تعز – أسامة الكربش
“لا نملك شيئًا، لا مأوى، ولا سكن، وأقصى ما نأكله لقمة وماء”. هكذا بدأت حديثها، شارحة قصة أسرتها التي تعاني الأمرّين بسبب الحرب والنزوح.
هيفاء عبده، نازحة مهمشة، تُكابد عناء الحياة لوحدها، هربت من الحرب إلى مديرية المسراخ لتنعم بحياة هادئة بعيدًا عن أصوات القذائف والرصاص ولكن القدر كان له رأي آخر.
استقرت هيفاء مع زوجها جمعان سيف وأولادها الأربعة في قرية أكمة حبيش بالمسراخ وبنوا لهم غرفة من أكياس بلاستيكية بداخلها أتربة لا خرسانة أو أحجار فيها ليبيتوا بها ليلاً.
ومع ظروف الحياة القاسية قرر الزوج جمعان الذهاب لمدينة مأرب ليلتحق بالجيش ويخوض المعارك لعله يجد راتبًا يُعيل أسرته، إلا أن أخباره انقطعت عن أسرته، بعد فترة وجيزة، وفقد التواصل معه، وأصبح مفقوداً لا يعلم أحدًا مامصيره، تاركاً وراءه أربعة أطفال وأم بلا معيل.
تقول هيفاء: نحن الآن بلا مُعيل ولا نجد قوت يومنا وأقصى ما نأكله لقمة وماء هذا إن توفرت لنا من بعض الناس.
وتضيف: “لا أستطيع النوم خوفاً على أطفالي من تهدم الغرفة عليهم وخاصة في موسم هطول الأمطار، ونضطر في بعض الأحيان أن نبيت بالعراء نواجه موجات البرد القارس بدون لباس تدفئة”.
تتمنى هيفاء أن ترى أولادها يذهبون إلى المدرسة مثل بقية الأطفال لكنها لا تستطيع الدفع بهم إلى المدرسة ولا تجد مصاريف تعليمهم.
وأضافت: “لم نلق القبول من المجتمع كوننا من طبقة المهمشين حتى من أقربائي تخلوا عنا”.
هيفاءأختتمت حديثها بالقول: “أنتظر عودة زوجي أو حتى سماع خبر مؤكد عنه بعد ستة أشهر من غيابه عنا لا ندري هل هو ميت أو على قيد الحياة”.
بعد سنوات من الحرب هيفاء هي مرآة لما يعانية الكثير من النازحين وخاصة المهمشين منهم، ظروف قاسية، وشظف العيش، وغربة اللون، خاصة في بلد يقف نصف سكانه تحت خط الفقر، ويعيش 6 ملايين منهم ظروف المجاعة.