“بورتريه”
المواطن/ تقرير ـ محمد الحريبي
على رأس مقاتلي قبيلة مراد، عاد اللواء مفرح بحيبح من تقاعده ليدافع عن الجمهورية التي شارك في فك الحصار عنها في ملحمة السبعين يوما قبل خمسون عاماً وأكثر.
كان القائد العسكري المتقاعد والشيخ القبلي البارز بين شيوخ قبيلته حاضراً على العهد حين حاولت المليشيا الحوثية اقتحام محافظة مأرب عقب سيطرتها على العاصمة صنعاء ومحافظات عدة مطلع العام 2015م، فاستنفر قبيلته وابنائه وهب من عرينه القبلي مدافعا عن حلم اليمن الاتحادي الجديد وثوابت الجمهورية التي دافع عنها في مقتبل عمره.
بولاء صادق وبشكيمة المأربي الأصيل إستل اللواء مفرح بحيبح بندقيته وذخيرة من الإباء، وواجه مع ابنائه وقبيلته هجوم المليشيا الحوثية وصد زحفها مانعاً مسلحي المليشيا من دخول مناطق قبيلة مراد التي قدمت وتقدم الاف الشهداء في مسيرة الدفاع عن الجمهورية في وجه الامامة الجديدة.
على سراط السيف سار الرجل الذي ينحدر من مديرية الجوبه بمحافظة مأرب بتاريخ نضالي ناصع وقاتل مثله مثل بقية أبناء قبيلته الشجعان مليشيا الحوثي ورغم فارق التسليح إلا أنهم تمكنوا من دحر الغازي الدخيل.
حينها قاتل اللواء وابناء القبائل والعسكريين كتف لكتف واستوى المقاتلون من كل حدبٍ وصوب في صلاة التحرير على سجادة الصحراء مُعلنين تحرير مناطق عدة حتى استكمل تشكيل اللواء 26 مشاة بنفسه.
حرر اللواء المشكل حديثا، في معركة سريعة قادها اللواء بحيبح، مديريتي حريب وعين التابعتين لمحافظتي مأرب وشبوة في العام 2016م.
واصل القائد دوره البطولي، كاتبا اسطورة رجل عسكري بعثته المبادئ الجمهورية التي تربى عليها، ليقود بعد تحرير حريب وعين، معارك ضارية ضد المليشيا الحوثية تكللت بتحرير مديريتي بيحان وعسيلان التابعتين لمحافظة شبوة وهو ما تلاه قرار جمهوري بتعيينه قائدا لمحور بيحان العسكري.
لم تتوقف معارك البطل الجمهوري، عند تحرير بيحان وعسيلان بل خاض مجددا معارك عنيفة ضد المليشيا الحوثية لينتزع من بين مخالبها مديريتي ناطع ونعمان بمحافظة البيضاء وهي المعركة التي فقد فيها رابع ابنائه بعد ان قدم ثلاثة منهم في معارك سابقة ضد المليشيا الحوثية، الى جانب عدد كبير من اقربائه وابناء قبيلته ضاربا بذلك المثال الأروع والأندر في الايمان بمبادئ الجمهورية وثوابتها والتضحية في سبيل الدفاع عنها.
بمعية أتباعه قاتل اللواء بحيبح في الملاجم وناطع وقانية بمحافظة البيضاء وأينما ولت وجهة المعارك يكون رُمحاً فر من قوسه. صولات وجولات صاحبت تاريخ اللواء الشجاع الذي لم يقف نزولاً عند نصائح الأطباء بوجوب راحته للعلاج.
ها هو ينبري مجددا لقيادة المعركة في مديرية ماهلية ليكسر في أيام قليلة زحف المليشيا الحوثية المستميت ويوقف تقدمهم نحو مسقط رأسه بل وتمكن وابطال الجمهورية من منتسبي الجيش وابناء قبيلة مراد من دحر المليشيا الحوثية واستعادة اجزاء واسعة من مديريتي رحبة وماهلية اللتان تشهدان معارك عنيفة حتى اللحظة.
انطلاقة اللواء مفرح بحيبح الأخيرة ارعبت مليشيا الكهنوت الامامية الحوثية خاصة وقد شاهدوا ثقته الكبيرة وهو يتحدث للاعلام في تصريح نسف شائعات المليشيا قال فيه إن الحديث عن اتفاقيات بين بعض أبناء قبيلة مراد التي ينتمي إليها ومليشيا الحوثي لا يعدو عن كونه كلام أطفال، مؤكداً أن السلام مع الحوثي يعني الاستسلام وهذا مستحيل جدا.
أكد القائد العسكري السبتمبري أن مشروع الحوثي هو إذلال الناس والحكم على دوس كرامتهم، متسائلا ما الذي جاء به إلى أرض مراد ومحافظة مأرب التي تزود اليمنيين بالبترول والغاز المنزلي، ثم أجاب مذكراً بمشروعه المتمثل بإهانة كرامة الناس وقال إن الحياة بلا كرامة لا قيمة لها وإنه سيقاتل مليشيا الحوثي حتى النصر أو الشهادة.