المواطن/ خاص – مكين محمد
في بداية الستينيات من القرن الماضي محطة تحول في حياة البطل مهيوب علي غالب العزوبي ( عبود ) بانتقاله الى مدينة عدن التي كانت تحت يد الاحتلال البريطاني الغاشم آنذاك، وكان الشهيد عبود في في سنوات عمره الاولى، بعد أن عاش مع والدته في منزل خاله عبده عبدالله بالتحديد قرية الجبانة عزلة الدعيسة مديرية التعزية حالياً، (شرعب الرونه سابقاً )، وسفره إلى عدن كان بمثابة انتقاله من ظروف قاسية تعاني الانغلاق وغياب للكثير من العوامل المساعدة في بناء الذات والقدرات ، الى مكان اخر فيه نوع من الأجواء الملائمة للعمل على صقل شخصيته المتمردة على الاستبداد والتسلط في كل الظروف.
البيئة الاولى في حياة عبود كانت قاسية بسبب ظروف القرية والأسرة التي كانت كغيرها تعاني الفقر والحرمان من وسائل الحياة، وكانت الهجرة إلى عدن إحدى الوسائل التي يلجأ إليها أبناء القرى في محافظة تعز، والشهيد عبود رغم صغر سنه الا أن الضروف أجبرته أن يهاجر إلى عدن ابان الاحتلال الإنجليزي.
البطل عبود شبح يطل الى حياة كل محتل في عدن ومحافظات الجنوب، بدأ بالعمل في منازل بعض المستوطنين إلا أنه لم ينسجم مع الأجواء التي يتواجد فيها، والتحق بالمدرسة الاهلية في التواهي ولضروفه الصعبة لم يتمكن من مواصلة الاعدادية بعد ان اجتاز المرحلة الابتدائية و عمل في بيع الخضروات بالتواهي.
اكمل المرحلة الإعدادية على يد الاستاذ المرحوم عبدالكريم العمراوي وكانت عدن هي المكان الذي وجد فيها ذاته المتنور والطموح، تعلم قواعد اللغة العربية في نادي الاعروق واللغة الإنجليزية، وكانت الفترة محطة بداية عمله النضالي بعد تعرفه على عبدالفتاح اسماعيل وعبد الرزاق شائف، وآخرين، استطاع أن ينال الانتماء إلى حركة القوميين العرب وبعد التدريب نفذ عمليات فدائية تذوقت فيها القوات البريطانية شراسة البطولة التي ارتداها الشهيد عبود وتناول مبادئها في سن مبكر من عمره في منطقة الام عزلة الدعيسة مديرية التعزية محافظة تعز.
لم يكن تاريخ عبود مجرد صدفة بل جاء نتيجة تلقيه العديد من الدورات العسكرية والسياسية في عدن وتعز وخارج اليمن، تقلد العديد من المهام النضالية والفدائية التي ارعبت المستعمر.
العمليات الفدائية للشهيد عبود أبرزها كانت في أغسطس 64 حين اندلع قتال مسلح في عدن الباسلة ليصل الى المدن الرئيسية حينئذ تم تفجير اول قنبلة على الوالي البريطاني وقتل نائب الوالي وقائد الطيران واصيب كلا من سلطان لحج العبدلي واحمد عبدالله الفضلي سلطان ابين وفي 14 أكتوبر 64م قام البطل الشهيد مهيوب علي غالب (عبود) بتنفيذ حكم الاعدام رميا بالرصاص على بيري رئيس المجلس التشريعي ورئيس الاستخبارات البريطانية في الشرق الأوسط تمت هذه العملية وبيري كان نازلا من المجلس بجانب لإشارة عند البنك في عدن كريتر وبعد فترة وجيزة نفذ عملية اخرى عند السوق بعدن هذه المرة كانت فاكهة الموت من نصيب نائب رئيس الاستخبارات العسكرية ويدعى خليل هندي الجنسية، عندما قام بتفجير قنبلة عليه فلقى حتفه.
وبالرجوع إلى السنوات الاولى من عمر الشهيد عبود والتي قضاها في قريته الجبانه عزلة الدعيسة حمل خلالها طموح العبور الى حيث يشع بصيص من نور الامل الذي يحدق إليه عبود ببراءة القرية وشغف معرفة ما وراء المجهول في ظل نظام متخلف في شمال اليمن والتي كانت تعاني ويلات الجهل ، عبود ذهب طفلاً حالما وعاد قائد ثورة يذود عن حمى الارض والإنسان.