط الضحايا والمعاناة التي تزداد يومياً في هذه المحافظة الاكثر معاناة.
وأشار إلى أن السلام في اليمن معركة كبيرة لكننا بحاجة ان نسير في طريق الحل السلمي وأبناء تعز لديهم تجارب في هذا المسار وسنحمل العديد من القضايا والملفات للامم المتحدة والمتعلقة بتحسين الخدمات الاساسية وفتح الطرقات ونقل تجربة تعز في التعددية السياسية والتي تذكرنا بوجود دولة يمنية قائمة على التعددية السياسية والمدنية.
واضاف “فنرى أشخاصاً يواجهون قيوداً شديدة على حرية حركتهم، كما نرى أشخاصاً تأثروا بتدهور الوضع الاقتصادي وبالانقطاع المتكرّر في توفير الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، وبالحالة العامة من غياب الأمن. نرى ذلك في أنحاء عديدة من اليمن، ولكن تلك الصعوبات مركّزة أيضاً هنا في تعز. ونرى هنا أيضاً أطفالاً قتلوا أو تشوهوا، كما حدث في الهجوم المستهجن الذي وقع في 30 تشرين الأول/أكتوبر والذي أودى بحياة ثلاثة أطفال. في هذا الصدد أود أن أتوجّه بتعازيّ الحارة لعائلة الأطفال الذين قتلوا”.
وتابع في بيانه الصحافي “باختصار، تذكرنا تعز بإمكانية قيام دولة يمنية تتسم بالتعددية، وستظل تعز جزءً أساسياً في الوصول إلى تحقيق السلام المستدام في اليمن”.