المواطن – كوالالمبور
نظّم ملتقى أبناء اليمن في ماليزيا ندوة خاصة حول “تطييف التعليم في اليمن” بمشاركة عدد من الأكاديميين والاعلاميين والناشطين.
وفي ورقته للندوة الافتراضية حول “المناهج الدراسية وأثر تطبيقها على مستقبل اليمن تطرق مستشار وزير الاعلام الدكتور فيصل العواضي إلى تاريخ مناهج التعليم في اليمن منذ قيام ثورة ال26 سبتمبر و التي قال انها حققت ثورة شاملة في مجال التعليم شمال اليمن.
مستعرضاً جملة من الفوائد لأجل التعليم قال العواضي أنه يمكن أن تتحقق من خلال الاهتمام بالمناهج وتطبيقها لخصها ب” بناء جيل قادر على التعامل الواعي مع مستجدات العصر وبالذات فيما يتصل ببناء مؤسسات الدولة وتحويل الشعارات إلى واقع مثل الانتخابات والاستفتاء وغيرها. و تاهيل الشباب للإنخراط في المعترك السياسي بوعي وإدراك من خلال تكوين الأحزاب ورسم برامج واهداف لهذه الأحزاب والتنطيمات السياسية تجعل منها أدوات فعلية للتداول السلمي للسلطة، وخلق جيل قادر على إدارة الموارد المتاحة واستثمار الثروات الواعدة بطريق سليمة والقضاء على كل عوامل الفساد الذي حرم الشعب من ثرواته في البر والبحر.
وشدد العواضي في ورقته على أن الوضع الذي وصل إليه التعليم حالياً في ظل محاولة المليشيا الإرهابية السلالية خطف التعليم وفرض ايدلوجيا تدميرية، يقرع اجراس الخطر لافتاً إلى ضرورة التيقظ لهذا الامر، “ليعمل كل من موقعه وفي إطار تأثيره الاجتماعي للتحرك والتوعية، لما من شأنه تحصين أجيالنا من هذه السموم”.
عادل الأحمدي-رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات-تحدّث عن المأساة التي تمرّ بها المناهج التعليمية في اليمن منذ بداية الاستحواذ الحوثي وحتى اليوم.
مشيراً في ورقته للندوه إلى أن المناهج لم تعرّف اليمنيين برموزهم وبلادهم وقيمهم العليا،
وأضاف الاحمدي أن المناهج الدراسية في مناطق سيطرة الحوثيين أصبحت أداة لصناعة الجهل وتكريس العنصرية بدلاً من أن تكون داعية لقيم الحرية والسلام والعدالة والمساواة.
متطرقاً إلى مأساة المدرسين اليمنيين وكيف يتم الضغط عليهم من خلال تجويعهم وقطع رواتبهم حتى يعلمّوا الطلاب الأفكار العنصرية والسلالية التي أتت بها المناهج في عهد الحوثي.
ودعا رئيس مركز نشوان في ختام ورقته إلى اتخاذ خطوات جادة من قبل المجتمع نحو تحرير التعليم من الأدلجة التي تمارسها ميليشيا الحوثي على التعليم.
من جانبه أشار همدان العلي كاتب وباحث حقوقي – إلى الأسباب الحقيقية وراء انهيار العملية التعليمية في اليمن لتحقيق أهداف مليشيا الحوثي “والتي تتمثّل في تحويل المدرسة إلى مصيدة للأطفال لتعبئتهم للحرب ضد كل من يختلف معهم وتغيير هوية اليمنيين في المستقبل.
وتابع: ولتحقيق ذلك فقد سعت ميليشيا الحوثي لاستبدال المعلمين في مختلف المناطق التي تسيطر عليها، إلى جانب احتكار السيطرة على وزارة التربية والتعليم ومكاتب التعليم ليكون حصرياً على العائلة الحوثية ، حيث تم تعيين أخ يحيى الحوثي ليكون وزيراً للتعليم.
وأكد العلي في ختام ورقته للندوة بأن المسؤولية تقع على عاتق جميع اليمنيين في مواجهة الإرهاب الفكري السلالي والحدّ من هيمنة الجماعة الحوثية على مناهج التعليم.
وفي الندوة التي أدارها الدكتور فاروق ثابت قدم الحاضرون جملة من الطروحات والاستفسارات التي أثرت الندوة وعلى رأسهم: الدكتور علي عرجاش نائب وزير التعليم العالي، والدكتورة اروي الخطابي، والباحث يحيى المدور وسليم المرشحي.
حضر الندوة عدد من الاكاديميين والباحثين والناشطين اليمنيين من ماليزيا واليمن ودول أخرى.